تبادل الأسرى بين إسرائيل وسوريا.. صفقة سريعة التحقيق غامضة الخفايا !!

رؤية – أشرف شعبان

بعد أقل من 24 ساعة على دعوة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاجتماع أمني على عجل لوزراء حكومته والتكتم على فحواه، حيث وصف بالسري، بدأت ملامح الاجتماع تتضح بعد الإعلان الرسمي السوري عن إجراء عملية تبادل أسرى بين تل أبيب ودمشق وبوساطة موسكو.

جلسة طارئة وسرية

بدورها قالت صحيفة «تايمز أو إسرائيل» إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي عقدت جلسة طارئة وسرية تتعلق بمسألة إنسانية في سوريا، ساعدت روسيا بتنسيقها، فيما منعت الرقابة العسكرية العسكرية نشر أي تفاصيل أخرى.

الأسيرة نهال المقت والأسير ذياب قهموز من الجولان المحتل يعانقان الحرية في صفقة بموجبها إطلاق سراح فتاة إسرائيلية تدعى جينا كوهين ودخلت إلى منطقة القنيطرة بالأراضي السورية عن طريق الخطأ ليعتقلها جيش النظام السوري، وفقا لما أعلنت عنه وكالة «سانا» السورية الرسمية.

استدعاء الأسير ذياب قهموز

نادي الأسير الفلسطيني، كشف عن قيام إدارة سجن النقب باستدعاء الأسير ذياب قهموز المنحدر من قرية الغجر في الجولان المحتل والمعتقل منذ عام 2016 بحكم يصل إلى 14 عاما، لإبلاغه بقرار الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل لكنه رفض العودة ذلك وأصر على العودة إلى قريته، أو البقاء في السجن كما هو.

وأكد نادي الأسير الفلسطيني، أن هناك مفاوضات تجري مع الأسير السوري لإقناعه بالعدول عن قراره، فيما أشارت التقارير إلى أنه تم عزله في سجن انفرادي حتى لا يحدث تمردا بين أقرانه.

وساطة روسية

وكانت مصادر إعلامية قد أكدت أن رئيس ما يسمى بـ «مجلس الأمن القومي الإسرائيلي»، مائير بن شبات، برفقة المسؤول عن ملف الأسرى يارون بلوم ، اصطحبا أسيرين سوريين إلى موسكو على متن طائرة خاصة.

وكانت الوساطة الروسية قد أسفرت في عام 2019 عن تسليم جثمان الجندي الإسرائيلي، زخاريا باومل، الذي فُقد في معركة “السلطان يعقوب” عام 1982 إبان الغزو الإسرائيلي على لبنان، وذلك عقب انتشالها من مقبرة مخيم اليرموك، مقابل الإفراج عن 4 أسرى سوريين.

حراك سياسي وغموض بشأن الفتاه

وفي غضون اليومين الأخيرين، أُجريت محادثات بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، وبين وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

الحراك السياسي يقابله غموض بشأن الفتاة الإسرائيلية، كيف دخلت، ولما لم يكشف الحدث آنذاك، وهل حقًا اقتصرت الصفقة على الفتاة الإسرائيلية أم إن رفات الجنود مرفق معها.

صفقة سريعة التحقيق غامضة الخفايا

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي بكافة أجهزته الأمنية منذ أربعة عقود للكشف عن رفات 5 من جنودها فقدوا عام 1982، في وقت رفضت دمشق الكشف عن أي معلومات حول هذا الملف، دون أن تدفع أثمان سياسية أبرزها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن منطقة الجولان المحتل منذ عام 1967 والإفراج عن الأسرى.

إنجاز هذه الصفقة يأتي رغم توتر إسرائيلي سوري بسبب الغارات الإسرائيلية المتكررة على مناطق مختلفة من الأراضي السورية، وكانت أخرها قبل يومين، وقال جيش النظام السوري أن دفاعاته تصدت لغارات إسرائيلية في سماء العاصمة دمشق.

وبين موقع «bahazit» أن «بندا سريا طلبت دمشق التوافق عليه قبل إبرام الصفقة، يقضي بتقليص الهجمات الإسرائيلية التي تطال أهدافا داخل الأراضي السورية».

لكن وسائل إعلام عبرية ومنها موقع هيئة البث الإسرائيلي «كان حداشوت»، استبعدت أن تنفذ إسرائيل هذا البند، وأنها «لن تخفف هجماتها في سوريا، وذلك على الرغم من التقارير الروسية التي تحدثت نقلا عن مسؤول روسي مقرب للرئيس فلاديمير بوتين، أن الأخير حذر إسرائيل من مواصلة الهجمات داخل سوريا».

ويرى الخبراء أن الصفقة سريعة التحقيق غامضة الخفايا، تحمل في جوانبها فوائد للطرفين السوري والإسرائيلي، بعيدا عن جانبها التسويقي، فهي عبارة عن حبال إنقاذ لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو الذي يواجه محاكم فساد وزعزعة في حزبه الحاكم، وفي المقابل تكون الصفقة بوابة لتعاون الأسد مع الاحتلال من جديد.