بعد الانسحاب الروسي.. مطار «التيفور» في مرمى نيران التحالف الدولي وإسرائيل

محمود سعيد
قصف إسرائيلي سابق على سوريا - أرشيفية

رؤية – محمود سعيد

استكملت القوات الروسية، انسحابها من مطار التيفور العسكري شرق حمص، إلى مطار تدمر العسكري ومستودعات مهين.

ويعتبر المطار من أبرز المواقع التي تنتشر فيها القوات الإيرانية في سوريا، وتعرض في الأشهر الماضية لضربات جوية وصاروخية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب خبراء عسكريين، يضم المطار خبراء من روسيا وإيران وكوريا الشمالية، إلى جانب ضباط أجانب وآخرين تابعين للنظام السوري.

الانسحاب العسكري الروسي من المطار بعد رفض الحرس الثوري الإيراني إخلاء المطار، يعني أن الضربات القادمة ستكون مدمرة بشكل واسع وليست انتقائية.

وتشهد العلاقة الإيرانية الروسية في سوريا منذ فترة حالة من التوتر، وتجلت في استهداف إسرائيل لمواقع المجموعات الإرهابية التابعة لإيران في سوريا بعلم وتسهيل من روسيا.

يشار إلى أن النظام السوري لم يعتمد منذ وقت طويل على جيشه في قتال المعارضة، بسبب الانشقاقات والخسائر الكبيرة التي تعرض لها في معاركه مع المعارضة، ما دفعه للاستعانة بالمجموعات الإرهابية التابعة لإيران للقتال بدلا عنها، فيما تقدم روسيا دعما جويا لها.

انسحاب روسي

وقالت مصادر خاصة لموقع “عين الفرات” إن القوات الروسية أخلت مطار التيفور العسكري بشكل كامل، حيث سحبت 16 شاحنة محملة بالمعدات اللوجستية والذخائر والأسلحة الثقيلة، بالإضافة لسبع عربات عسكرية وأربع ناقلات جند لتدخل مطار تدمر العسكري عبر الطريق الشرقي.

وأكدت المصادر بأنَّ الانسحاب جاء بعد رفض الميليشيات الإيرانية توجيهات قاعدة حميميم الروسية بضرورة الخروج من المطار لتقليل احتمالية تعريضه للغارات الجوية الإسرائيلية. وأوضحت بأنَّ مطار التيفور سيبقى عقب الانسحاب الروسي تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، مما سيجعله عرضةً للغارات الجوية الإسرائيلية التي تهدف إسرائيل من ورائها لمنع تحويل المطار إلى قاعدة عسكرية قد تكون الأكبر لإيران شرق حمص.

وكانت الميليشيات الإيرانية رفضت، بالثالث من الشهر الحالي، مطلباً لقاعدة حميميم الروسية بإخلاء المطار، مبررةً ذلك بأنَّ تواجدها داخل التيفور سبق تواجد القوات الروسية، وبالتالي على الأخيرة مغادرة المطار، لتبدأ بعدها روسيا بإرسال تعزيزات نحو المطار انتهت بالانسحاب.

ويضم المطار دفاعات جوية متطورة، ورادارات قصيرة التردد محمولة على سيارات، إضافة إلى آليات عسكرية وعشرات الدبابات الحديثة، منها “T82”.

تنسيق روسي إسرائيلي

القرار الروسي بإخلاء مطار تيفور سبقه إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التنسيق مع العسكريين الروس بشأن سوريا يتسم بالأهمية الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناتان كونريكوس في تصريح لوكالة “تاس” الروسية: “لدينا آلية للتنسيق التكتيكي وتفادي الصدام مع العسكريين الروس، وهي تعمل جيد جدا، ولدينا خط ساخن يعمل دائما، ونعتبر أن كل ذلك يتسم بالأهمية الاستراتيجية”، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يأخذ بعين الاعتبار أمن الكوادر العسكريين الروس في سوريا.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد أجرى في 10 فبراير الجاري اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي شويغو.

وكتب على “تويتر” أنه بحث مع الوزير الروسي “استمرار الحوار المهم بين روسيا وإسرائيل بهدف ضمان أمن العسكريين”.

لعبة إيرانية

في عام 2018م، خدعت إيران الرأي العام العالمي عندما قالت إنها قامت بإخلاء مطار “تي فور” (T4) العسكري في ريف حمص لصالح القوات الروسية، وقيل حينها إن القوات الروسية استلم المطار العسكري، لنشر بطاريات دفاع جوي “S-300″، والتي أعلنت مؤخرًا تسليمها للنظام السوري.

ولكن الحقيقة أن القوات استمرت في الانتشار في المطار بارتداء ملابس قوات الأسد.

ربما يعجبك أيضا