مؤتمر المانحين لليمن.. عطايا دولية وعربية سخية وتطلعات إلى المزيد

حسام السبكي

حسام السبكي

انعقد، أمس الإثنين، مؤتمر المانحين لليمن، والذي تم بشكل افتراضي غير تقليدي، كحال مختلف المؤتمرات الدولية في الآونة الأخيرة، وهي الظروف التي فرضت جائحة كورونا، والتي دعت إلى إطلاق الأمم المتحدة، نداءات استغاثة، لنجدة الملايين ممن يعانون، جراء الصراعات والأزمات، وفي القلب منها دولة اليمن، التي يعاني قرابة 16 مليون من سكانها، تحت وطأة الانقلاب الحوثي، الذي دخل عامه السابع.

طالبت المنظمة الدولية بجمع 3.85 مليار دولار، غير أن الجهود الدولية، أسفرت، وبفعل الأزمة الاقتصادية التي يعانيها العالم بأسره أيضًا، جراء الجائحة الشرسة، التي تسببت حتى كتابة سطور التقرير التالي، في إصابة قرابة 115 مليون شخص، ووفاة أكثر من 2.5 مليون حالة حول العالم، في تراجع قيم الدعم المالي مجتمعة، لأقل من نصف المطلوب!

خيبة أمل أممية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «خيبة أمل» لتمكن نتائج المؤتمر الدولي للدول والجهات المانحة من أجل جمع التبرعات للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، من جمع نحو 1.7 مليار دولار فقط، من أصل 3.85 مليار دولار مطلوبة لدعم 16 مليون من اليمنيين المهددين بالمجاعة.

وخلال اليوم الطويل للمؤتمر الذي عقد عبر الفيديو وتوالى على الكلام فيه أكثر من 50 متحدثاً، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه «من المستحيل المبالغة في شدة المعاناة» التي يشهدها اليمن، حيث «يحتاج أكثر من 20 مليون يمني إلى المساعدة الإنسانية والحماية»، علماً بأن «النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً»، وهذا يعني أن اثنين من كل ثلاثة يمنيين بحاجة إلى مساعدات غذائية أو رعاية صحية أو أي دعم آخر منقذ للحياة من المنظمات الإنسانية. وإذ توقع أن «يعاني أكثر من 16 مليون شخص من الجوع هذا العام»، لاحظ أن نحو 50 ألف يمني يموتون جوعاً بالفعل في ظروف شبيهة بالمجاعة»، مضيفاً أن «أربعة ملايين شخص في كل أنحاء اليمن أجبروا على ترك منازلهم».

وحذر غوتيريش من أن هجوم الحوثيين على مأرب «يهدد بتهجير مئات الآلاف غيرهم».

وأفاد بأن «أطفال اليمن يتضورون جوعاً»، متوقعاً أن «يعاني نحو نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد».

ونبه إلى أن «400 من هؤلاء الأطفال يواجهون سوء تغذية حاداً ويمكن أن يموتوا دون علاج عاجل» من أمراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة.

وشدد على أن الحرب «يجب أن تتوقف»، مذكراً بأنه «لا يوجد حل عسكري في اليمن».

ورأى أن «السبيل الوحيدة لتحقيق السلام هو من خلال وقف فوري للنار على الصعيد الوطني ومجموعة من تدابير بناء الثقة، تليها عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وبدعم من المجتمع الدولي»، معتبراً أن الشعب اليمني يريد «الدعم المنقذ للحياة من العالم، والمشاركة السياسية السلمية، والحوكمة المسؤولة، والمواطنة المتساوية والعدالة الاقتصادية».

وذكر بأنه خلال عام 2020 جرى جمع 1.9 مليار دولار، أي نصف ما احتجنا إليه عامذاك، ونصف ما حصلنا عليه مقارنة بالعام السابق، وبأنه جرى منع المجاعة عام 2018 «بفضل سخاء المانحين، وبينهم جيران اليمن».

وحذر من أن تقليل المساعدات هذا العام «سيكون بمثابة عقوبة إعدام لعائلات بأكملها»، قائلاً إنه «تجب علينا مساواة وتجاوز مستويات التمويل الذي حصلنا عليه عامي 2018 و2019. هذا العام، نحتاج إلى 3.85 مليار دولار لدعم 16 مليون يمني على شفا كارثة».

عطايا دولية سخية

1048245755

أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تقديم مساعدة مالية إضافية من الولايات المتحدة لجهود الإغاثة في اليمن تقدر بـ191 مليون دولار، ليصل حجم هذه المساعدات المقدمة من بلاده خلال السنة المالية الحالية إلى أكثر من 350 مليون دولار، علماً بأن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 3.4 مليار دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن منذ بدء الأزمة قبل ست سنوات.

ودعا كل الأطراف إلى التوقف عن تعطيل إيصال المساعدات الإنسانية، معتبراً أن شح الوقود في الوقت الراهن يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني. وإذ لاحظ أنه «لا يمكننا إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن إلا بإنهاء الحرب»، أكد أن «الولايات المتحدة تعيد تنشيط جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب».

3d1f99d3 80bc 4254 8ed9 3454bca8cb95

من جانبه، قال جيمس كليفرلى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، خلال مؤتمر المانحين لليمن، إن بريطانيا ستقدم 87 مليون جنيه استرليني لليمن هذا العام.

Cassis

وكان نائب رئيس وزراء سويسرا أغنازيو كاسيوس تعهد بأن تسهم بلاده بـ15 مليون دولار لليمن هذا العام، مشيراً إلى أن عدد اليمنيين الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي هو ضعف عدد سكان سويسرا. 

وقال: إن «المساعدات الإنسانية لن تكون فعالة ما لم تصل إلى المحتاجين»، داعياً إلى ضمان وصول المساعدات بشكل سريع إلى جميع أنحاء البلاد دون عراقيل».

ann linde fof jpg

وحذرت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند من أن الأزمة الإنسانية اليوم دفعت اليمن لأقرب نقطة من المجاعة، مبينة تخصيص السويد 31 مليون دولار للعام الحالي للاستجابة الإنسانية في اليمن، ستتبعه تخصيصات أخرى في الأعوام المقبلة.

France Abass UN

وطالب المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفير بـ«وقف الأعمال العدائية، لا سيما الهجوم الذي يقوده الحوثيون في مأرب، حيث يوجد نحو مليون نازح، وكذلك الضربات على الأراضي السعودية»، معلناً أن بلاده ستسهم فرنسا في الاستجابة الإنسانية في اليمن بما لا يقل عن 11 مليون يورو.

السعودية والإمارات أكبر المساهمين

%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AD%D9%8A%D9%86 %D9%84%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86 %D8%A8%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9 %D9%80 %D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9

على الصعيد العربي، أعلن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في السعودية عبد الله الربيعة تعهد المملكة تقديم 430 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام الحالي التي تُنفذ عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية.

وقال إن «اليمن يشهد أزمة إنسانية تُضاف إليها تحديات اقتصادية وصحية وسياسية ناجمة عن جائحة (كوفيد – 19)»، في ظل «تصعيد كبير للأزمة من قبل الحوثيين»، خصوصاً في محافظة مأرب التي كانت مكاناً آمناً للنازحين، علماً بأن الحوثيين صعدوا أيضاً «أعمالهم الإرهابية لتهديد الدول المجاورة».

%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA %D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9 %D9%84%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86 1

وأكد إن ذلك «يتطلب موقفاً قوياً وحاسماً من المجتمع الدولي لحماية الشعب اليمني والتوصل إلى حل مستدام يحقق السلام والاستقرار والتنمية لليمن وللمنطقة والعالم في نهاية المطاف».

159115821283548500

من جانبها، أعلنت وزيرة التنمية الدولية الإماراتية ريم الهاشمي تعهد بلادها بمبلغ 230 مليون دولار لخطة الاستجابة لليمن هذا العام.

5 158778 large

فيما تحدث الشيخ أحمد ناصر الصباح وزير خارجية الكويت عن تعهد بلاده بـ20 مليون دولار لمدة عامين. 

bouritra 1

كما أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة تقديم بلاده مساهمة قيمتها مليون دولار في إطار هذا الجهد التضامني الدولي لليمن.

ثناء يمني

27 05 20 795626062

وخلال كلمته أمام مؤتمر المانحين، قال معين عبد الملك رئيس الحكومة اليمنية إن جائحة كورونا عمقت من الأزمة الإنسانية في اليمن، متابعا: “نشكر السعودية والإمارات على المساعدات الإنسانية لسنوات”.

وأضاف عبد الملك، خلال المؤتمر: ملتزمون بتسهيل عمل المنظمات الإنسانية وتوصيل المساعدات للمستحقين، موضحا أن المساعدات الإنسانية لن تسفر عن نتائج إلا بإصلاح الاقتصاد.

وأكد رئيس الحكومة اليمنية، أن مساعدات السعودية خففت الأزمة الإنسانية وأنقذت الاقتصاد في وقت حرج، داعيا لتوجيه الدعم للقطاع الصحي وتوفير اللقاحات لليمنيين.

ربما يعجبك أيضا