انفجرت بين عون والحريري.. لبنان يتوغل في أزمته

مي فارس

رؤية – مي فارس

 بعد تبددت الآمال باختراق في الأزمة السياسية المستمرة في لبنان منذ خمسة أشهر، وتوغلت البلاد في نفق مظلم لا أفق له ومن شأنه أن يدفع البلاد إلى انهيار مالي شامل وكارثة اجتماعية وسط اضطرابات اجتماعية على خلفية انهيار سعر الصرف وارتفاع الأسعار.

ولم يسفر اجتماع عُقد، اليوم الإثنين، بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن اتفاق على حكومة جديدة، وتبادل الاثنان الاتهامات بإفشال مخرج للأزمة.

واستغرق الاجتماع  الثامن عشر بين عون والحريري 22 دقيقة كانت كافية لإطلاق رصاصة الرحمة على أي تسوية سياسية تراعي التوازنات السياسية والطائفية في البلاد، ولتشريعها على كلّ احتمالات المواجهة المفتوحة منذ تكليف الحريري قبل خمسة أشهر. 

وقال الحريري بعد الاجتماع إن عون أصر على أن يحظى حلفاؤه السياسيون بأغلبية مُعطلة في الحكومة، موضحاً أن الرئيس أرسل له بالأمس لائحة تتضمن “تشكيلة ثانية من عنده فيها توزيع للحقائب على الطوائف والأحزاب مع رسالة يقول لي فيها إنه من المستحسن أن أملأها”.

وتابع الحريري قائلا “بكل شفافية سأقول لكم ما قلته له اليوم: أولا هذه غير مقبولة لأن الرئيس المكلف مش شغلته أن يعبي أوراق من أحد ولا شغلة رئيس جمهورية أن يشكل حكومة. وثانيا لأن دستورنا يقول بوضوح إن رئيس الحكومة يشكل ويضع الأسماء ويتناقش بتشكيلته مع فخامته”.

واختارت رئاسة الجمهورية الردّ عبر المستشار أنطوان قسطنطين، الذي أكّد أنّ “الرئاسة فوجئت بكلام رئيس الحكومة المكلف، وأسلوبه شكلاً ومضموناً”، ورأى أن “الأزمة حكومية فلا يجوز تحويلها إلى أزمة حكم ونظام إلا إذا كانت هناك نية مسبقة بعدم تشكيل حكومة لأسباب غير معروفة ولن نتكهن بشأنها”.

ويوم الخميس الماضي، لاحت بارقة أمل  حين اجتمع عون والحريري وقال الأخير إنه “يرى فرصة يتعين اغتنامها”.

ولكن هذه الفرصة سرعان ما تبددت مع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي بدا يحدد الطريق الشاملة حكومياً وسياسياً وأمنياً ومالياً ودستورياً. وهو قال في كلمته إنه سيدعم الحكومة الجديدة لكنه حذر من أنها لن تدوم إذا اعتمدت على الاختصاصيين فقط.

لذا، لم يكن مفاجئاً للوسط السياسي أن يفضي اجتماع بعبدا إلى ما أفضى إليه، في ظل الأجواء التي سبقت ورافقت انعقاده.

ولكن لا شك في أن المأزق الذي تفاقم اليوم سيزيد الضغط على سعر الصرف، مما يجعل من الصعب على العامل العادي أن يعيش دون مساعدات غذائية.

وهوت الليرة اللبنانية 90 بالمئة مما أدى إلى سقوط كثيرين في براثن الفقر.

ويذكر أن حكومة رئيس الوزراء حسان دياب بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس والذي تسبب في تدمير مساحات كبيرة من العاصمة ومقتل 200 شخص.

وما زالت حكومة دياب تقوم بتصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة تخلفها في إدارة شؤون البلاد، لكن السياسيين المنقسمين لم يتمكنوا من الاتفاق على حكومة منذ تكليف الحريري في أكتوبر تشرين الأول.

وجرى تكليف الحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين يمكنها إجراء إصلاحات والحصول على مساعدات أجنبية.

ربما يعجبك أيضا