المرتزقة في ليبيا.. تكاتف دولي ومساندة إقليمية للخروج

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

شهدت الأيام الماضية عدة تطورات مرتبطة بوضع “المرتزقة” داخل ليبيا، أهمها الكشف عن معلومات مرتبطة ببدء انسحابهم خلال الأيام المقبلة، بعد أن تم تجميعهم في معسكر واحد غربي طرابلس، تمهيداً لترحيلهم إلى مدينة عفرين السورية.

وبموازاة ذلك، تجددت الدعوات الأوروبية أيضاً بضرورة انسحاب المرتزقة، وطالبت بعثة الأمم المتحدة وأطراف دولية، في بيان السبت، الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بضرورة الالتزام بتعهداتها خلال مؤتمر برلين، بما في ذلك انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية.

دعم إقليمي

تبنت حكومة «الوحدة الليبية»، المطالب الإقليمية والغربية المطالبة بإخراج «المرتزقة» الأجانب من البلاد، خلال محادثات أجراها وفد أوروبي رفيع المستوى، ضم وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا مع مسؤولي الحكومة، التي يترأسها عبدالحميد دبيبة. وفي غضون ذلك أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم مصر «الكامل والمطلق» للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا.

وأجرى الرئيس المصري محادثات مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ونائبه عبدالله اللافي، خلال زيارة خاطفة إلى القاهرة، هي أول زيارة عمل رسمية للمنفي لمصر، وثاني زياراته الخارجية منذ توليه مهام منصبه.

وخلال اللقاء شدد السيسي على دعم مصر «الكامل والمطلق» للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا في جميع المجالات، وجميع المحافل الثنائية والإقليمية، والدولية من أجل نجاحها في إدارة المرحلة التاريخية الحالية، والوصول إلى عقد الانتخابات الوطنية نهاية العام الحالي.

موقف دولي موحد

شدد «الوفد الأوروبي»، الذي زار العاصمة الليبية طرابلس أمس، على ضرورة إخراج «المرتزقة» الأجانب من ليبيا كشرط أساسي للإعداد للانتخابات المقبلة، واستبعاد أي حل عسكري للأزمة الليبية.

وأكد وزراء الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والإيطالي دي مايو والألماني هايكو ماس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرتهم الليبية نجلاء المنقوش، ضرورة مساندة حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وإنهاء مسار خريطة الطريق و«مؤتمر برلين».

في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، دعم الاتحاد الأوروبي لمسار الاستقرار في ليبيا، وقال: إن إيطاليا «مقتنعة بأنه لن يكون هناك حل عسكري للأزمة في ليبيا»، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار، وفتح الطريق بين سرت ومصراتة، وخروج كل «المرتزقة» والقوات الأجنبية من ليبيا.

من جانبه، شدّد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على أن انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة شرط أساسي للإعداد للانتخابات المقبلة في ليبيا، متعهداً بمراقبة أوروبية لعملية حظر التسليح على الأطراف في ليبيا. وأكد أن هذه الزيارة هي تأكيد على وقوف أوروبا إلى جانب الحكومة الليبية الجديدة.

وتأتي هذه الزيارة المشتركة للمسؤولين الأوروبيين، بعد أقل من أسبوعين على تشكيل حكومة دبيبة. كما تعد الزيارة الثانية من نوعها لوزير الخارجية الإيطالي، الذي زار طرابلس الأحد الماضي، والتقى دبيبة، لكنها الأولى من نوعها لوزيري خارجية فرنسا وألمانيا.

واجتمع وفد «الترويكا» الأوروبي مع دبيبة ورئيس بعثة الأمم المتحدة، يان كوبيش، خلال الزيارة التي تعتبر بادرة، تهدف إلى إبداء دعم الدول الأوروبية الثلاث للتطورات السياسية الأخيرة في ليبيا التي غرقت لسنوات في الفوضى.

يعد خروج المرتزقة من ليبيا مؤشر إيجابي، ويساعد الأطراف المحلية على مزيد من التفاهمات، وكذلك يمكن أية سلطة وطنية من بسط سيادتها، كما أن  المجتمع الدولي هو في حقيقة الأمر جاد في خارطة الطريق السياسية التي رسمت في تونس وجنيف والتي ستفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في شهر ديسمبر المقبل. و يعتبر خروج المرتزقة هو مطلب وطني، وبالتأكيد سيكون عاملاً مساعداً ومهم جداً في مسألة التمهيد أيضا لتفكيك باقي الميلشيات المحلية.

ربما يعجبك أيضا