مصدر مطلع لـ«رؤية»: بايدن يميل نحو إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا حله‎

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم

سريعا عادت الولايات المتحدة الأميركية إلى مفاوضاتها مع إيران بشأن برنامجها النووي، عقب اتفاقها الذي وقعته مع الصين.

الصين أيضا دخلت على خط الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بمبادرة تطرح أفكارا تفصيلية حول الدفع بعملية السلام والالتزام بحل الدولتين، عبر الالتزام بالإنصاف والعدالة، وحل القضية الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين، مع دعم عقد مؤتمر دولي ذي مصداقية في حالة نضوج الظروف، والعمل المشترك من أجل تحقيق الأمن الجماعي، وتسريع وتيرة التنمية والتعاون.

ومع الاختلاف الكبير بين الملفين الإيراني والفلسطيني، إلا أن التشابه بينهما كان بالدخول الأميركي أيضا على الخط في إطار الصراع الصيني الأميركي، وهو ما دفع  بوزير الخارجية الصيني وانغ يي بالقول أن بلاده تعتزم دعوة شخصيات فلسطينية وإسرائيلية لإجراء محادثات في بكين، وان كان ذات المؤتمر قد عقد قبل فترة دون تحقيق أي تقدم يذكر، في أيار/ مايو 2013.

مصدر مطلع لـ”رؤية”: أميركا تميل نحو إدارة ملف الصراع لا حله

ومع التعقيدات الكثيرة التي يحملها ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة في ظل الصلف والتعنت الإسرائيلي مع موجة الحكم اليميني الصهيوني المتطرف الذي يمسك بزمام الحكم في إسرائيل، والواقع العربي والإقليمي الضعيف، والانشغال الأميركي بالشأن الداخلي، فقد اعتبر مصدر فلسطيني مطلع فضل عدم ذكر اسمه، أن الاعتقاد الراسخ لدى القيادة الفلسطينية بأن إدارة بايدن والتي تعتبر فترة الحكم الثالثة لإدارة أوباما من حيث النهج السياسي المتبع في المنطقة، تميل أكثر نحو إدارة ملف الصراع لا حله، للأسباب سابقة الذكر.

ويرى الفلسطينيون أن عدم إلزام إسرائيل من قبل الدول العظمى والمجتمع الدولي بوقف الاستيطان والاستيلاء المستمر على الأراضي والممتلكات إضافة إلى الهدم المستمر واليومي للمنشآت في الضفة الغربية المحتلة، هو تنفيذ صامت لصفقة القرن.

يأتي ذلك، في وقت قالت فيه مصادر فلسطينية إن القيادة الفلسطينية غير مرتاحة لتأخر اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس محمود عباس، وإنها كانت تنتظر أن يتم في وقت أقرب من ذلك.

وأضافت المصادر أن الاتصال تأخر، وأن التوقعات كانت عالية نسبياً بأن يبادر بايدن لاتصال يدشن استئناف العلاقات، “لكن واشنطن اختارت التحرك ببطء شديد على طريق استئناف هذه العلاقات، ولا يوجد حتى الآن ترتيب مباشر لمثل هذا الاتصال”.

وتابع المصدر: “لكن بالنسبة لطبيعة العلاقة قياساً مع الإدارة القديمة، يعدّ ما يحدث الآن تقدماً رغم كل شيء”.

وتريد السلطة علاقات ثنائية مع الولايات المتحدة، ليست مبنية على العلاقات مع إسرائيل، وتتطلع إلى إعادة واشنطن افتتاح قنصليتها في القدس الشرقية، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ومرسوم أميركي باعتبار منظمة التحرير شريكاً أساسياً في عملية السلام؛ وليس تنظيماً إرهابياً.

ويدرك الفلسطينيون أن بعض هذه القضايا ستكون رهناً باتصال أو لقاء بين عباس وبايدن، وهو الاتصال الذي تأخر.

ورفض عباس أثناء هذا الوقت تلقي اتصال من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وطلب أن يتصل به الرئيس الأميركي جو بايدن وفق البروتوكول المعمول به، بحسب تقرير سابق لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

ترحيب حذر.. والدفع بالمساعدات عوضا عن استحقاق الحل

رغم ترحّب السلطة الفلسطينية، بما اعتبره سياسة «الخطوة خطوة» التي تقوم بها إدارة الرئيس جو بايدن لاستئناف العلاقات مع الفلسطينيين، وحققت واشنطن جزءاً من ذلك بعد تحويل 15 مليون دولار كمساهمة في مواجهة الموجة الثالثة من فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية، إلا أن مراقبين يرون أن تأخر واشنطن في التحرك اتجاه عملية السلام والدفع بالمساعدات يأتي في إطار تأخير الحل بالمساعدات.

مواقف أميركية إيجابية

وفي مؤشر مهم كان مريحاً في رام الله ويدل على اختلاف نظرة إدارة بايدن للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة الرئيس جو بايدن تعتبر الضفة الغربية أرضاً «محتلة من قبل إسرائيل».

وجاء موقفه في وقت دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى ضمان «المساواة في المعاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بعد الاتصال الهاتفي بين بلينكن وأشكنازي إن وزير الخارجية الأميركي شدد على قناعة الإدارة بأن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بدرجة متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية.

وأضاف أن وزيري الخارجية بحثا خصوصاً في “المساعدة الإنسانية للفلسطينيين” التي استأنفتها إدارة الرئيس جو بايدن بعدما علقها الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتابع أن بلينكن أكد مجدداً دعم الولايات المتحدة الحازم لإسرائيل وأمنها، والتزامه تعزيز جميع جوانب الشراكة الأميركية الإسرائيلية. كما عبر عن دعمه للاتفاقات التي أبرمتها إسرائيل العام الماضي لتطبيع العلاقات مع أربع دول عربية أخرى.

وتعزز دعوة بلينكن لأشكنازي وجود تغيير مهم في نهج الإدارة الأميركية الجديدة في التعامل مع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

ويراهن الفلسطينيون على تغيير جذري في الموقف الأميركي منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى الحكم من أجل ترميم العلاقات ودفع عملية سلام جديدة في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا