استعراض الصواريخ في إيران.. التفاوض مع واشنطن في يد المتشددين

يوسف بنده

رؤية

كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب قد انسحب في مايو 2018، من الاتفاق النووي الذي وصفه مرارا بـ”الكارثي”، وعدد الأسباب التي دفعته إلى ذلك: الاتفاق لم يحقق السلام أبدا في المنطقة ولم يبعد إيران عن السلاح النووي، ولم يتصد لبرنامج الصواريخ الباليستية وتدخلاتها في المنطقة، كما أن الاتفاق أتاح لإيران الحصول على موارد مالية ضخمة وظفتها في دعم الميلشيات والإرهاب.

وبعد ترامب، أعرب الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، عن رغبته أثناء الحملة الانتخابية بالعودة إلى الاتفاق النووي، لكن الأمور ليست كما كانت في 2015، مع بروز أمور خطيرة تشكل تهديدا لدول المنطقة والغرب على حد سواء، ولا سيما الصواريخ الباليستية.

وفي داخل إيران، يدرك المحافظون المتشددون خطة بايدن للعودة للاتفاق النووي؛ وأنه يعتزم الوصول إلى اتفاق أوسع مع إيران؛ بما يشمل القضايا الإقليمية والصاروخية إلى جانب الملف النووي. ولذلك تأتي الاستعراضات الصاروخية وقبلها النووية بما يضع العراقيل أمام إدارة بايدن بأن النظام في إيران لديه شروطه أيضًا. خاصة أن المتشددين في إيران يدركون أن إدارة الرئيس بايدن تنتظر الحكومة الإيرانية الجديدة بعد الانتخابات الرئاسية بدلًا من حكومة الرئيس روحاني التي أوشكت على الرحيل.

استعراض مدينة الصواريخ

استعرض الحرس الثوري الإيراني، الاثنين 15 مارس/آذار، في احتفال حضره القائد العام حسين سلامي، ما سماه “مدينة الصواريخ الجديدة” التابعة للقوات البحرية بالحرس الثوري.

وبحسب وكالة أنباء “سباه نيوز” التابعة للحرس الثوري، فقد تم استعراض “العديد من أنظمة صواريخ كروز والصواريخ الباليستية بمديات مختلفة” في هذا المستودع الصاروخي، مضيفة أن “بعض هذه الأنظمة الصاروخية لديها القدرة على تغيير الهدف بعد إطلاقها”.

وبحسب التقرير، فإن “هناك أنظمة ومعدات صواريخ بقدرات وميزات تشغيلية جديدة قد تمت إضافتها إلى العتاد العسكري للحرس الثوري، بما في ذلك إطلاق نار دقيق من مناطق الدفاع المدني، وزرع ألغام في نطاقات مختلفة، وإطلاق بزاوية 360 درجة، وإطلاق نار أثناء الحركة، وقوة مواجهة الحرب الإلكترونية، وتعزيز قوة التدمير”.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن المعدات صُممت وصُنعت من قبل “وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة والشركات ووحدات البحث التابعة للحرس الثوري الإيراني والاكتفاء الذاتي البحري التابع للحرس الثوري الإيراني”.

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، أثناء العرض العسكري، إن “ما تم عرضه هو” جزء صغير من القدرة الصاروخية الكبيرة والواسعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، ونحن نواجه مجموعة واسعة جدًا من القدرات الصاروخية في المعارك البحرية”.

ويأتي عرض المعدات البحرية للحرس الثوري الإيراني في الوقت الذي تطالب فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي، تطالب إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات وتنفيذ التزاماتها النووية بالكامل.

ربما يعجبك أيضا