خرق إيراني بأجهزة طرد.. وأنباء عن «عمل تخريبي» بمنشأة نطنز

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

ساعات قليلة بعد إعلان طهران بأنها تشغيل أجهزة طرد مركزي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر، كشف متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن حادث في شبكة الكهرباء بمنشأة نطنز “دون سقوط ضحايا” و”تحقيق جارِ” في أسباب الحادث.

ويأتي الحادث بعد ساعات قليلة من إعلان إيران السبت أنها وضعت في الخدمة أجهزة طرد مركزي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر ويُمنع استخدامها بموجب الاتفاق حول النووي الإيراني المبرم في 2015، ما قد يعقّد المحادثات الجارية في فيينا لمحاولة إحياء هذا النص.

إرهاب نووي

أعلنت إيران، اليوم الأحد، عن تعرض مركز تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز النووية لعمل “إرهابي”، من دون أن تذكر طبيعة العمل الإرهابي أو الجهة التي نفذته.

ونقل التلفزيون الإيراني الحكومي عن مدير برنامج إيران النووي المدني وصفه انقطاع الكهرباء عن منشأة نطنز النووية، وسط البلاد، بأنه “إرهاب نووي”.

وأفاد بيان رسمي إيراني أن مصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز تعرض لعمل “إرهابي”، وذلك بعدما أعلنت السلطات في وقت سابق الأحد أن المنشأة شهدت “انقطاعا في التيار الكهربائي” لم يعرف سببه.

وقال رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي في بيان نقله التلفزيون الرسمي إن “إيران، إذ تندد بهذا العمل الذي لا طائل منه، تشدد على ضرورة أن يواجه المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الإرهاب ضد الأنشطة النووية.

 وكانت وكالة رويترز نقلت عن قناة “برس تي في”، في وقت سابق الأحد أن مشكلة في الطاقة الكهربائية وقعت في حادث بمنشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، الواقعة تحت الأرض.

الطاقة الذرية تُحذّر

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قد أشارت، الجمعة، إلى خرق إيراني جديد للاتفاق النووي مع القوى الكبرى في يوم الاجتماع في فيينا لإحياء الاتفاق، وفقاً لتقرير اطلعت عليه وكالة “رويترز” من المُرجّح أن يزيد التوترات مع القوى الغربية.

وتتجنّب الوكالة الدولية للطاقة الذرية القول إنّ إيران انتهكت الاتفاق، لكنّ مثل هذه التقارير لا تصدر عادة إلى الدول الأعضاء إلّا في حالة حدوث انتهاك.

ووفق ما أوردته وكالة “رويترز”، نقلاً عن دبلوماسيين لم تذكر اسميهما؛ فإنّ ما وصفه التقرير يرقى إلى خرق جديد يتعلّق بمخزون إيران من اليورانيوم المُخصّب، وهي مسألة بالغة الحساسية؛ إذ يمكن تخصيب المخزون لإنتاج مواد صالحة للاستخدام في صناعة القنابل النووية.

ووفق التقرير،  فإنّه “في 7 أبريل 2021، تحقّقت الوكالة في محطة تصنيع في أصفهان من أنّ إيران قد أزالت 6 لوحات وقود من مفاعلات طهران، تحتوي على 0.43 كيلوغرام من اليورانيوم المُخصّب وحتى 20 بالمئة من اليورانيوم U-235”.

منشأة نطنز

ومنشأة نطنز، المقامة في الصحراء بمحافظة أصفهان وسط البلاد، هي محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وقال بهروز كمالوندي -المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية- إن الحادث لم يوقع إصابات بشرية أو يتسبب في تلوث إشعاعي، مضيفاً أن «الكهرباء تأثرت في منشأة نطنز». وأكد أن التحقيقات جارية لمعرفة سبب الحادث.

وكان حريق شب بالمنشأة النووية في يوليو الماضي قالت طهران إنه كان محاولة لتخريب البرنامج النووي الإيراني. وفي عام 2010 تم اكتشاف فيروس الكومبيوتر «ستاكسنت» الذي يعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة وإسرائيل طورتاه، وذلك بعد استخدامه لمهاجمة نطنز.

ويأتي الحادث في منشأة نطنز في وقت تحاول فيه طهران وواشنطن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى بعد أن انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه قبل ثلاث سنوات.

وعاود ترامب فرض العقوبات التي سبق رفعها عن طهران، بل فرض المزيد من العقوبات عليها.

ورداً على العقوبات الأميركية، انتهكت إيران كثيراً من القيود التي فرضها الاتفاق. وأبدى البلدان مواقف متشددة في المحادثات غير المباشرة التي جرت في فيينا الأسبوع الماضي بشأن عودة الطرفين إلى الامتثال الكامل للاتفاق.

وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس السبت، التزام بلاده بمنع انتشار الأسلحة النووية بينما كان يشهد تدشين أجهزة طرد مركزي متطورة في نطنز بمناسبة يوم التقنية النووية في إيران.

ربما يعجبك أيضا