وريث عرفات يقود محاولة أخيرة ضد تشبث أبو مازن بالسلطة

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

مع اقتراب موعد الانتخابات الفلسطينية، يسعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، باستخدام كل الوسائل المتاحة له لمنع أي محاولات لترشح منافسين ذي ثقل أمامه.

وتشهد الساحة السياسية الفلسطينية صراعات بعد قرار ناصر القدوة القيادي في فتح وابن شقيق ياسر عرفات تشكيل قائمة مستقلة ستخوض الانتخابات البرلمانية الفلسطينية منفصلة عن القائمة الرسمية لحركة «فتح»، كما ستدعم قائمة القدوة ترشيح مروان البرغوثي، أحد خصوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في يوليو 2021.

60117a098a93138c8e122fecce16ca2e

القدوة يتحدى ديكتاتورية أبو مازن

ونشرت صحيفة «ديلي تليجراف» تقريرا عن الانتخابات الفلسطينية وإعلان ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، تحديه للرئيس الحالي محمود عباس أبو مازن.

ودعا القدوة في تصريحات نشرتها الصحيفة، اليوم الأربعاء، إلى القضاء على الفساد ووضع قيود صارمة على فترات الرئاسة، وهو ما اعتبرته الصحيفة تحديا نادرا لمحمود عباس، وسيتسبب في صداع للرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 85 عاما، قبل أول انتخابات في الأراضي الفلسطينية منذ 15 عاما.

وقال الدبلوماسي المخضرم إنه يجري محادثات حول حركة سياسية جديدة تأمل في خوض الانتخابات إلى جانب مروان البرغوثي، القائد الفلسطيني المسجون لدى إسرائيل بالمؤبد.

وأضاف القدوة: «في هذه المرحلة، إذا ترشح مروان البرغوثي، فسأدعمه».

ولطالما كان القدوة والبرغوثي من أبرز المرشحين المحتملين لخلافة عباس في الرئاسة، لكنهما يفكران الآن في حركة سياسية انفصالية يمكن أن تشكل تهديدا لحزب فتح الذي يتزعمه الرئيس في انتخابات هذا الصيف.

ويعد القدوة عضوا قديما بارزا في اللجنة المركزية لحركة «فتح» ووزير خارجية سابق، وخلال الفترة التي قضاها في الأمم المتحدة كمراقب فلسطيني أصبح مقربا من كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة.

ولم تنظم السلطة الفلسطينية، انتخابات تشريعية أو رئاسية منذ 2006 و 2005، ويرجع ذلك جزئيا إلى التوترات المريرة مع حركة «حماس» المنافسة، التي تسيطر على قطاع غزة.

وقال القدوة إن خاله الزعيم الفلسطيني الراحل ومؤسس حركة «فتح» ياسر عرفات، كان سيكون غاضبا جدا من عدم إقامة عملية ديمقراطية إذا كان على قيد الحياة اليوم.

شعبية القدوة

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن البرغوثي، الذي لعب دورا مهما في الانتفاضة الثانية، يتمتع بشعبية بين الفلسطينيين ويمكن أن يكون لديه ما يكفي من الدعم لهزيمة عباس، إلا أن قيادات فتحاوية تدخلت لمنعه من الترشح منفردًا على منصب الرئاسة بعد زيارته الأخيرة داخل سجون الاحتلال.

وبالنسبة للقدوة فكونه ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني المعروف بأبو القومية الفلسطينية، يمكن أن يستحوذ على عدد كبير من الأصوات التي ستذهب إلى مرشحي عباس.

وقال القدوة إن “كل شيء” يحتاج إلى التغيير في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما أنظمة الرعاية الصحية والتعليم فيها. وقال إن إحدى الأولويات الرئيسية للحركة ستكون “محاربة الفساد بجدية” في الأراضي الفلسطينية.

يأتي ذلك بعد أن استضاف القدوة منتدى للسياسة عبر الإنترنت مع 250 فلسطينيا قبل أسبوعين، وناقش خطط الحركة الانفصالية المحتملة عن فتح، والتي لم يتم تسميتها بعد.

وأضاف القدوة للتليجراف: «كم عدد أصحاب الملايين لدينا؟ ما هذا؟ ماذا يحدث للغاز الذي نملكه؟ لماذا ندفع هذا المبلغ مقابل للمكالمات الهاتفية، الأسعار لا تعبر عن الوضع الحالي؟».

كما شدد على ضرورة أن تتمسك أي سلطة فلسطينية مستقبلية بفترة زمنية محددة مدتها أربع سنوات، وبعدها تقام الانتخابات، “لقد سئم السكان من تأجيل الانتخابات مرارا وتكرارا”.

موقف مركزية فتح

واجتمعت قيادة فتح على مستوى اللجنة المركزية والمجلس الثوري مع دكتور القدوة أكثر من مرة خلال الأسبوعين الماضيين، وكذلك في اجتماع رسمي عقد أول أمس خصص للحوار بوجود 35 عضو مجلس ثوري وبعض أعضاء اللجنة المركزية، واستمر الاجتماع قرابة 5 ساعات متواصلة، تخلله نقاش موسع ومستفيض شرح فيه القدوة موقفه ورؤيته التي كان أبرزها تحفظه على اي شراكة مع حركة حماس دون ضمان تحلل قطاع غزة من سيطرتها، وفقًا لوكالة «معا».

وأشار إلى استغلال «حماس» الانتخابات القادمة للمرور للضفة الغربية وللشرعية الدولية عبر المجلس الوطني ومنظمة التحرير، دون تقديم اي تنازل حقيقي عن سيطرتها على قطاع غزة بالحديد والنار”

كما طالب القدوة في اجتماعاته مع بعض اعضاء مركزية فتح، بإصلاح منهجية اتخاذ القرارات داخل الحركة.

كما طرح القدوة ضرورة مراجعة قرارات الرئيس فيما يتعلق بعدم ترشيح أصحاب المسميات الحركية والحكومية على قائمة «فتح» للتشريعي، وضرورة وجود استثناءات بهذا الخصوص.

وكان المجلس الثوري قد رفع كتاب للجنة المركزية، مضمونه أن لا يتم اتخاذ أي إجراء بحق د. القدوة طالما لم يتقدم بقائمة منافسة. وكذلك تمت التوصية بأن يرأس قائمة فتح الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية.

كما أن ابتعاد القيادي الفتحاوي قدورة فارس المقرب جدا من البرغوثي، وابتعاد القيادي الفتحاوي حاتم عبد القادر وانسحاب بعض الأسماء الأخرى من جانب القدوة، له أثر واضح.

في حال خوض القدوة بقائمة منفصلة يتوقع عزله عن مؤسسة ياسر عرفات التي يقف على رأس مجلس إدارتها وكذلك تحول علاقته إلى خصومة مع قيادة فتح بزعامة عباس.

خروج القدوة سيوقع ضرر بحركة «فتح» وكتلته ستحصل على غالبية أصواتها من حصة أنصار فتح أكثر من غيرها.

ربما يعجبك أيضا