بعد إيحاءات بتبرئة الصين.. أوروبا وأمريكا تشككان في نتائج تحقيق «كورونا»

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بعد طول انتظار أعلنت منظمة الصحة العالمية تقريرها حول منشأ فيروس كورونا، أبحاث تفند نظرية تسرب الفيروس من مختبر في ووهان الصينية حيث خلص فريق العمل الذي ضم خبراء من منظمة الصحة وآخرين صينين، إلى أن فرضية الانتقال من الحيوان إلى الإنسان ممكنة إلى مرجحة، مؤكدا النظرية العامة للانتقال الطبيعي للفيروس من مصدره الحيواني إلى الإنسان عبر حيوان وسيط لم يحدده التقرير.

فيما لم يستبعد إمكانية انتقاله عبر اللحوم المجمدة بحسب ما تدّعيه بكين، لكن التقرير فنّد بشكل قاطع إمكان أن يكون الفيروس انتقل إلى الإنسان جراء حادث في مختبر وأوصى بإجراء تحقيقات تشمل نطاقا جغرافيا أكبر في الصين وخارجها.

بعد اطلاعه على التقرير، اعتبر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم ، أن الفرضيات حول منشأ الفيروس تبقى مفتوحة، لكن بنود التقرير لاقت انتقادات كبيرة لا سيما وأن بعض خبراء الأوبئة رأوا أن علماء منظمة الصحة العالمية لم يكن لديهم المجال الكافي للعمل بحرية خلال إقامتهم في ووهان. فيما رجح خبراء أمريكيون قبل أيام أن منشأ الفيروس كان من مختبر مستبعدين تماما انتقاله عبر الحيوان.

كورونا 1

استياء أمريكي

التقرير المكون من 123 صفحة، حول أصول جائحة فيروس كورونا، والذي يقول إن الفيروس جاء على الأرجح من الحيوانات، وليس من معمل في الصين، أثار غضبا كبيرا لا سيما من قبل الولايات المتحدة، التي أعربت و13 دولة حليفة لها في بيان، الثلاثاء، عن«”قلقها المشترك» حيال تقرير منظمة الصحة العالمية حول منشأ فيروس كورونا، وحثت الصين على السماح للخبراء «بوصول كامل» إلى كل البيانات.

وقالت الحكومة الأمريكية مع الدول الأخرى وبينها المملكة المتحدة وإسرائيل وكندا واليابان وأستراليا والدنمارك، فضلاً عن النرويج، إنه «من الضروري أن نعبّر عن قلقنا المشترك من أن دراسة الخبراء الدوليين حول منشأ فيروس سارس-كوف-2 تأخرت بشكل كبير ولم تحصل بشكل كامل على البيانات والعينات الأصلية».

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي: «هناك مرحلة ثانية في هذه العملية، نعتقد أنه يجب أن يقودها خبراء دوليون ومستقلون». مضيفة : «يجب أن يكون لديهم وصول غير مقيد إلى البيانات.. يجب أن يكونوا قادرين على طرح أسئلة على الأشخاص الموجودين على الأرض في هذا الوقت».

نزاهة «الصحة العالمية» على المحك

في الرابع عشر من يناير من العام الماضي، وصل فريق خبراء من منظمة الصحة العالمية إلى مدينة ووهان الصينية للتحقيق في منشأ فيروس كورونا، الذي ظهر للمرة الأولى نهاية عام 2019، بعد طول تردد من موافقة السلطات الصينية على دخول البعثة الأممية لأراضيها.

في الـ 28 من يناير المنصرم، بدأ الفريق الدولي مهامه للتحقيق في منشأ الفيروس. في الحادي والثلاثين من الشهر ذاته زار الفريق سوق المأكولات البحرية بالجملة في ووهان، وفي الثالث من فبراير الماضي زار مفتشون مختبرا في في مدينة ووهان على ضوء نظرية مثيرة للجدل تقول إن المختبر قد يكون مصدر نشوء الفيروس.

في التاسع من فبراير الماضي، صرح خبراء المنظمة بأن الببانات المتاحة لا تسمح بتحليل انتقال عدوى كورونا إلى سوق ووهان. وفي الحادي عشر من فبراير، كشف عدد من المحققين من البعثة الأممية إلى ووهان أن حوالي 90 شخصا نقلوا إلى المستشفى بأعراض تشبه إلى حد بعيد كورونا، في أكتوبر، أي قبل شهرين من ظهور الحالة الأولى رسميا.

بداية مارس الجاري تراجع فريق منظمة الصحة العالمية تراجع الفريق الأممي لنشر نتائج التحقيق بشأن منشأ كورونا، وسط مطالب بإطلاق تحقيق جديد. قبل أن يخرج التقرير النهائي للعلن ويثير موجة غصب لا سيما من أمريكا وعواصم أوروبية.

رغم أن التقرير لم يحسم الجدل بشأن منشأ الفيروس، إلا أنه شدد على ضرورة إجراء تحقيقات آخر تشمل نطاقا جغرافيا أوسع في الصين وخارجها. استنتاجات التقرير أدت إلى توجيه اتهامات إلى منظمة الصحة العالمية وشككت في صحة نتائجها واتهمتها بمحاولة استرضاء الصين.

ربما يعجبك أيضا