عنصرية اللقاحات لن تجعل الدول الغنية في مأمن

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن

لن تكون الدول الغنية في مأمن  من كوفيد19 حتى يصبح العالم كله آمنًا منه، وتظهر هذه الحقيقة الأساسية في أن قومية اللقاح ليست ممارسة غير أخلاقية فحسب، وإنما تأتي بنتائج عكسية أيضًا. 

وأشارت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، إلى أن الـ700 مليون جرعة من اللقاحات التي تم تسليمها في جميع أنحاء العالم، ذهبت إلى الدول الغنية. وتلقت البلدان الفقيرة 0.2٪ فقط منها.

وقالت الصحيفة: «هذا ما يمكنه أن يفسر النمو المتسارع لفيروس كورونا الذي نشهده بعد أكثر من عام من انتشار الوباء».

الهند تحقق ثاني أعلى إصابات عالمية

وارتفعت الحالات لمدة سبعة أسابيع متتالية، وسجلت الهند وحدها 168 ألف حالة جديدة أمس الاثنين لتصبح ثاني دولة في العالم تسجل أرقاما قياسية للإصابات، ودفع الارتفاع الكبير في عدد الحالات إلى وقف الصادرات من معهد سيروم في الهند، أكبر مصنع في العالم للقاحات كوفيد، مما أثار استياء الحكومات التي تنتظر اللقاح في إفريقيا، وفقًا لصحيفة «الجارديان».

وأكدت الصحيفة إن أداء أفريقيا حتى الآن كان أفضل بكثير مما كان متوقعاً. لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن موجة ثالثة من الفيروس قد تؤثر بشكل كبير على أنظمة الرعاية الصحية المتعثرة في الأساس”.

وتدعو الصحيفة إلى الضغط على شركات الأدوية كي تتبع ما فعلته أسترازينيكا عبر توفير اللقاحات بسعر التكلفة. لكن القضية الرئيسية بحسب الصحيفة تكمن في القدرة على التصنيع.

وتقول إن كوفاكس بدأت في العمل الجدي للمساعدة في زيادة نطاق التصنيع، لكنّ التعقيدات في الإنتاج تعني أن ذلك قد لا يأتي بثماره قبل العام المقبل.

وبحسب الصحيفة، الدول الغنية تتعهد بتسليم الجرعات المتبقية لديها، لكنها لا تحدد متى سيكون ذلك.

وأضافت: «إنهم يخزنون الإمدادات من أجل مواطنيهم بالكامل، ويوفرون كميات إضافية، ولديهم بدائل في متناول اليد في حالة مقاومة اللقاح».

وطالبت الصحيفة بتقديم التزام حقيقي، بدلاً من المخاطرة بأسوأ سيناريو يتم فيه تبديد الجرعات: مخزنة ولكنها غير مستخدمة حتى تثبت أنها زائدة عن الحاجة.

قومية اللقاحات

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن يؤدي استمرار «التوجه الخطير لقومية اللقاحات» ضد فيروس كورونا من قبل الدول الغنية إلى تأخير تعافي الاقتصاد العالمي.

وقال غوتيريش، في تغريدة نشرها مساء الأحد: «في حال استمرار التوجه الخطير لقومية اللقاحات وتخزينها في الدول الغنية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تأخير تعافي الاقتصاد العالمي».

وأضاف غوتيريش: «يجب علينا أن نضمن في أسرع وقت ممكن أن تكون اللقاحات متاحة بأسعار مقبولة لكل الناس. لا يمكننا الانتصار على كوفيد-19 إلا معا».

ومع تزايد عدم المساواة في توزيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم، تمارس مجموعة من أكثر من 50 دولة نامية، بقيادة الهند وجنوب إفريقيا، ضغطاً على منظمة التجارة العالمية لإلغاء جميع حمايات الملكية الفكرية الدولية للمنتجات المرتبطة بالوباء، والتي تشمل براءات اختراع أبحاث اللقاحات، وتصاميم التصنيع والمعرفة التكنولوجية ذات الصلة.

ربما يعجبك أيضا