التطبيع أو الإحلال.. بكين تضغط على الماركات العالمية ضد الإيغور

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

تتعرض العلامات التجارية العالمية مثل “إتش أند إم” و”نايكي” و”أديداس” لحملة ضغط من جانب الحكومة الصينية، بعد أن رفضت استخدام القطن المنتج في إقليم شينغيانغ، بسبب القمع الذي تتعرض له الأقليات والانتهاكات الإنسانية، والاتهامات التي توجّه للسلطات باستغلال الأقليات في الإقليم لزراعة القطن وإنتاجه بالسخرة.

وتواجه بالفعل العلامات التجارية الغربية ضغوطاً متزايدة مع طرح منتجات من منافسين محليين عالية الجودة ويبيعونها من خلال التسويق الذكي لمجموعة من الشباب الذين تتزايد لديهم النزعة الوطنية، مع انتشار مصطلح “جوتشاو” أو “الموضة الصينية”، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

استغلال قسري

اتهم تقرير أصدرته لجنة حقوق الإنسان التابعة لحزب المحافظين البريطاني علامات تجارية عالمية، مثل «أبل» و«بي إم دبليو»، بالحصول على إمدادات من مصانع تستغل مسلمين من الإيغور في العمل القسري.

وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قال التقرير، إن «عشرات الآلاف من مسلمي الإيغور قد تم نقلهم في السنوات الخمس الماضية إلى مصانع موجودة في جميع أنحاء الصين، تعد جزءاً من سلاسل التوريد لعلامات تجارية العالمية الكبرى، وقد أجبر أولئك الأشخاص على العمل بالسخرة».

وأوضح التقرير، أن من ضمن هذه العلامات التجارية، التي يبلغ عددها نحو 83، كلاً من «أبل» و«بي إم دبليو»، و«هواوي» و«نايكي» و«سامسونغ» و«سوني» و«فولكس فاغن».

وقال التقرير، إن لجنة حقوق الإنسان «تشعر بقلق بالغ من انتشار ممارسات العبودية الحديثة في سلاسل التوريد للعلامات التجارية البريطانية والدولية الكبرى».

وقال متحدث باسم «بي إم دبليو»، «للأسف، لم تتصل بنا لجنة حماية حقوق الإنسان قبل كتابة تقريرهم؛ ولذا فإننا لا نعلم شيئاً بشأن الادعاء الذي يشيرون إليه». وأضاف «ومع ذلك، من حيث المبدأ، تلزم مجموعة (بي إم دبليو) تعاقدياً جميع موردي الدرجة الأولى (المباشرين) بالامتثال لحقوق الإنسان وبمعايير العمل والمعايير الاجتماعية الأساسية. ويجب أن يلزم هؤلاء الموردون مورديهم الفرعيين بهذه المعايير أيضاً».

ومن جهتها، قالت متحدثة باسم «فولكس فاغن»، إنه لا توجد منتجات معروضة للبيع في أوروبا مصنوعة في الصين، مضيفة «نحن نؤكد أن مبادئنا تقوم على احترام الأقليات، والالتزام بمعايير العمل».

كما عبرت «نايكي» عن قلقها بشأن هذه التقارير، مؤكدة أن قواعد التعامل مع الشركة تحظر استخدام أي نوع من أنواع العمل القسري أو الاستعبادي.

وقالت متحدثة باسم «أبل»، «الشركة لا تتسامح مطلقاً مع العمل القسري».

وانتقدت دول ومنظمات غربية مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، سياسات الصين مع مسلمي الإيغور في شينجيانغ.

وسبق أن أكدت الأمم المتحدة، أن الصين تحتجز أكثر من مليون فرد من الإيغور منذ عام 2017، في معسكرات «مكافحة الإرهاب»، لكن بكين نفت ذلك، قائلة إنها تحتجز «بعض المتشددين دينيا»، بغرض «إعادة تأهيلهم».

مقاطعة

وانطلقت الهجمات عندما نشرت رابطة الشباب التابعة للحزب الحاكم بيان لـ “آيتش أند أم” الأربعاء الماضي، مما دعا التلفزيون الحكومي إلى مقاطعة شركة التجزئة السويدية. انتقدت وسائل الإعلام الرسمية شركات “نايكي” و”أديداس” و”يونيكلو” و”باربوري” التي أعربت عن قلقها بشأن تقارير العمل القسري في شينجيانغ.

جاء ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا في الـ 22 مارس-آذار عقوبات مالية وأخرى بتقييد السفر بحق أربعة مسؤولين صينيين متهمين بارتكاب انتهاكات. وردت بكين بإعلان عقوبات مماثلة ضد المسؤولين والمشرعين والباحثين الأوروبيين والبريطانيين.

اختفت سلع “آيتش أند أم” من منصات التجارة الإلكترونية الصينية الرئيسية لكن هذا الاثنين، لا تزال باقي العلامات التجارية الأخرى متاحة. اختفت تطبيقات الهواتف الذكية لـ”آيتش أند أم” و”أديداس” و”نايكي” يوم الإثنين من متاجر التطبيقات الصينية الكبرى.

وغالبا ما يضغط الحزب الشيوعي على الملابس الأجنبية والسفر والعلامات التجارية الأخرى بسبب مواقف الحكومات الأجنبية أو لإجبارها على تبني مواقف بكين بشأن تايوان والتبت والقضايا الحساسة الأخرى.

وتم احتجاز أكثر من مليون شخص من الإيغور وغيرهم من الأقليات العرقية ذات الأغلبية المسلمة في معسكرات في شينجيانغ في شمال غرب الصين، وفقا لحكومات وباحثين أجانب. وقد تمّ توجيه اتهامات للسلطات بفرض العمل القسري وتدابير قسرية لتحديد النسل.

وترفض الحكومة الصينية الاتهامات الخاصة بالانتهاكات جملة وتفصيلا وتؤكد أن تلك المعسكرات مخصصة للتدريب على الوظائف لدعم التنمية الاقتصادية ومحاربة التطرف الإسلامي. المتحدث باسم حكومة شينجيانغ شو جويشيانغ أوضح أن “آيتش أند أم” يجب أن “تنظر في هذا الأمر بجدية”.

ربما يعجبك أيضا