أسرار هجوم الدواعش على الإخوان في افتتاحيات أسبوعية «النبأ»

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يتمتع الجهاز الإعلامي لتنظيم داعش الإرهابي بقوة انتشار على الفضاء الإلكتروني وصفحات التواصل، وهو ما ساهم في بقاء التنظيم الدموي والمتطرف واستمرار تهديده إلى اليوم، رغم انتهاء دولته المزعومة على الأرض خاصة في سوريا والعراق، ولولا الجهاز الإعلامي لما عرف الناس بالتنظيم وبأفكاره وما كان ليتمدد التنظيم وتتضاعف أعداده.

ويرى مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن التنظيم عمد بشكل روتيني إلى استخدام التطبيقات المشفرة والوسائط الاجتماعية والمجلات ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت، ومن ثم تم تأسيس وحدات خاصة للمواجهة الإلكترونية وكلها تقوم على الترويج لأفكار التنظيم الذي يعد ضمن الأكثر دموية عبر التاريخ.

ومن ضمن الأدوات الإعلامية التي يرتكز عليها داعش، صحيفة النبأ وهي صحيفة أسبوعية يصدرها ديوان الإعلام المركزي التابع للتنظيم. وصدر العدد الأول من الصحيفة قبل عام 2014 وانتظمت في الصدور أسبوعيًا. تتناول صحيفة النبأ الأخبار المحلية والعمليات الإرهابية وأهم الأخبار العالمية، بالإضافة إلى حوارات صحفية وجانب آخر من النصح والمواعظ وما يتطابق مع فكر التنظيم الإرهابي الذي يسخرها للهجوم على كل معارضيه والنيل من أهدافه بالقول قبل الفعل. وتصدر الصحيفة باللغة العربية كما تنشر صحيفة النبأ إلكترونيًا على الإنترنت فور صدورها على رأس كل أسبوع من خلال المواقع الموالية للتنظيم.

قال الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة والإرهابية، أحمد سلطان: من الأمور الملفتة للانتباه أثناء الاطلاع على «أسبوعية النبأ» التي تصدر عن ديوان الإعلام المركزي لتنظيم داعش الإرهابي، خلال الفترة الماضية، جاء تركيز الصحيفة في أكثر من مناسبة على انتقاد منهج جماعة الإخوان مع ضرب أمثلة تطبيقية على الحالة المصرية.

على سبيل المثال، وفي العدد (274) جاءت افتتاحية صحيفة النبأ بعنوان: «وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين» وتناولت انتخابات الرئاسة المصرية التي جرت في عام 2012 وأسفرت عن وصول الإخواني “محمد مرسي” لسدة الحكم في البلاد حينئذ.

أهداف الدواعش

وأضاف أحمد سلطان -في تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- ومن البديهي معرفة أن تنظيم داعش يخاطب شريحة معينة يسعى لاستقطابها أو كسب دعمها أو على الأقل تحييدها في الفترة الحالية، فضلًا عن وجود قائمة طويلة من الأهداف التنظيمية يسعى داعش لتحقيقها من نشر هذه المقالات، والاختيارات الفقهية التي يريد التأكيد عليها خصوصًا في مسائل تندرج تحت باب «شرك الطاعة»، ليس هذا مقام تبيانها بالتأكيد-.

لكن الجدير بالاهتمام كثرة الأمثلة المستمدة من الحالة المصرية مقارنة بمثيلتها العراقية مع أن تجربة التنظيم الأسوأ كانت مع «إخوان العراق»، وهذا يلمح إلى أن كاتب افتتاحيات النبأ خلال الفترة الأخيرة متأثر بالحالة المصرية لحد كبير إن لم يكن جهاديًا مصريًا من أولئك الذين خرجوا من البلاد عقب الثورة في 2011، و2012 وما بعدهما، والتحقوا بالتنظيم في سوريا والعراق وشغلوا مناصب قيادية فيه على مستوى القيادة العليا أو القيادات الوسيطة (وهم يقدرون ببضعة مئات  وفقًا لأكثر من إحصاء غربي).

داعشي مصري

وأوضح الكاتب الصحفي المتخصص أنه في أغلب الظن أن المسؤول عن تحرير افتتاحيات صحيفة النبأ في الفترة الماضية/ الحالية هو أحد «الدواعش المصريين» لكني لا أجزم بذلك على الأقل، في التوقيت الحالي، في ظل حالة عدم اليقين الموجودة بشأنه وبشأن غيره من العناصر المسؤولة عن مؤسسات داعش الإعلامية.

وتابع قائلًا: لكن ما لا يمكن تجاهله، على كل الأحوال، أن بعض القيادات الإرهابية المصرية تبوؤوا مناصب عليا داخل داعش وبعضهم كان مقربًا من «أبي محمد الفرقان أو وائل حسين الفياض العراقي» أمير ديوان الإعلام المركزي ونائب الخليفة-  كأبي شعبة المصري الذي كان ثاني اثنين خطا ملامح المنهج الحالي لداعش في 2017- بعد الخلاف الذي حدث في التنظيم على إثر ما سُمي داخليًا بـ«فتنة الحطاب التونسي» حول العديد من مسائل ومناطات التكفير في 2014 ثم 2017، بينما كان الآخر سوريًا شهيرًا هو “أحمد أبوسمرة” المعروف بأبي ميسرة الشامي والمسؤول عن مؤسسات الإعلام الأعجمية (الأجنبية) في داعش سابقًا.

ربما يعجبك أيضا