الأردن بمواجهة كورونا.. صافرات الإنذار تدوي حظرًا للتجول في الجمعة 47 من عمر الوباء

علاء الدين الطويل

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – عادت صافرات الإنذار لتدوي من جديد، في جميع أرجاء المحافظات الأردنية، إيذانًا بدخول حظر التجول الشامل الذي بدأ الساعة العاشرة من، مساء أمس الخميس، وحتى السادسة من صباح يوم السبت المقبل.

وهذه الجمعة رقم 47، خلال عام كامل من مواجهة الأردن لوباء كورونا، وكان أغلبها حظرًا شاملًا.

وطلبت مديرية الأمن العام من كافة المواطنين والمقيمين الالتزام بأوامر الدفاع وساعات الحظر الشامل والجزئي وبكافة إجراءات الوقاية والسلامة العامة واتخاذ كافة الإجراءات التي تقي وتحمي من تفشي فيروس كورونا من خلال ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم التجمع او إقامة المناسبات والأفراح وبيوت العزاء.

WhatsApp Image 2021 02 25 at 8.33.39 PM

وأشارت المديرية في بيان حصلت “رؤية” على نسخة منه، أمس الخميس، إلى أنه “لا يمكن التهاون مع أية مخالفة لشروط السلامة العامة وتحت أي ظرف كان وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بحق المخالفين”.

وأكدت أنها وضعت خططًا أمنية تضمن الانتشار الأمني الكفيل بإنفاذ أوامر الدفاع سواء من حيث تطبيق الحظر الشامل أيام الجمع أو مراقبة مدى الالتزام في باقي الأيام حيث ستفعل نقاط الغلق وستنتشر الدوريات الآلية والراجلة في الأحياء والطرق الرئيسية والفرعية لضبط أي شكل من أشكال مخالفة الحظر إضافة إلى خطط لمراقبة الالتزام خلال وقت صلاة الجمعة بالمسير على الأقدام.

WhatsApp Image 2021 02 25 at 8.33.26 PM

تأييد ومعارضة

وواجهت إجراءات الحكومة الجديدة لمواجهة جائحة كورونا، حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض لها، فيما بدا الإجماع على ضرورة اتخاذ ما يمكن للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين في المملكة.

وأكد مؤيدون للإجراءات الحكومية، أن حظر يوم الجمعة هو إجراء غير طبيعي للوصول إلى الوضع الطبيعي وعودة الوباء إلى الانحسار.

ولفتوا إلى أن دولا عالمية كبيرة قرَّرت اللجوء إلى الحظر الجزئي أو الكلي لمنع الوصول إلى وضع وبائي حرج.

فيما يرى المعارضون للحظر الشامل، أن تأثيرات ستكون وخيمة على الاقتصاد الذي عانى كثيرًا منذ بداية الجائحة في منتصف آذار مارس 2020.

وقال أخصائي الأمراض المعدية، الدكتور ضرار بلعاوي، إنَّ المعادلة في الحرب على الفيروس هي بالمسافة والزَّمن، وأنَّ البيانات التي تأتي تباعًا تُفيد بضرورة وفعالية الحظر بشكل عام.

وأوضح في تصريحات صحفية، أنَّ الحظر الطويل الشَّامل مرهق جدًا على الدَّولة اقتصاديا واجتماعيا، والحظر الجزئي كذلك، لكن الحصول على نصف رغيف أفضل من عدم الحصول عليه كليًا، خاصة وأنَّ ظرفا صحيا كبيرا ومؤلما يجتاح العالم.

ولفت إلى أنَّ الحظر الشَّامل علميا هو أفضل استراتيجية لمواجهة كورونا، لكنه مرهق بكل النواحي، واللجوء إلى ثلاثة أيَّام أثره إيجابي في مكافحة الوباء، لكنه صعب على كل القطاعات، والخيار الأخير هو حظر يوم الجمعة وهو مؤثر جدا في هذه المواجهة، وهذا ليس كلاما اعتباطيا، بل هو من خلال تتبع البيانات الواردة اليه كأكاديمي مختص ومراقب للوضع الوبائي.

نظرة قانونية

قانونيًا، تشير الخبيرة القانونية الدكتورة نهلا المومني، إلى أنَّ حظر يوم الجمعة يتم تقييمه من جانبين، المعايير الوطنية والدولية، حيث أجازت المادة الرابعة من العهد الدولي لحقوق الإنسان المدنية والسياسية للدول في حالة الطوارئ اتخاذ الإجراءات اللازمة ومنها ما يقيد حقوق الإنسان أو يعطلها أحيانا، وفي مقدمة هذه الحقوق الحق في التنقل وممارسة بعض الشعائر الدينية ومغادرة البلاد أو عدم مغادرتها.

وأكدت المومني في تصريحات لوكالة بترا الرسمية، أنَّ هذا التعطيل يصب في مصلحة أعلى تهدف لحماية حق الإنسان في الصِّحة والعيش حتى مع وضع قيد على حق العمل أو الاقتصاد، وفي القانون الوطني الساري الآن وهو قانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992 أشار بشكل صريح في المادة 4 إلى أنَّ لرئيس الوزراء ممارسة بعض الصلاحيات التي قد تشكل قيودا على حق الأفراد في التنقل والاجتماع والإقامة.

وبينت أنَّ القانون يُعطي الدولة الحق في تقييد بعض الحقوق لحماية حق أهم وأعلى.

وعادت جائحة كورونا، للتفشي مجددًا في الأردن، إذ سجلت الخميس، 16 وفاة و3827 إصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 4627 وفاة و380268 إصابة.

ربما يعجبك أيضا