الناتو وإيران.. هل من مواجهة محتملة في العراق؟

جاسم محمد

رؤية – جاسم محمد

الجدل مازال قائما داخل الطبقة السياسية في العراق، حول مهمة قوات التحالف والقوات الأميركية في العراق، بالتوازي مع ترحيب بتعزيز وجود “الناتو NATO”، الحلف الأطلسي، داخل العراق يقابله، رفض وتحذيرات إيرانية لمهمة الحلف في العراق.

تعددت التكهنات حول دور ومهام “الناتو” في العراق، هذه المرة، فربما لا تكون تقليدية، أي محدودة في عمليات التدريب ،فهناك الكثير من التكهنات والتحليلات العسكرية، وضعت سيناريوهات كثيرة لأي مواجهة عسكرية محتملة بين” الناتو” وإيران مباشرة من داخل العراق، أو ربما من خلال تعرض إيران إلى القوات الأميركية أو قوات التحالف.

يسعى “الناتو”، أن لا يكون قوة دفاعية أو عسكرية تقليدية، بقدر ما يكون منظمة قادرة على القيام بواجباتها، في مكافحة الإرهاب، في أعقاب توسع تهديد التنظيمات المتطرفة، ومشاركة الناتو عسكريا في توجيه الضربات ضد معاقل التنظيمات المتطرفة، لكن ماعدا ذلك بذل الناتو جهود كبيرة بتعزيز جهد الاستخبارات وجمع المعلومات وتبادلها حول التنظيمات المتطرفة، من خلال خلية الاتصال الاستخبارية (ACO) .

أعلن الأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبيرغ” في 18/ 2/ 2021، في ختام اجتماع وزراء دفاع الناتو المنعقد في بروكسل، أن الحلف قرر زيادة تعداد أفراد بعثته في العراق بثمانية أضعاف. وأكد ستولتنبيرغ خلال مؤتمر صحفي عقده أن القرار يقضي بزيادة عدد أفراد بعثة حلف شمال الأطلسي في العراق من 500 حتى أربعة آلاف شخصا. وأشار ستولتنبيرغ إلى أن برامج التدريب للناتو ستشمل بفضل هذا القرار المزيد من المؤسسات الأمنية العراقية والمناطق خارج العاصمة بغداد. أن قرار حلف الناتو قد جاء في أعقاب طلب الولايات المتحدة من الحلف بأن يؤدي دورًا أكبر في منطقة الشرق الأوسط

هل يمكن أن يكون الناتو بديلا لأميركا في العراق؟

ذكر مقال مجلة فورين بوليسي كتبه بترايوس وفانس سيرشوك المدير التنفيذي لمعهد “كي كي آر غلوبال إينسيتيوت” الذي يرأسه بترايوس، نصح الكاتبان قادة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بأن يتحلوا بالواقعية بشأن ما يمكن لحلفائهم الأوروبيين القيام به فيما يتعلق بمحاربة التنظيم المسلح في العراق وتجنب الأخطاء التي ارتكبوها في أفغانستان. وأشار المقال إلى أن وزراء الناتو كانوا قد اتفقوا الشهر الماضي على تعزيز مهمة الحلف المتعلقة بتدريب قوات الأمن في العراق.

ورغم أن الناتو لم يحدد بعد ثوابت دوره الجديد، فإن أمينه العام ينس ستولتنبرغ ألمح إلى أنها قد تتضمن تولي الحلف بعض المهام التي تضطلع بها حاليا القوات الأميركية في دعم الوحدات العسكرية العراقية المنهمكة في الحيلولة دون استعادة تنظيم الدولة نشاطه مجددا. ومن حيث المبدأ، يبدو منطقيا أن يتولى حلفاء أميركا في حلف الناتو وشركاء التحالف الدولي الآخرون مسؤولية أكبر في منع ظهور تنظيم الدولة مرة أخرى

وبما يتعلق  بموقف قادة الكتل والأحزاب السياسية  في بغداد، فإن وجود قوات أجنبية تعمل تحت مظلة حلف الناتو يبدو أمرا مستساغا أكثر من الناحية السياسية، خاصة أنهم يواجهون ضغوطا من إيران لطرد الجيش الأميركي أو الحد من نطاق عملياته عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة بطائرة أميركية مسيرة في الثالث من يناير 2020.

  واقع الوجود العسكري للناتو والمهام الحالية

أعلنت بعثة “الناتو” يوم 22 فبراير 2021  أن توسيع مهامها في العراق سيكون بناء على طلب الحكومة العراقية. ولكن مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، نفى ذلك، وقال: إن بلاده لم تتفق مع حلف “الناتو” على زيادة أعداد مدربيه في العراق، مضيفا أن الحلف يعمل في البلاد بموافقة الحكومة العراقية وبالتنسيق معها وأن مهمته استشارية وتدريبية وليست قتالية. وقال الأعرجي  إن بلاده ليست جزءا من أي مشكلة إقليمية، بل هي جزء من الحل، موضحا أن العراق سيعمل على الاستفادة من خبرات حلف شمال الأطلسي “ناتو”، لأن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يشكل خطرا حتى الآن.ويأتي هذا بعد أيام من إعلان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ، أن الحلف قرر زيادة تعداد أفراد بعثته في العراق بثمانية أضعاف.

ويبدو أن إن مهمة الحلف، التي تشارك فيها بريطانيا وتركيا والدنمرك ويقودها قائد دنمركي، تجد قبولا بين العراقيين مقارنة بالقوة الأميركية، في وقت تتزايد فيه الأوضاع الأمنية اضطرابا. ورغم ذلك، يستبعد رائد العزاوي الأكاديمي والباحث العراقي في العلاقات الدولية أن يؤدي توسيع مهمة الناتو إلى تخفيف التوتر بين القوات الأميركية والميلشيات الموالية لإيران. ومنذ أكتوبر 2018، يحتفظ حلف الأطلسي بمهمة غير قتالية “للتدريب والمشورة” في بغداد، حيث يقدم التدريب والإرشاد لأعضاء المؤسسات الأمنية والقوات الحكومية العراقية. 

وفي هذا السياق يقول الخبير العسكري والأمني اللواء الركن المتقاعد، الدكتور عماد علٌو: إن قرار  الناتو بزيادة عدد عناصر الناتو في العراق هي ليست جديدة، وكانت منذ أبريل عام 2020، ولكن بسبب ظروف جائحة كورونا وعملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني والمهندس، إلى جانب قرار البرلمان العراقي يخروج القوات الأميركية، جميعها، نتجت تأجيل زيادة عدد جنود الناتو.  ويبدو في ظل إدارة بايدن شجعت الإدارة الأميركية الحلفاء الأوروبيين وأعضاء الناتو للمشاركة في استراتيجية -أميركا- دعا لها لباث أنتوني كوردسمان، في دراسته التي صدرت خلال شهر فبراير 2020، من أجل تقاسم الأعباء في آسيا والشرق الأدنى تنتشر فيها القوات الأميركية .

وتتحمل الخزانة الأميركية ودافعي الضرائب العبء الأكبر في تكاليف أو عمليات الأنفاق إلى هذه القوات ن لذلك نرى اليوم استبدال عديد القوات الأميركية  بما ينوي إرساله الناتو للعراق، أجد أنه سيكون بديل شكلي لإرضاء الأطراف السياسية ـ في العراق التي تدعو إلى إخراج القوات الأميركية من العراق. ولكن ستعود بغطاء الناتو، وتقوم بذات المهام التي كانت تقوم بها القوات الأميركية العبء الأكبر: التموضع والانتشار في مناطق مختلفة. الانتشار لا يقتصر على العاصمة بغداد وإنما في في ذات المواقع والمواضع والقواعد، أو اكثر التي كانت تنتشر فيها القوات الأميركية. 

قوات الناتو من المتوقع أن تقوم بعمليات الاستطلاع والمراقبة إضافة إلى عمليات التدريب إلى القوات المسلحة العراقية : الجيش والشرطة

ما هي الأطراف التي ترفض الوجود العسكري الأميركي في العراق؟

هناك ترحيبا بدور الناتو  من المؤسسات العراقية علي أساس أنه دور تدريبي وليست له أي تدخلات سياسية بالشأن العراقي، وأنه بديل للقوات الأمريكية وان أن الناتو مرتبط بالولايات المتحدة لأنها الممول الرئيسي له، إلا أنه لا يمثل سياسة واشنطن، ولكن يدافع عن مصالحها. وتأتي هذه الخطط لتوسيع مهمة الحلف في العراق مع تصاعد العنف والتوتر بين القوات الأميركية وعدد من الميلشيات العراقية الموالية لإيران منذ مقتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في بغداد في الثالث من يناير 2020 في هجوم بطائرة أميركية مسيرة.

هل أميركا تريد العراق أن يكون ساعي بريد مع إيران ؟

ردا على سؤال عما إذا كان الكاظمي سينقل أي رسائل من طهران إلى الولايات المتحدة خلال زيارته المرتقبة قال في إحدى تعليقاته عبر وسائل الإعلام، “نحن لا نلعب دور ساعي البريد في العراق”. ويقول كبير المحللين في مؤسسة “ديفنس برايوريتز” الأميركية “تشارلز بينا”، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية، إن السؤال المهم الذي يتعين طرحه هو، هل نفوذ إيران في العراق يقوّض الأمن القومي الأميركي؟ ويرى أن الإجابة هي “لا”. وفي تبريره لإجابته قال “تشارلز بينا” الذي يتمتع بخبرة أكثر من 25 سنة في دعم وزارتي الدفاع والأمن الأميركيتين كمحلل سياسات وبرامج، إن إيران ليست تهديدا عسكريا مباشرا للولايات المتحدة.

هل ينجر الناتو بحرب محتملة مع إيران؟

اكد أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ، يوم 6 Jan 2020، إن جميع أعضاء الحلف الأطلسي وقفوا وراء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد أن أطلعوا الناتو على هجومها بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني.وفي حديثه له مخاطبا أعضاء حلف الناتو قال ستولتنبرغ : “نحن متحدون في إدانة دعم إيران لمجموعة متنوعة من الجماعات الإرهابية المختلفة”. ودعا الحلفاء في اجتماع اليوم إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، وأن أي صراع جديد لن يكون في مصلحة أحد. لذلك، يجب على إيران الامتناع عن المزيد من أعمال العنف والاستفزازات “.

سبق حصلت تركيا مساعدة الناتو بنشر صواريخ باتريوت أرض جو للدفاع عن حدودها مع سوريا  خلال نوفمبر 2013 ، وافقت واشنطن على طلب تركي لتمديد نشر نظام باتريوت المضاد للصواريخ و قدمت الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا ست بطاريات باتريوت تحت قيادة وسيطرة حلف شمال الأطلسي ، والتي تم نشرها على طول الحدود التركية مع سوريا منذ بداية عام 2013. 

وحصلت أيضا ، أنقرة المساعدة في أعقاب الهجمات بقذائف الهاون من الأراضي السورية مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين الأتراك. ينظر الناتو إلى هذه المساعدة من منظور ردع التهديدات والدفاع عن عضو في الحلف. ومع ذلك ، عارضت إيران وروسيا ، حلفاء نظام بشار الأسد ، الانتشار ، معربين عن مخاوف من صراع إقليمي يمكن أن يجتذب حلف شمال الأطلسي . على الرغم من أن الناتو لم يعلن رسميًا أن إيران مصدر التهديد المحتمل للصواريخ الباليستية التي تواجه أوروبا. 

 وفي تطور آخر، فإن صواريخ إيران البالستية، يمكن أن تصيب بعض الدول الأعضاء في الناتو  داخل أوروبا منها، رومانيا وبلغاريا والتي تقع في مرمى الصواريخ الباليستية MRBM الإيرانية، وهذا ما يتطلب مراجعة  برامج إيران النووية والصاروخية في سياق وضعها الحالي في النظام الدولي : فهي تسعى إلى بناء الهيمنة في الشرق الأوسط ، وتقييد نفوذ الولايات المتحدة ، وتراكم القوة على حساب خصومها ، وضمان البقاء.  التقديرات تقول، انه، يمكن أن ترد إيران بضربة صاروخية ، انتقامية، على دول أوروبا، ضمن مرمى صواريخها البالستية، في حال تعرضها إلى أي ضربة عسكرية  محتملة من قبل الناتو. 

يمكن لمثل هذا الهجوم أن يركز على القوات الأمريكية أو رموز الوجود الأمريكي في أوروبا. وبالتالي ، فإن EPAA ( European Phased Adaptive Approach )  التفاصيل على الرابط التالي bit.ly/3sLhGkC هي رد فعل على تهديد حقيقي ومحاولة لتعزيز مصداقية التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها الأوروبيين في مواجهة هذا التهديد.  بات معروفا، أن إيران تسعى دوما، إلى مواجهة العقوبات الأميركية، لذا هي سوف تسعى إلى تحدي أي نشر للقوات الأميركية أو الناتو بالقرب من حدودها، أبرزها العراق.

أبرز الكتائب والقواعد العسكرية التابعة إلى الناتو 

ينشر حلف “الناتو” اربع مجموعات قتالية في بولندا ودول البلطيق الثلاث، تم نشرها هناك لمواجهة التهديد الروسي، وذلك إضافة إلى قوات كبيرة للناتو في أوروبا مستعدة للتصدي لأي أزمة محتملة وفيما يلي أبرز القواعد والكتائب العسكرية.

رومانيا : نشرت القوات الجوية الأميركية نحو (90) طيارا وعددا غير محدد من الطائرات بدون طيار في قاعدة بوسط رومانيا. وصرحت وزارة الدفاع الرومانية بأن انتشار القوات الأميركية في قاعدة “كامبيا تورزي” الجوية التابعة لها سيكون “لبضعة أشهر” لتنفيذ مهام جمع المعلومات والمراقبة والبحث لدعم عمليات حلف الناتو وفقا لـ”سكاي نيوز عربية” في 6 يناير 2021 .

بولندا : أشار وزير الدفاع الأمريكي السابق “مارك إسبر” إلى أنه يوجد في بولندا (4500) عسكري أمريكي على أساس التناوب. ووقعت واشنطن ووارسو معاهدة دفاعية جرى الاتفاق عليها في يوليو 2020 تسمح بزيادة عدد القوات الأمريكية في بولندا إلى (5500) فرد على الأقل. ويتيح الاتفاق لبولندا زيادة عدد القوات الأمريكية سريعا إلى (20) ألفا إذا لزم الأمر وفقا لـ”سبوتنيك” في 18 نوفمبر 2020. أمن دولي

أستونيا : تترأس المملكة المتحدة فوجا عسكريا في ايستونيا تابعا لحلف الناتو، الأمر الذي حملها على نشر حوالي (900) عسكري في ذلك البلد. وكانت قد أكدت وزارة الدفاع البريطانية في العام 2015 إن نحو (100 )عسكري يرسلون إلى أستونيا ولاتفيا وليتوانيا، فيما يرسل (25) آخرون لينظموا إلى بعثة التدريب الناشطة في أوكرانيا .

وسع “الناتو” مهمة “حراسة أجواء البلطيق” حيث تنطلق من قاعدة “سيولياي” في ليتوانيا، إلى قاعدتين أخريين هما “مالبورك” في بولندا و”أماري” في إستونيا. وتتمركز اربع طائرات حربية فرنسية في أماري منذ مايو 2020 على أهبة الاستعداد لضمان أمن أجواء دول البلطيق. وفي دراسة الى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في المانيا، تقول بان الدور الجديد لحلف الناتو في العراق عدة دلالات استراتيجية هي :

ـ أهمية رأب الصدع داخل الحلف وخاصة في ظل رئاسة جديدة للبيت الأبيض.:

ـ التطور في استراتيجية حلف الناتو باتجاه دور إقليمي مؤثر.

ـ استعداد دول الناتو لدخول حرب باردة حامية وخاصة في ظل سعي روسيا والصين إلى تعزيز حضورهما في ذات المناطق التي يحظى فيها الحلف بشراكات إقليمية.

ـ إمكانية تولي الحلف مهام قتالية بدلا من الولايات المتحدة الأمريكية في سياق استراتيجية تبادل الأعباء.

ما هو تأثير اتفاقية إيران الشاملة  “الملف النووي” على نظام الدفاع الصاروخي الباليستي لحلف الناتو؟

ويوضح اللواء الركن عماد علو من بغداد في حديثه ،قائلا:  في حالة التوصل إلى حل شامل للأزمة النووية مع إيران ، يمكن القول إنه سيكون هناك مبرر أقل لنظام الدفاع الصاروخي الباليستي لحلف الناتو. على أقل تقدير ، هناك حجة مفادها أن على الناتو انتظار نتيجة المفاوضات مع إيران ، قبل الاستمرار في خطط الدفاع الصاروخي الباليستي المرهقة ماليًا والتي قد تخلق صراعًا بين أعضاء الحلف ، إذا لم يعد النظام مطلوبًا، أن الاتفاق المؤقت مع إيران قد يؤثر على برنامج الدفاع الصاروخي الباليستي التابع لحلف الناتو في أوروبا.

وهذا أيضا يعني تشكيل تحالفا عسكري بصورة غير مباشرة  سيضم منظمة شرق المتوسط التي تم التوقيع عل تكوينها في القاهرة خلال العام 2020 إضافة إلى المنظمة أو التشكيلة أو التقارب الثلاثي : العراق والأردن ومصر  بصورة غير مباشرة كل ذلك يأتي من أجل إبقاء النفوذ الأميركي في العراق وتقاسم الثروات أمام التقدم الروسي  والصيني  في المنطقة  بالتعاون مع إيران وتركيا 

وهذان محوران متقاطعان يمكن أن تؤدي التوترات بينهما في حالة عدم التوافق على تقاسم النفوذ  والمصالح في هذه المنطقة إلى مواجهات غير مباشرة يمكن استخدام السلاح فيها  ويتخذ من العراق وسوريا ساحة للصراع  وتصفية الحسابات  وفرض الأجندات  والإرادات على تقاسم الثروات خاصة النفط والغاز  في شرق المتوسط اقصد هنا المنطقة  البحرية وأيضا في بادية الجزيرة العراقي وشرق سوريا وهذين المنطقتين استراتيجيتين ممكنان يتم التدافع عليها .

يقول الخبير الألماني  بيتر موللر، Peter Mühlbauer  في تقرير صادر باللغة الألمانية  بعنوان الاتفاق النووي الإيراني: توافق دول الناتو الكبيرة 19 فبراير 2021 نشر على موقع https://www.heise.de/tp/ 

فهي تُخصب نسبة نظير اليورانيوم 235 في اليورانيوم إلى 20 في المائة بأجهزة طرد مركزي من النوع IR-4 ومن النوع IR-6. الاتفاق يسمح له فقط باستخدام أجهزة الطرد المركزي لليورانيوم من النوع IR-1 ، والتي لا يمكن بواسطتها تحقيق هذه الدرجة من التخصيب.و بعد تولي بايدن منصبه ، أعلنت الحكومة الإيرانية أنها لن تسمح بعد الآن بإجراء عمليات تفتيش قصيرة المدى من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

قراءة مستقبلية الى علاقات العراق مع الناتو ومع التحالف الدولي

الناتو ايضا ممكن ان يقوم بعمليات ، ضد تنظيم داعش او ضد الارهاب  وغيرها من العمليات الاخرى . ان زج الناتو في منطقة الشرق الاوسط او الشرق الادنى كما تسميها الادارة الاميركية، تاتي ايضا في خضم ترتيبات امنية، عسكرية الى واقع امني مستقبلي دعت اليه او شرع به البنتاغون من اجل توسيع نظام عمل القيادة الوسطى  وضم دول مثل الامارات والبحرين  واسرائيل الى مسؤولية قيادة القوات الوسطى في الشرق الاوسط . 

هناك العديد من الفوائد المحتملة الناشئة عن دور الناتو في العراق.  وفقا لدراسة الخبير Luke Coffey من   Heritage Foundation الصادرة باللغة الانكليزية  بعنوان  من الضروري أن يلعب الناتو دورًا رائدًا في العراق يقول فيها :   كما لوحظ ، شاركت المنظمة في العراق لعدد من السنوات ، وبالتالي فإن لديها مصلحة في ضمان مستقبل مستقر وآمن للأمة . اكتسب الحلف خبرة كبيرة في تدريب قوات الأمن من عملياته في أفغانستان. يمكن تطبيق الدروس التي تعلمتها على العراق. يساعد وجود الناتو في العراق على جعل بقية الشرق الأوسط وأوروبا أكثر أمانًا.  في حين أن الحلف ليس جزءًا بالكامل من منطقة مسؤولية “الناتو” ، على النحو المحدد في معاهدة شمال الأطلسي لعام 1949 ، لا يستطيع الحلف تجاهل الشرق الأوسط. يُظهر التاريخ والأحداث الأخيرة أن ما يحدث في المنطقة يمكن أن يمتد بسرعة إلى أوروبا.

لقد أستفاد حلف “الناتو” من تجاربه القاسية في سوريا وليبيا وشرق المتوسط،، حيث كان الناتو في المقعد الخلفي، بين اطراف القوى الفاعلة في المشهد السياسي والامني، بل يمكن وصفه بالموقف “المهادن” امام تركيا وروسيا وايران، حيث أظهر أعضاء الناتو ترددًا ورفضًا للانخراط ، وهذا مادفع بقية الاطراف اي خصوم الناتو باستغلال ذلك ميدانيا على الارض.

والموقف “المهادن الى “الناتو” دفع ايران وسوريا على تعزيز سلطة النظام السوري، الى جانب التعاون والتنسيق على الارض في مواقع اخرى مثل اليمن وليبيا ، امام تراجع دول الناتو بينها الولايات المتحدة. لذا بات متوقعا ان يستفد الناتو والولايات المتحدة، مهع ادارة بايدن الاستفادة من تلك الاخطاء والانخراط في العراق، لمواجهة المد الايراني، على الاقل قي مجال الدفاع.

إن عدم انخراط الناتو في العراق في مهام اوسع، يعني ان الوجود الروسي في سوريا وكذلك الايراني في سوريا والعراق ممكن ان يتمدد اكثر الى داخل العراق، ناهيك عن تغلغل ايران داخل العراق بالطرق الناعمة والصلبة، لتسيطر على القرار السياسي العراقي.

ومهما كان موقف الطبقة السياسية في العراق من الناتو، فهو موضع ترحيب، البعض يجده بديلا لوجود القوات الاميركية، التي كانت موضع خلاف داخل البرلمان ووالكتل السياسية العراقية، وجود الناتو ربما يعمل على سد جزئي لغياب محتمل للقوات الاميركية، ويزيل الحرج عن الحكومة العراقية والاطراف الداعمة لوجود القوات الاميركية والتحالف.

وعند مراجعة وجود الناتو في العراق ومخاوف ايران من وجوده عند حدوده، يتوجب فحص الاتفاق النووي الايراني ومايشهده هو الاخر من سجال بين واشنطن وطهران من جهة ومابين بروكسل وطهران من جهة اخرى، فالناتو وآخرون يترقبون تطورات الملف النووي، وبدون شك، استمرار رفض ايران بالتفاوض مع واشنطن، يصعد من كفة تعزيز الناتو في العراق والعكس هو صحيح.

ربما يعجبك أيضا