جهود تونسية لسحب الثقة من حركة النهضة.. الإخوان والغنوشي يتشبثون بالسلطة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تواصل القوى السياسية التونسية، محاولاتها لسحب الثقة من راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي، زعيم حركة النهضة– إخوان تونس- بسبب سوء إدارته للمجلس، فضلًا عن استغلال موقعه لتمرير قوانين تخدم جماعته، حيث اقتربت مطالب الإطاحة بـ”الغنوشي” من النصاب القانوني، بحسب مصادر إعلامية تونسية.

الانتقادات المتوالية التي تهبط على رأس الإخواني راشد الغنوشي، تنهمر كالمطر، فمنذ يومين، وتزامنًا مع عيد الاستقلال التونسي، قادت النائبة عبير موسى رئيسة حزب الدستوري الحر الاجتماعي، مسيرة حاشدة بتونس، السبت، للمطالبة بإسقاط حركة النهضة -إخوان تونس- ورئيسها راشد الغنوشي.

وقال زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب إن أعضاء الحركة أمضت على لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب للمرة الثانية لأن راشد الغنوشي غير قادر على إدارة البرلمان ويعتبر أن البرلمان هو حركة النهضة، وفق قوله.

 وفي سياق متصل، كشف منجي الرحوي النائب التونسي عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، سيناريو الإطاحة براشد الغنوشي زعيم حركة النهضة– إخوان تونس- من رئاسة البرلمان التونسي، مؤكدًا أن “الغنوشي” يمثل رأس منظومة الفساد في تونس.

وعن إصرار القوى السياسية التونسية لسحب الثقة من راشد الغنوشي، قال “الرحوي”:” رأيي الشخصي أن راشد الغنوشي يمثل الفساد والإفساد بتونس، ويعمل بنفسه من أجل أن تظل منظومة الفساد قائمة بكل أبعادها، سواءً الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية”، مؤكدًا أن الفساد يتفشى في كل أركان تونس بسبب راشد الغنوشي.

عريضة سحب الثقة

وأكد منجي الرحوي في تصريحات أوردها موقع اليوم السابع الإلكتروني، اليوم، الإصرار على الإطاحة براشد الغنوشي، قائلًا: “العريضة التي تحتوي على توقيعات النواب لإزاحة راشد الغنوشي تسير بثبات كبير كما ينبغي، وهدفنا ليس جمع توقيعات سواءً وصلت لـ72 توقيعًا أو 109 توقيعات وفقًا للنصاب القانوني بل هدفنا هو الإطاحة براشد الغنوشي من رئاسة مجلس النواب.

وتابع: “هدفنا الحقيقي سحب الثقة من راشد الغنوشي ونحن لا نقوم بعمل استعراض سياسي أو شكليات، ولكن هدفنا سحب الثقة من “الغنوشي”، مضيفًا: “نحن الآن بصدد جمع الإمضاءات التي تمكنا بشكل فعلي وحقيقي من إزاحة راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان”.

وعن الخلافات التي كانت بين صفوف المعارضة التونسية، قال “الرحوي”: الإمضاءات الخاصة بسحب الثقة من راشد الغنوشي تسير بثبات واضح، وهذا يعني أن الخلافات في صفوف المعارضة تم تجاوزها، ونحن جميعًا هدفنا واضح ونعمل بجدية لتحقيق الهدف الذي يتمثل في تنحية راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان”.

وأوضح أنه يعلم جيدًا إجراءات سحب الثقة من راشد الغنوشي، مؤكدًا أنه يجب أن تأخذ عريضة سحب الثقة من راشد الغنوشي مسارها الصحيح.

وأوضح أن الغنوشي مرر قوانين تدعم الفساد السياسي مثل القانون الانتخابي، مضيفًا: “راشد الغنوشي هو الشخص الذي يجمع كل السلطات فهو متواجد في القصر والبرلمان، وهدفه أن يحكم القبضة على تونس ولديه أجندة خاصة مرتبطة بجماعته”.

أما عن إدارة راشد الغنوشي للبرلمان التونسي، فقال النائب منجي الرحوي: “راشد الغنوشي جاهل بالقانون وجاهل بالإدارة، كما أنه جاهل بتيسير الأعمال وبالنظام الداخلي للبرلمان، ويقوم بأعمال تدليس بطرق خارج القانون تحت اسم الأغلبية”، موضحًا أن العقيدة الإخوانية تقبل بأعمال العنف وممارسة العنف ضد الآخرين، وهو ما يباركه رئيس البرلمان راشد الغنوشي”.

وأضاف: “أكبر مشكلة تواجهنا في البرلمان، وجود راشد الغنوشي، لأنه حول البرلمان التونسي أكبر مؤسسة سيادية في تونس لأجندة خاصة لخدمة الإخوان، وحول البرلمان إلى منصة  لتحقيق أجندته” مشيرًا إلى وجود حالة من الانقسام داخل حركة النهضة حيث يوجد داخل حركة النهضة، نهضة راشد الغنوشي ونهضة أخرى”.

دوافع الغنوشي

قال الكاتب الصحفي بالأهرام والمتخصص في شؤون الجماعات المسلحة والإرهاب، هشام النجار: هناك دافعان رئيسان وراء تشبث راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة- إخوان تونس- بالسلطة ومساعيه للانفراد بها على حساب صلاحيات رئيس الدولة، الأول: التزامه التنظيمي حيث أملى عليه من الخارج تعويض انهيار أفرع الإخوان بالمنطقة العربية فضلًا عن ضرورة مساند مشروع الجماعة في ليبيا.

أما الدافع الثاني؛ فهو ملفات العنف والاغتيالات والفساد الخاصة بحركة النهضة وقادتها وفي مقدمتهم راشد الغنوشي الذي يدرك جيدًا أنه على غرار الحكام العرب أثر الثورة على أنظمتهم إذا سقط سيحاكم وستفتح ملفات فساده وثروته المتضخمة فضلًا عن ملف العنف والجهاز السري بحركته والاغتيالات السياسية.

وأضاف هشام النجار -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”- أما عن الإطاحة به فهي قادمة لا محالة وإن تأخرت بعض الشيء فهذه الحركة الإخوانية تشل تقدم تونس وحركتها وتعوق التوافق الوطني وسير عمل الحكومة وقيام الرئيس بمسؤولياته في استنساخ لحزب الله الموالي لإيران في لبنان.

وأوضح أن الاختلاف يكمن في كون سلاح حزب الله معلن وسلاح النهضة سري؛ لكنهما يتشابهان في منع قيام حكومات وطنية متخصصة مكونة من خبرات وكوادر تدير شؤون البلاد بشكل مهني واحترافي وكلاهما موالي لقوة خارجية وكلاهما يستنزف موارد الدولة وثرواتها لحساب جهات خارجية وكلاهما يستخدم ورقة العنف ضد الخصوم السياسيين وبدون شك، فالتونسيون لن يقبلوا وصول بلادهم لمستوى الدول الفاشلة وخسارة نموذج الدولة المدنية لمصلحة نموذج الدويلة الطائفية.

الغرف المظلمة

لم تقف حركة النهضة مكتوفة الأيدي أمام مساعي تونسية واسعة للتخلص من فساد راشد الغنوشي، ودون أي مقدمات، طفت صفحة على سطح المشهد السياسي التونسي، تحمل عنوان “الغرفة المظلمة” على مواقع التواصل، تنشر تسريبات صوتية، ومحادثات بين مجموعات من الشخصيات العامة وقوى سياسية، أثارت حالة من الجدل، ودفعت عدد كبير من نواب البرلمان اللجوء إلى التراشق بالتهم والألفاظ.

وهو ما دفع المراقبين لانتقاد تدني مستوى الخطاب في البرلمان وداخل المشهد السياسي التونسي، فيما أكد باحثون في شؤون الحركات والتيارات الإسلامية أن أسلوب التسريبات هو طريقة إخوانية ابتكرتها اللجان الإلكترونية لحركة النهضة لغسل سمعة راشد الغنوشي ومحاولة جديدة لتغطية على جمع توقعات لسحب الثقة من راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة.

51411 تسريبات الغرف المظلمة

وعلق الباحث في شؤون الحركات المسلحة والإرهاب، منير أديب، قائلًا: إن هذه النوعية من الحسابات “المزيفة” دائمًا تظهر وقت أزمات الإخوان، فكما ظهرت في مصر عقب ثورة عام 2013، فإنها تبدو جلية الآن في تونس، خاصة وأن حركة النهضة “الإخوانية” تعتريها بعض المشاكل والإخفاقات التي قد تودي بها خارج المشهد على غرار ما حدث لقيادة التنظيم في مصر.

تستمر الجهود في تونس لأجل التخلص من فساد حركة النهضة الإخوانية، وممارسات راشد الغنوشي، فيما تستميت محاولات الإخوان وحركة النهضة للبقاء في السلطة، صراع قوي تكشف الأيام المقبلة عن الرابح.

ربما يعجبك أيضا