سيناريوهات أربعة حول منشأ «كورونا».. إلى ماذا توصل فريق منظمة الصحة العالمية بالصين؟

مراسلو رؤية

رؤية

في 28 يناير، بدأ فريق من منظمة الصحة العالمية تحقيقهم في مدينة ووهان الصينية للنظر في أصول نشأة جائحة فيروس كورونا.

واجه الفريق عدة عقبات منها القيود المفروضة على المواد البحثية، ولقاء أوائل مرضى الفيروس، كما هددت السلطات الصينية أقارب ضحايا الفيروس الأوائل من التحدث مع فريق المنظمة العالمية.

واستغرقت المنظمة شهورًا للتفاوض مع الصين للسماح لفريقها للتحقيق وسط ضغوط دولية هائلة، وفرضت السلطات الصينية رقابة صارمة على المعلومات المتعلقة بالأسباب المحتملة للوباء الذي أصاب حتى الآن أكثر من 105 ملايين شخص وأودى بحياة أكثر من 2.2 مليون في جميع أنحاء العالم.

بعد إجراء بعض التحقيقات غادر الفريق ومازالت الكثير من الأسئلة دون إجابات حتى الآن. ويبدو أن الاستنتاجات الرئيسية للفريق تؤكد ما توقعه معظم الباحثين، لم يكن من المتوقع أبدًا أن تحدد الزيارة بشكل قاطع أصل الوباء.

ما هو الجدول الزمني للأحداث بين منظمة الصحة العالمية والصين ؟

  • ديسمبر 2019: التقطت منظمة الصحة العالمية تقريرًا إعلاميًا حول مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي لسبب غير معروف ظهرت في مدينة ووهان الصينية.
  • يناير 2020: تم تحديد تفشي الفيروس على أنه فيروس كورونا وشاركت الصين تسلسله الجيني مع وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة، وأشارت الدراسات الأولية إلى أن الخفافيش يمكن أن تكون المصدر لأن الفيروس التاجي موجود في الخفافيش.
  • مارس 2020: أعلنت منظمة الصحة العالمية أن كوفيد -19 جائحة ، وحثت البلدان على اتخاذ إجراءات فورية وحازمة.
  • أبريل 2020 : اتهمت الولايات المتحدة الصين بتأخرها في مشاركة المعلومات الدقيقة حول فيروس كورونا الجديد، وطالبت الولايات المتحدة وأستراليا بإجراء تحقيق مستقل في أصل تفشي فيروس كورونا، وأثار طلب أستراليا استجابة حادة من الصين، ما أدى لتدهور العلاقات الثنائية بين البلدين.
  • مايو2020: اعتمدت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية قرار بالإجماع بإجراء “تقييم محايد ومستقل وشامل” لتفشي الفيروس والتحقيق في إجراءات منظمة الصحة العالمية و”الجداول الزمنية المتعلقة لوباء Covid-19 “، وأعربت الصين عن اعتراضها الشديد على القرار.
  • يوليو 2020 : وافقت الصين على السماح لفريق من الخبراء بقيادة منظمة الصحة العالمية بزيارة البلاد لتتبع منشأ Covid-19.
  • ديسمبر2020: أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فريقًا من الخبراء الدوليين، سيسافر إلى الصين ، وأن الفريق لن يشرف عليه مسؤولون صينيون.
  • يناير 2021: رفضت الصين السماح للفريق بدخول البلاد.
  • 11 يناير 2021: أكدت السلطات الصينية أن فريق منظمة الصحة العالمية سيصل إلى ووهان في 14 يناير.

ماذا كان رد الفعل على إبلاغ الصين عن الفيروس؟

قالت منظمة الصحة العالمية إن بكين ساعدت في إبطاء انتشار الفيروس من خلال التطوع بسرعة لمشاركة معرفتها بالشفرة الجينية للفيروس.

وأثارت الولايات المتحدة وعدد من البلدان الأخرى تساؤلات حول ما إذا كانت الصين شفافة تمامًا عندما ظهر الفيروس لأول مرة هناك.

من هو الفريق الدولي المكلف بالتحقيق حول أصول فيروس كورونا؟

  • جون واتسون (المملكة المتحدة): ترأس برنامج مراقبة الأمراض المعدية ومكافحتها في المملكة المتحدة لمدة 24 عامًا، قاد خلالها استجابة البلاد للتهديدات بما في ذلك سارس وميرز ووباء إنفلونزا H1N1.
  • بيتر دازاك (الولايات المتحدة الأمريكية): باحث فايروسات، عمل لعقود على فيروسات كورونا، بما في ذلك التعاون الوثيق مع معهد ووهان لعلم الفيروسات.
  • ماريون كوبمانس (هولندا): طبيبة بيطرية، وحاصلة على درجة الدكتوراة في علم الفيروسات، وأمضت الكثير من حياتها المهنية في الاستجابة لتفشي الأمراض البشرية والحيوانية والاستعداد لمسببات الأمراض الناشئة الجديدة.
  • فرج المبشر (قطر): متخصص في علم الأوبئة وقد أمضى أكثر من عقد من الزمان في التركيز على مراقبة الأمراض المعدية ومكافحتها. في السنوات الأخيرة، ركز الكثير من عمله على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
  • هونغ نجوينفيت (فيتنام): درس عالم البيئة، يركز عمله على الروابط بين الصحة والزراعة والأمراض الحيوانية المنشأ، وخاصة تجارة لحم الخنزير.
  • أثيا فيشر (الدنمارك): أمضت حياتها المهنية في دراسة الأوبئة الفيروسية.
  • فابيان ليندرتس (ألمانيا): طبيب بيطري ، وقد ركز عمله على كيفية انتقال الأمراض الحيوانات إلى البشر.
  • دومينيك دواير (أستراليا): عالم ميكروبيولوجي، كما درس فيروس نقص المناعة البشرية. عضو في شبكة الاستجابة للتنبيه لتفشي المرض العالمية التابعة للمنظمة.
  • كين مايدا (اليابان): الخبرة: كرس حياته المهنية لفهم الأمراض الحيوانية المنشأ، ونشر الأبحاث حول موضوعات تشمل فيروس التهاب الدماغ الياباني ، والفيروسات الجديدة في الخفافيش.
  • فلاديمير ديدكوف (روسيا): نائب مدير الأبحاث في معهد باستير في سانت بطرسبرغ ، وهي منظمة بحثية تعمل تحت إشراف وزارة الصحة. يركز عمله على مسببات الأمراض المعدية وتسلسل المرض وعلم الوراثة.

ما هي السيناريوهات الرئيسية التي توصلت إليها التحقيقات حول كيفية انتشار فيروس السارس- CoV-2 ، الفيروس المسبب لـ COVID-19 إلى البشر؟

  • السيناريو الأول: تعرض شخص واحد لـ SARS-CoV-2 من خلال الاتصال المباشر مع الأنواع المضيفة، خفاش حدوة الحصان، ثم انتشر في ووهان المكتظة بالسكان.
  • السيناريو الثاني: الذي يُنظر إليه على أنه الأكثر احتمالية، يتضمن الانتقال إلى البشر عبر نوع وسيط غير معروف حتى الآن. مثل حيوان البنغولين والمنك والقطط.
  • السيناريو الثالث: هو أن COVID-19 نشأ في إطار السيناريوهين الأول أو الثاني ثم تم نقله عبر الأغذية المجمدة .
  • السيناريو الرابع: هو أن SARS-CoV-2 قد تم تسريبه من معهد ووهان لعلم الفيروسات.

ما هي نتائج التحقيق ؟

قال الخبراء إنه على الرغم من أنه من غير المحتمل حدوث تفش واسع النطاق في ووهان أو في أي مكان آخر في الصين قبل ديسمبر 2019 ، إلا أنهم لا يستبعدون انتشاره في مناطق أخرى.

يعتقد الخبراء أن السيناريو الأكثر ترجيحًا أن الخفافيش هي الناقلات الأكثر احتمالًا، وأنهم نقلوها إلى حيوان آخر ومن ثم نقلت إلى البشر.

على الرغم من أن سوق المأكولات البحرية في ووهان كان مرتبطًا بالحالات الأولى ، إلا أن الانتقال الأولي من الحيوانات إلى البشر لم يحدث هناك، حيث أنه لا تزال هناك أدلة غير كافية لتحديد كيفية دخول الفيروس إلى السوق، السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن شخصًا ما حمل SARS-CoV-2 إلى السوق، أو عن طريق “منتج”، بما في ذلك الحيوانات البرية المجمدة المعروفة بأنها معرضة للفيروس.

خلص الخبراء إلى أنه من غير المحتمل للغاية أن يكون الفيروس قد تسرب من معهد ووهان لعلم الفيروسات، وهو مختبر يضم مجموعة واسعة من عينات الفيروس.  قال الفريق إن مثل هذه التسريبات نادرة للغاية ولا يوجد دليل على وجود الفيروس في ذلك المختبر أو أي مختبر في أي مكان في العالم عندما بدأ الوباء. كما راجعت بروتوكولات السلامة في المعهد ، مما دفع الفريق إلى استنتاج أنه “من غير المرجح أن يفلت أي شيء من مثل هذا المكان” .

ترك التحقيق الباب مفتوحًا أمام احتمال انتشار الفيروس إلى البشر من خلال المنتجات الغذائية المجمدة . النظرية تم الترويج لها على نطاق واسع من قبل المسؤولين الصينيين ، الذين اكتشفوا الفيروس على عبوات الأغذية المجمدة المستوردة ليشيروا إلى أن الفيروس ربما وصل إلى الصين من الخارج.

هل تعرقل الصين فريق البحث؟   

رفضت الصين إعطاء بيانات أولية عن حالات Covid-19 المبكرة للفريق، مما عقد الجهود لفهم كيفية بدء تفشي المرض.

أيضا رفضت الصين زيارة الفريق للكهوف حيث تم العثور على أقرب نسب للفيروس في روث الخفافيش.

وسيطرت الحكومة بشكل صارم على جميع الأبحاث المتعلقة بـ COVID-19 ومنعت الباحثين من التحدث إلى وسائل الإعلام.

كما تم رفض دخول اثنين من أعضاء الفريق بسبب نتائج فحوصاتهم، فيما أكدت المنظمة أنه سبق اختبارهم ووجدوا سلبيين لفيروس كورونا عدة مرات. وهذا هو ثاني تأخير للفريق بعد أن منعتهم السلطات الصينية من الطيران إلى هناك.

ربما يعجبك أيضا