في يومها العالمي.. «المياه» هي سر الحياة المهدد

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

هي أكثر الأزمات خطرا على حياتنا، رغم أنها لا تحظى بالانتباه المنشود، فقد سجل عام 2013 وفاة 17 ألف شخص في العالم جراء نقص المياه أو الأمراض الناجمة عن نقص المياه الصالحة للشرب، لكن قليل ما نسمع عن هؤلاء، وأن تعددت الأسباب.

في شهر ديسمبر لعام 1992، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يقضي بالاحتفال بـ يوم المياه وأعلنت بموجبه يوم 22 مارس من كل عام بوصفه اليوم العالمي للمياه، وفي مارس لعام 1993، أقيم الاحتفال بهذه المناسبة للمرة الأولى، ويُحتفل به سنويًا منذ ذلك الحين.

يوافق اليوم الإثنين الـ22 من مارس حدثًا سنويًا يركز على أهمية المياه العذبة ويهدف إلى تسليط الضوء على المشاكل العالمية المتعلقة بالحصول على مياه الشرب النظيفة والآمنة فضلًا عن الدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة.

تثمين المياه

تعريف شح المياه

في كل عام، تختار الأمم المتحدة موضوعًا أو شعارًا لليوم العالمي للمياه وتركز الاحتفال بأكمله حوله، وشعار لهذا العام 2021 هو “تثمين المياه”، فالماء سلعة ثمينة يعتبرها الكثيرون بمثابة أمر مسلم به، لكن اليوم العالمي للمياه يعد فرصة للتفكير بشأن الأشخاص والأماكن التي مازالت فيها احتياجات المياه ذات أهمية قصوى والسعي إلى العمل معًا من أجل التوصل إلى حل لمشاكل المياه.

وفي عام 2020، كان اليوم العالمي للمياه يركز على على الصلة بين المياه وتغير المناخ، وقالت الأمم المتحدة إن: “التكيف مع الآثار المائية لتغير المناخ سيحمي الصحة وينقذ الأرواح”.

يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تشارك أيضًا في إحياء اليوم العالمي للمياه من خلال برنامجها الدولي، الذي يحرص من خلال النشاطات التي ينظمها على مدار العام على إنشاء قاعدة معارف علمية لمساعدة البلدان على إدارة مواردها المائية إدارة مستدامة.

ومن المقرر أن يتم الاحتفال باليوم العالمي للمياه هذا العام من خلال فعالية عبر الإنترنت، وبالتزامن مع هذا اليوم يصدر تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية سنويًا، ويهدف هذا التقرير إلى تزويد صانعي القرار بالأدوات اللازمة لصياغة وتنفيذ سياسات للحفاظ على استدامة المياه.

أزمة الصرف الصحي

تتوقع اليونسكو أن يواجه العالم خلال أقل من عقد، نقصًا عالميًا في المياه، ووردت الاستنتاجات المقابلة في تقرير نشرته المنظمة اليوم الاثنين.

وتقدر الوثيقة أنه “بحلول عام 2030 سيواجه العالم نقصًا عالميًا في المياه بنسبة 40%. كما أن المشاكل العالمية الأخرى، بما في ذلك الوباء، ستؤدي إلى تفاقم الوضع الحالي”.

وأشارت المنظمة إلى أن أزمة الصرف الصحي كشفت مشكلة تزويد السكان بالمياه لتلبية الاحتياجات الصحية. على وجه الخصوص، الآن أكثر من ملياري شخص لا يحصلون على المياه بشكل مباشر.

وأشار مؤلفو التقرير إلى عدم كفاية الجهود المبذولة في العالم الحديث للحفاظ على الموارد المائية.

تعتقد اليونسكو أنه يجب تعديل قيمة المياه ليس فقط بأخذ أسعار السوق في الاعتبار، ولكن أيضًا من أجل الفوائد المحتملة التي يمكن تحقيقها من خلال نشرالموارد المائية. لهذا، من الضروري تطوير نموذج جديد يأخذ في الاعتبار الجوانب المختلفة لاستخدام الموارد المائية بشكل إجمالي.

الذهب الأزرق

يتحمس البشر لاكتشاف آثار مياه على سطح كوكب المريخ، لكنهم لا يعاملون الأرض بالمثل، وما تحمله من إمدادات المياه التي يطلق عليها أيضا “الذهب الأزرق”، كما أنهم لا يسعون لمشاركتها بشكل أكثر إنصافا، بحسب ما تقول مؤسسة “تومسون رويترز”.

ويتساءل تقرير الأمم المتحدة عن تنمية الموارد المائية في العالم لعام 2021 عن أسباب ذلك، مشيرا إلى أن الكثير من الناس يهدرون المياه أو يسيئون استخدامها.

يقول «غيلبرت هونغبو»، رئيس هيئة الأمم المتحدة للمياه، في بيان بمناسبة إصدار التقرير في اليوم العالمي للمياه : “تنشأ العديد من مشكلاتنا لأننا لا نقدر المياه بدرجة كافية؛ في كثير من الأحيان لا يتم تقدير المياه على الإطلاق”.

فيما يلي 10 حقائق حول المياه، وكيف تكافح المجتمعات الضعيفة للوصول إلى الإمدادات، في وقت يعاني فيه كوكب الأرض من مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري:

أربعة من كل 10 أشخاص في العالم ليس لديهم ما يكفي من مياه الشرب الآمنة.

وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يواجه أكثر من نصف سكان العالم “إجهادا مائيا” ينشأ عندما يفوق الطلب موارد المياه المتاحة.

يعيش أكثر من ملياري شخص في بلدان تعاني من إجهاد مائي، ويعيش ما يقدر بنحو 4 مليارات شخص في مناطق تعاني من ندرة شديدة في المياه لمدة شهر واحد على الأقل في السنة.

لا يملك طفل واحد من بين كل خمسة أطفال في جميع أنحاء العالم ما يكفي من المياه لتلبية احتياجاته اليومية، ويعيش الأطفال في أكثر من 80 دولة في مناطق ذات قابلية عالية للتأثر بالمياه، مما يعني أنهم يعتمدون على المياه السطحية أو المصادر غير المحسنة أو المياه التي يستغرق الحصول عليها أكثر من 30 دقيقة.

يوجد في شرق وجنوب أفريقيا أعلى نسبة من الأطفال الذين يعيشون في مثل هذه المناطق، حيث يواجه 58٪ منهم صعوبة في الحصول على المياه الكافية كل يوم.

اثنان من كل خمسة أشخاص في جميع أنحاء العالم، أو 3 مليارات شخص، ليس لديهم مرفق لغسل اليدين بالماء والصابون في المنزل، بما في ذلك ما يقرب من ثلاثة أرباع الناس في أفقر البلدان.

توفير الوصول إلى مياه شرب آمنة وصرف صحي في 140 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل يتكلف 114 مليار دولار سنويا، في حين يصعب تقييم الفوائد الاجتماعية والاقتصادية العديدة للمياه الآمنة.

زاد استخدام المياه العذبة العالمية ستة أضعاف خلال المائة عام الماضية، ولا يزال ينمو بمعدل حوالي 1٪ سنويا منذ الثمانينيات.

تستحوذ الزراعة على ما يقرب من 70٪ من عمليات سحب المياه العالمية، خاصة للري، كما تستخدم للماشية وتربية الأحياء المائية. يمكن أن تصل النسبة إلى 95٪ في بعض البلدان النامية.

يؤدي تغير المناخ إلى تغيير أنماط هطول الأمطار، وتقليل وفرة المياه، وتفاقم الأضرار التي تسببها الفيضانات والجفاف في جميع أنحاء العالم.

يؤدي ذوبان الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية، المعروفة باسم أبراج المياه، إلى المزيد من المخاطر مثل الفيضانات المفاجئة على المدى القصير، ويهدد بتقليل إمدادات المياه لمئات الملايين من الناس في المستقبل.

ربما يعجبك أيضا