مركز الإنذار المبكر: العثمانية الجديدة.. كيف انقلبت السياسة التركية في الشرق الأوسط على أعقابها؟

يوسف بنده

رؤية

وفق تقرير نشره مركز الإنذار المبكر؛ يستخدم مصطلح العثمانية الجديدة لوصف العلاقات السياسية الخارجية لتركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية. إلا أن الفضل في ظهور هذا المصطلح ربما يعود إلى حقبة السياسي التركي الشهير تورغوت أوزال، وعلى الرغم من أن كثيرًا من الآراء تذهب إلى تجربة أوزال في الحكم كانت البداية لظهور ما عُرف فيما بعد بالنزعة “العثمانية الجديدة”.

إلا أن التركيز على الإسلام كمكون رئيسي للهوية الوطنية التركية لم يظهر فقط مع أوزال أو النخب الجديدة ذات التوجه الإسلامي، بل فى الواقع كان قبل ذلك. ففي أعقاب الانقلاب العسكري فى سبتمبر 1980 بقيادة الجنرال كنعان إيفرين؛ حين دعت النخب العسكرية التركية إلى ما كان يسمي بالمركب الإسلامي  التركي Türk-İslam sentezi، الذي يهدف إلى الجمع بين الإسلام السني والقومية التركية، ويركز الجانب الرئيس من هذه الأيدلوجيا في صهر الإسلام والروح التركية والحداثة في كيان واحد. وبناء على ذلك جمع كل من يعيش في تركيا تحت سقف واحد.

ومع توالي ثورات الربيع العربي، بدأت تركيا تواصل بنجاح سياسة إحياء العثمانية الجديدة من خلال استراتيجية إسقاط الانظمة العربية القائمة واستبدالها بأنظمة أخرى يهيمن عليها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين المرتبط بإسطنبول، والانتقال من ثم لإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية. واستبدلت تركيا شعار “سلام في الوطن، سلام في العالم” بشعارات من قبيل أن الشأن السوري أو المصري هو شأن تركي.

لقد كانت تركيا جاهزة لدخول تلك الحلبة الجيوسياسية التي أدارت لها ظهرها منذ تأسيس الجمهورية عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، إلا أن الانتفاضات العربية شكلت تحدياً حقيقياً للسياسة الخارجية التركية التي تقوم على مبدأ تصفير المشاكل مع جيرانها وكان التحدي الأهم الذي تواجهه تركيا هو تحديد دورها في النظام العربى الجديد كقوة ناعمة اقليمية والتي تراجعت إلى استخدام القوة الصلبة، علاوة على ذلك جعلت تلك الانتفاضات العربية تركيا تواجه معضلة المواءمة بين القيم الأخلاقية التي تنادي بها وتسعى لتحقيقها في المنطقة العربية وبين المصالح الذاتية والأمن القومي.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا