بدء التشغيل التجاري لـ«براكة».. الإمارات تدشن عصرًا جديدًا للطاقة النظيفة

محمود طلعت

محمود طلعت

تسطر دولة الإمارات الإنجاز تلو الآخر وعلى كافة المستويات، لتغدو بخطى سريعة وواثقة نحو التنمية المستدامة التي ينشدها عيال زايد وبما يخدم البشرية جمعاء.

وفي أول أيام «عام الخمسين»، حققت الإمارات إنجازًا جديدًا بإعلان مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بدء التشغيل التجاري لـ«براكة» أولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي.

مواصلة الطموح والريادة

ويعكس هذا الإنجاز الاستعداد التام للمرحلة المقبلة من مسيرة الإمارات التنموية، التي تستوجب شحذ الهمم وتسخير الجهود، والطاقات، وإطلاق المبادرات والمشاريع الطموحة لمواصلة مسيرة الإنجازات الداعمة لريادة الإمارات عالميًا.

edd22a3d 273a 4fc3 a237 092aa80fcba0

ويعد بدء التشغيل التجاري بأولى محطات براكة، إنجاز كبير لمسيرة الإمارات، خاصة في مجال التحول نحو الطاقة الصديقة للبيئة، وأن هذا النجاح سيوفر الكهرباء دون انبعاثات كربونية على مدار الساعة، وهي خطوة كبيرة ومهمة لاستدامة الطاقة وتنوعها وأمنها لعقود مقبلة

وجاء بدء التشغيل التجاري للمحطة الأولى في «براكة» بعد اجتيازها مجموعة من الاختبارات والتقييمات الشاملة التي تمت بإشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والتي أجرت حتى الآن 312 عملية تفتيش منذ بدء تطوير مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية.

الطاقة المتـجددة والنظيـفة

الإمارات تعد من الدول الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، والسباقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية بما يدعم التنمية المستدامة.

وأطلقت الإمارات استراتيجية الطاقة 2050 تستهدف مزيجًا من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، وخفض الاعتماد على مصادر الوقود الأخرى على مدار العقود الثلاثة المقبلة.

وتعد الطاقة النووية الخيار الأمثل لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة، تسهم محطات «براكة»، في تلبية احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية، ودعم أهدف التنمية المستدامة، باعتبار الطاقة المتجددة ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة، ما يجعلها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية للدولة.

ومنذ إصدارها رخصة التشغيل في فبراير 2020 للوحدة الأولى في محطة «براكة» واصلت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية مهامها الرقابية في مرحلة تحميل الوقود ومختلف الاختبارات التي أجريت والتي شملت مرحلة التشغيل الاعتيادية وربط الوحدة بشبكة الكهرباء المحلية وصولاً لمرحلة التشغيل التجاري الكامل.

ازدهار اقتصادي مســتدام

وبهذه المناسبة، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإنجاز الكبير الذي تحقق في محطات «براكة» للطاقة النووية السلمية يأتي ضمن خارطة طريق بعيدة المدى لدولة الإمارات ورؤية وطنية مستقبلية طموحة، لتحقيق ازدهار اقتصادي مستدام.

وقال إن البرنامج النووي السلمي الإماراتي الذي تديره الكفاءات الإماراتية المتخصصة والمؤهلة إلى جنب الخبرات العالمية سيسهم في إحداث نقلة نوعية كبيرة في قطاع الطاقة في الدولة، مشيرًا إلى أن العمل في البرنامج يشكل نموذجًا عالميًا ورياديًا في التعاون الدولي الوثيق في مثل هذه المشاريع الحيوية.

رؤية قياديـــــــة حكيـــــمة

إن النجاحات المتواصلة التي تحققها دولة الإمارات على صعيد قطاع الطاقة النووية السلمية، تأتي بفضل الرؤية الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ولذلك يمكن التأكيد على أن دولة الإمارات وبتوجيهات قيادتها الرشيدة ماضية في ترسيخ دورها الريادي في قطاع الطاقة الصديقة للبيئة على مستوى العالم، ولم تثنها التحديات التي واجهت العالم أجمع عن مواصلة إنجاز المشاريع التاريخية، سيرا على نهج الآباء المؤسسين وطموحاتهم، الأمر الذي جعل من الدولة نموذجا في تنويع مصادر الطاقة، والاعتماد على مصادر الطاقة الصديقة للبيئة على المستوى العالمي.

وتعد محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بأبوظبي إحدى أكبر مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم وتضم أربعة مفاعلات متطابقة من طراز  APR1400.

قـطاع الطاقة في الإمارات

من جهته قال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة «اليوم وعلى أرض براكة في منطقة الظفرة، تحققت نقلة كبيرة في قطاع الطاقة في دولة الإمارات، بسواعد أبنائنا من الكفاءات الإماراتية المتخصصة التي عملت بدأب إلى جانب الخبرات العالمية، وتمكنت من تطوير قطاع علمي جديد تنهل منه الأجيال الحالية والقادمة، وهو ما يؤكد على صواب نهج دولتنا في التركيز على الاستثمار في الإنسان».

وأضاف «اثقون من سداد الرأي وعمق الرؤية والمقدرة المتميزة على استشراف المستقبل، وهو ما يضمن سير دولتنا بثبات نحو تبوء المراكز الحضارية المتقدمة على الخريطة العالمية.. ونثق أكثر في بناتنا وأبنائنا الذين هم ضمانة المستقبل المستدام في كافة القطاعات، ومن بينها قطاع الطاقة الصديقة للبيئة».

158701162 1896521087169579 6643352280079948794 o 670x1024 1

من جهته أكد كريستر فيكتورسن المدير العام للهيئة الاتحادية للرقابة النووية أن التشغيل التجاري للوحدة الأولى لمحطة براكة للطاقة النووية السلمية يأتي تكليلاً لجهود كبيرة بذلت على مدار 12 عامًا الماضية منذ تأسيس برنامج الإمارات للطاقة النووية.

وأضاف: «تفتخر الهيئة بوجود خبراء إماراتيين في الطاقة النووية والذين لعبوا دورًا حيويًا في ترخيص المحطة منذ البداية مثل المشاركة في العمليات التفتيشية التي تغطى الأمان النووي، والأمن النووي وحظر الانتشار النووي».

ربما يعجبك أيضا