الإمارات وإندونيسيا.. شراكة «متينة» لغدٍ مشرق

محمود طلعت

محمود طلعت

تشهد العلاقات الإماراتية الإندونيسية تطورًا متناميًا على كافة المستويات، بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتي البلدين، وأكبر دليل على ذلك تسمية أحد الشوارع الحيوية في إندونيسيا باسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تجسيد واضح لمتانة وقوة العلاقات الثنائية على المستويات الرسمية والشعبية.

وقال وزير الشؤون الرئاسية الإندونيسية -في كلمته بهذه المناسبة- «استجابة لتوجيهات فخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، نعلن تغيير اسم شارع جاكرتا-تشيكامبيك ليصبح شارع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وذلك بدءا من اليوم».

علاقات متينة

وترتبط قيادة البلدين بعلاقات متينة تعكسها الاتصالات المستمرة والزيارات المتبادلة وكان من نتيجة ذلك أن شهدت العلاقات الإماراتية الإندونيسية تطورا مستمرا.

ومثلت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إندونيسيا في يوليو 2019 علامة فارقة ونقطة تحول هامة في مسيرة علاقة البلدين التي أصبحت حاليا شراكة استراتيجية.

image 1 13

وسيدخل التعاون الثنائي مرحلة جديدة وآفاقا أرحب لبناء شراكة استراتيجية تتيح الاستفادة من المقومات والفرص العديدة المتوفرة لدى البلدين في مختلف القطاعات.

وشهد العام الجاري وضع حجر أساس مسجد الشيخ زايد بمدينة «سولو» بإقليم جاوا الوسطى مسقط رأس الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو.

في المقابل وجه الشيخ محمد بن زايد، ببناء مسجد في حي السفارات بأبوظبي يحمل اسم الرئيس جوكو ويدودو وإطلاق اسمه على أحد أهم شوارع العاصمة أبوظبي وذلك تقديراً لصداقته المتينة مع دولة الإمارات.

أوجه الاستثمار

تؤمن دولة الإمارات بالأهمية الاستثمارية والاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها إندونيسيا باعتبارها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا ويتوقع لها أن تصبح سابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2030.

وتجاوز التبادل التجاري بين الإمارات وإندونيسيا نحو 16 مليار دولار على مدار 5 سنوات خلال الفترة من عام 2016 وحتى العام 2020.

وقبل أسابيع أعلنت دولة الإمارات عن استثمارها 10 مليارات دولار مع الصندوق السيادي الإندونيسي والتي ستركز على قطاعات استراتيجية في إندونيسيا تساهم في تحقيق التنمية والرخاء لشعبها.

وأهم ما يميز التوجه الراهن للاستثمار الإماراتي في إندونيسيا هو استهداف قطاعات جديدة مثل الطاقة المتجددة والتصنيع الاستراتيجي وإنتاج لقاح فيروس «كوفيد-19» وأجهزة الفحص بالليزر، الزراعة والأمن الغذائي، البنية التحتية، مزارع المانغروف، التعليم الرقمي، السياحة والاقتصاد الإبداعي، الشؤون الدينية وغيرها من المجالات.

مشاريع مشتركة

وتواصل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل مشاريعها الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة بإندونيسيا حيث دشنت بالتعاون مع شركة الكهرباء الإندونيسية أكبر محطة طاقة شمسية عائمة بقدرة 145 ميجاوات في جنوب شرق آسيا.

وتقع المحطة الشمسية في سيراتا غرب جاوة ومنذ توقيع اتفاقية شراء الطاقة في أبوظبي في يناير 2020 يسير المشروع في المسار الصحيح.

وتسهم المشاريع التي تنفذها «مصدر» الشركة الإماراتية الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة عالميا، في توفير خدمات متقدمة وكذلك فرص عمل لأبناء اندونيسيا.

ومؤخرا أبدت «مصدر» اهتمامها بتقديم مشروع طاقة متجددة بسعة 1 جيجاوات في إندونيسيا وستتماشى هذه المبادرة مع هدف الحكومة الإندونيسية لتحقيق 23٪ من الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بحلول عام 2025.

علما الإمارات وإندونيسيا

كما أن هناك بعضا من مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة بالإضافة إلى مشاريع أخرى متجددة يتم تقديمها إلى مصدر من الجانب الإندونيسي.

قطاع السياحة

وتعد السياحة من القطاعات التي توفر فرصا واعدة والمزيد من التعاون بين البلدين نظرا لما تتمتع به البلدان من وجهات سياحية جاذبة لاسيما للاستثمار الإماراتي الذي يمكن أن يوظف قدراته وخبراته لإقامة مشاريع سياحية مميزة في إندونيسيا.

وبشكل عام هناك زيادة ملحوظة في عدد السياح الإماراتيين في إندونيسيا وهناك توقعا أن يزداد هذا العدد بعد عودة الحياة إلى طبيعتها والسماح بالسفر والحركة بعد السيطرة على جائحة «كوفيد-19».

كما ستلعب الرحلات الجوية اليومية التي توفرها «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران» بين الإمارات وإندونيسيا دورًا هامًا في زيادة عدد السياح وتطوير التعاون السياحي.

إضافة إلى المشاريع الواعدة في هذا المجال والتي من بينها مشروع لتطوير السياحة بجزيرة سابانغ أقصى غربي إندونيسيا والتي تبعد 5 ساعات بالطائرة من دولة الإمارات مما يوفر وجهات سياحية جاذبة وقريبة للزائرين من الدولة.

تقارب إنساني

ظلت دولة الإمارات عبر مؤسساتها وجمعياتها الخيرية تقف إلى جانب الشعب الإندونيسي طيلة العقود الماضية خصوصا عند حدوث كوارث طبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات.

كما تنشط المؤسسات الخيرية الإماراتية في تشييد المساجد والمدارس والمرافق الطبية فضلا على كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء وتمثلت آخر هذه المساعدات في الدعم الذي قدمه الهلال الأحمر الإماراتي لآلاف الأسر المتضررة من كارثة الزلزال الذي ضرب إقليم سولاويسي الغربية في يناير 2021.

وعلى الصعيد الصحي تم توقيع مذكرات تفاهم للتعاون في مجال البحوث والتصنيع الدوائي وإنتاج لقاح فيروس «كوفيد-19» وأجهزة الفحص بالليزر.

يبشر المستقبل الإماراتي الإندونيسي بالمزيد من التعاون المشترك نظرا للإمكانيات والقدرات والموارد الطبيعية والبشرية الهائلة التي يتمتع بها البلدان.

ربما يعجبك أيضا