مصر تبهر الدنيا.. الإعلام العالمي يمجد نقل المومياوات الملكية

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

شهدت مصر حدثًا عالميًا فريدًا، مساء أمس السبت، حيث تم الاحتفال بنقل 22 من المومياوات الملكية الثمينة وكنوز أثرية أخرى تعود إلى الحضارة الفرعونية التي طالما أبهرت العالم بأسرارها وعظمتها، من المتحف المصري بالتحرير في وسط القاهرة إلى مثواها الجديد في متحف الحضارة الضخم بالفسطاط جنوب العاصمة. وقالت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر إلينا بانوفا، إنها “فخورة إزاء مصر، مهد الحضارة”، وذلك تعليقًا على ما وصفته بـ”المشاهد المهيبة” لموكب المومياوات الملكية. كما تسابقت وسائل الإعلام العالمية في الإشادة بالحدث العالمي المبهر الذي نال استحسان وإعجاب العديد من دول العالم.

وبدأ المتحف المصري للحضارة في استقبال زائريه منذ صباح اليوم، بعد افتتاح القاعة المركزية مساء أمس، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي واستقباله للمومياوات الملكية في حفل عالمي مهيب، توافرت له كل عوامل التنظيم الممتازة والنجاح. ولا شك أن وراء كل هذا العمل جنود مجهولين، هم جيل استثنائي من الآثاريين والمرممين والخبراء المصريين.

كما تم منح تخفيض بنسبة 50٪ على سعر تذكرة المتحف القومي للحضارة المصرية وذلك للمصريين والأجانب لمدة أسبوعين ابتداءً من 4 إلى 17 أبريل الجاري، لزيارة قاعة العرض المركزي، وسيتم خلال الأسبوعين التاليين لافتتاح المتحف تجهيز قاعة المومياوات ووضع المومياوات داخل فتارين العرض الخاصة بها.

واستطاعت مصر خلال الفترة الأخيرة إنشاء وتطوير أكثر من 20 متحفًا، وترميم وتطوير أكثر من 100 مبنى وموقع أثري من مختلف العصور، وتقدم العمل بشكل ملحوظ بمشروع المتحف المصري الكبير الذي أوشك على الانتهاء، وزاد عدد البعثات الأثرية المصرية إلى أكثر من 80 بعثة استطاعت تحقيق اكتشافات أثرية هامة.

إبهار عالمي

أبهرت احتفالية الموكب الملكي، لنقل 22 مومياء لملوك مصر القديمة العالم أجمع، والتي نفذت بمستوى يليق مع الحضارة المصرية القديمة، وشهد حفل نقل المومياوات اهتمامًا عالميًا بالموكب الفرعوني، وتم خلال الحدث عزف مقطوعة موسيقية مستمدة من النصوص الهيروغليفية، وهي مقتطفات من افتتاحية ترنيمة مهابة إيزيس.

ووسط الأجواء الاحتفالية، تصدر هاشتاج “مصر تبهر العالم” ترند “تويتر” في مصر بعد ساعات من انتهاء حفل نقل المومياوات لمتحف الحضارة بالفسطاط، ولقي الهاشتاج تفاعلًا كبيرًا وفخرًا بمشاهد الحفل الذي جسد الحضارة المصرية الفرعونية بكاميرات متطورة لفتت انتباه العالم، وفتحت المجال لإعادة صياغة الانتماء المصري بمفهوم جديد رسخه حفل نقل المومياوات.

إعجاب أمريكي

أشادت الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، بموكب المومياوات الملكية الذي نظمته مصر، أمس، ووصفت الإذاعة الوطنية الأمريكية NPR الموكب بالعرض المذهل. وذكرت الإذاعة أن المومياوات نقلت في عربات معدة خصيصًا وسط إجراءات أمنية مشددة، وتم وضعها في كبسولات نيتروجين لحمايتها، كما أعيد رصف الطرق لضمان الانتقال السلس. وأشارت الإذاعة الوطنية الأمريكية إلى أن المسئولين يأملون أن يكون المتحف القومي للحضارة سيكون دعمًا للسياحة.

من جانبها، قالت وكالة أسوشيتدبرس إن الاحتفال بنقل المومياوات الملكية تم تصميمه لعرض التراث الثري للبلاد على طول كورنيش النيل من المتحف المصري المطل على ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة في مدينة الفسطاط، التي كانت أول عاصمة إسلامية في مصر. كما أشادت الوكالة بالعربات التي نقلت فيها المومياوات، وقالت إنها كانت مزينة بأجنحة وتصميم فرعوني، وصمتت لتبدو مثل القوارب القديمة التي كانت تستخدم لنقل الفراعنة المتوفين إلى مقابرهم.

وأكدت أسوشيتدبرس: إن العرض كان جزءًا من جهود مصر لجذب السائحين الأجانب بالترويج لآثارها القديمة، ونقلت عن وزير الآثار الدكتور خالد العناني قوله إن الموكب هو حدث عالمي فريد لن يتكرر، أيضًا قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن الحفل كان أشبه بحبكة سينمائية متقنة واحتفال فخم بتاريخ مصر.

الصحف البريطانية

سلطت الصحف البريطانية الضوء على موكب المومياوات الملكية، حيث نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية على موقعها الإلكتروني عشرات الصور ومقاطع الفيديو للحدث الضخم، وقالت: إن مصر قدمت عرضًا رائعًا لنقل 22 مومياء لأشهر الفراعنة من وسط القاهرة إلى مقرهم الجديد في متحف الحضارة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المومياوات دفنت قبل 3 آلاف عامًا في مقابر سرية في وادي الملوك قرب الدير البحري بالأقصر، وتم التنقيب عن المقابر لأول مرة في القرن الـ19.

من ناحية أخرى، أبرزت صحيفة “إندبندنت” البريطانية حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي للحدث وتحدثت عن ظهوره واقفًا وقت وصول المومياوات إلى متحف الحضارة الجديد، وأشارت الصحيفة إلى تواجد مديرة منظمة اليونسكو ومدير منظمة السياحة العالمية. ونقلت إندبندنت عن عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس قوله عن المومياوات الملكية: ستعرض بأسلوب حضاري بدلًا من التسلية في المتحف الجديد. وقال إنه تم اختيار متحف الحضارة لأنهم أرادوا- ولأول مرة- عرض المومياوات بأسلوب متحضر ومثقف.

موكب مهيب

قناة “ايه آر ديه” القناة الأولى الألمانية الرسمية بثت لقطات من موكب المومياوات الملكية الذهبي، والذي وصفه التقرير الألماني بأنه موكب مهيب ومشهد رائع لملوك وملكات مصر. وذكر التقرير التلفزيوني أن مصر حولت عملية النقل إلى موكب أسطوري عريق على النماذج القديمة، حيث تم نقل الملوك القدامى إلى مستقرهم الأخير بشرف كبير.

وتابع التقرير قائلًا: “العالم تابع بشغف العرض الذهبي للفراعنة”، حيث تحركت السيارات التي يرافقها طابور من الشرطة على ممشى بطول سبعة كيلومترات من كورنيش النيل. واستطرد التقرير قائلًا: “تم بث العرض الذي استمر حوالي 40 دقيقة على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون الذي تابعها العالم بشغف كبير”.

“على متن عربات باهظة وعلى إيقاع الموسيقى الحية التي عزفتها أوركسترا عظيمة، بدأ موكب نقل 22 مومياء من ملوك وملكات مصر القديمة في عرض في القاهرة بعد ظهر أمس السبت، في موكب فرعوني مهيب وغير مسبوق”، هكذا وصفت الحدث صحيفة “الباييس” الإسبانية.

حدث فريد

وسلطت وسائل الإعلام الصينية، الأحد، الضوء على الرحلة الذهبية، واصفة إياها بـ”الموكب الأسطوري الفريد”. وتناولت شبكة تليفزيون الصين الدولية (سي جي تي إن) ووكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في تغطياتها الإخبارية، تفاصيل الرحلة الذهبية وافتتاح متحف الحضارة المقر الأخير للمومياوات، وذلك تحت عناوين “تفاصيل الرحلة الأخيرة لمومياوات 22 من ملوك وملكات الفراعنة”، “السيسي يعطى إشارة انطلاق موكب المومياوات الملكية الفرعونية إلى متحف الحضارة المصرية”، “السيسي يفتتح المتحف القومى للحضارة المصرية”.

وذكرت وسائل الإعلام الصينية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، استقبل مساء السبت، 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة في مكان عرضها الأخير بالمتحف القومي للحضارة المصرية في ضاحية الفسطاط جنوب القاهرة، وأنه تم نقل المومياوات من موقعها في ميدان التحرير بوسط القاهرة لمتحف الحضارة في موكب أسطوري فريد، قادته مومياء الملك سقنن رع، الذي قاد الحرب ضد الهكسوس.

ونوه الإعلام الصيني بأن حفل استقبال المومياوات تم بحضور المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أودري أزولاي، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، وأنه قبل نقل المومياوات، أطلقت مصر حملة دولية للترويج للحدث، تضمنت إنتاج فيلم بمشاركة عدد من الفنانين المصريين، وترجمته إلى 14 لغة مختلفة، من ضمنها الصينية والإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والإيطالية والإسبانية والسويدية والهولندية وغيرها.

ربما يعجبك أيضا