الثانية خلال شهر.. دلالات زيارة وزير خارجية العراق لإيران

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

لقاءات عراقية إيرانية، الغائب الحاضر فيها الولايات المتحدة الأمريكية على وقع تصعيد عسكري بلغ ذروته باستهداف مقاتلات أمريكية لميلشيا تابعة لإيران في سوريا، تأتي زيارة وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين إلى طهران في توقيت حساس يتصاعد فيه التوتر الأمريكي الإيراني.

تجنب التوتر وخفض التصعيد

زيارة هي الثانية من نوعها، خلال أقل من شهر، فضلا عن عدم إدراجها على جدول أعمال الوزير العراقي خلال هذا الأسبوع، ما يؤشر إلى علاقتها المباشرة بالتطورات الأخيرة على الحدود السورية العراقية.

كثيرة هي التصريحات التي خرجت عن مسؤولين عراقيين، بأن العراق ليست أرضا لتصفية حسابات بين طهران وواشنطن،، لكن على الأرض، تتعرض المصالح الأمريكية لهجمات صاروخية شبه يومية.

الخارجية العراقية، قالت: إن مباحثات حسين في طهران​ ستناقش سبل تجنب التوتر وخفض التصعيد في ضوء التطورات الأخيرة. من جهتها، أعلنت الخارجية الإيرانية أن الوفد العراقي سيبحث في طهران العلاقات الإيرانية العراقية والملفات والتطورات الإقليمية.

العراق ساحة تفاوض

في ضوء التطورات الأخيرة، والتي لا تنفصل عن ملف الاتفاق النووي الإيراني، ورغبة الإدارة الأمريكية الجديدة في العودة إلى الاتفاق النووي ولكن بشروط جديدة، تأتي زيارة الوزير العراقي، ربما يجعل العراق ساحة للتفاوض بين طهران من جهة وواشنطن والدول العربية من جهة أخرى. .

وهو ما أكده حسين لـ«رويترز» بقوله إنه يتوقع حدوث تغييرات في العلاقات بين إيران، جارة بلاده، والإدارة الأمريكية الجديدة، موضحا أن أي تغيير من هذا القبيل يجب أن يوفر «رؤية واضحة» للجانبين.

وأكد أنه بحث مع نظيره الإيراني الاتفاق النووي المُبرم في 2015 والذي قال إنه يرى إن أي تغيير فيه سيعتمد بشكل كبير على السياسات التي يضعها الجانبان، إيران وأميركا، في سيرهما قدما إضافة إلى القوى الغربية المشاركة في الاتفاق.

الانتخابات العراقية

لأن إيران هي قبلة الساسة العراقيين قبيل أية انتخابات، تأتي هذه الزيارة، في مؤشر على أن العامل الإيراني أصبح ربما حاسما في الانتخابات العراقية وكذلك اختيار رئيس الحكومة.

زيارة مبعوثة الأمم المتحدة جينين بلاسخارت، قبل يومين إلى إيران، والحديث عن مباحثات مع مسؤولين إيرانيين بشأن الانتخابات العراقية، عدّه مراقبون «عملا مشينا» يسيء للمصلحة العراقية، معربين عن تخوفهم من عقد صفقات لا تصب في الصالح العراقي العام.

التعاون الاقتصادي

العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ومديونية العراق التي تقدر بنحو مليارين ونصف المليار دولار للجانب الإيراني، عن استيراد الغاز الإيراني لمنشآت الطاقة العراقية، وربما تخفيض نسبة تصدير الطاقة الإيرانية للعراق، ربما جانب آخر من الزيارة التي يقوم بها الوزير العراقي لطهران.

إذ إنه من مصلحة بغداد أن تكون هناك حالة من التهدئة والرجوع إلى الاتفاقيات، لأن ذلك يعني تحرر العراق من الضغوطات الأمريكية بمسائل تتعلق باستيراد الطاقة والكهرباء والمواد الأخرى، وعملة التبادل المالي، والتعاون السياسي والأمني مع إيران.

ربما يعجبك أيضا