بين تعليق واستخدام اللقاحات.. هل يتبدد الأمل في النجاة من كورونا؟

كتب – حسام عيد

تضاربات وجدل يتصاعد يومًا تلو الآخر بشأن اللقاحات المتداولة في مختلف أرجاء العالم للوقاية من فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، فوكالات صحية بدول أوروبية أعلنت وقف تناول جرعات لقاح أسترازينيكا البريطاني بسبب ما ينشأ عن من تجلطات دموية، ليخرج بعدها كبير أخصائيي الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي بتأكيده أمن اللقاحات الموجودة آمنة، ليدحض بذلك أيضًا ما قيل عن لقاح جونسون آند جونسون وتسببه هو الآخر في حدوث جلطات دموية، الأمر الذي دفع بدوره عديد من الدول لتعليق استخدامه.

أمور جميعها قد تتسبب في تبديد الأمل شيئًا ما من الخلاص من الجائحة الوبائية التي دخلت موجتها الثالثة العاصفة في بعض دول العالم، بعدما كانت التوقعات إيجابية ومرتفعة مع رواج اللقاحات المضادة لكورونا وتنوعها والبدء في توزيعها منذ بداية العام الجاري.

البعض أرجع تعليق استخدام لقاحات متداولة بعينها مثل أسترازينيكا وجونسون آند جونسون إلى المطامع السياسية بالدرجة الأولى، على اعتبار أن هناك منافسة حتمية بين الدول الكبرى في إنتاج اللقاحات وتوزيعها عالميًا، وآخرون كان تفسيرهم علمي بحت وفقًا للدراسات والأبحاث والمراجعات الطبية ورصد آثار جانبية “ربما تكون نادرة في بعض الأحيان” مصاحبة جراء تناول جرعات تلك اللقاحات.

لقاح أسترازينيكا مشابه في الأساس للقاح جونسون آند جونسون في تقنية الناقلات الفيروسية التي يستخدمها، وحسب التصريحات الأوروبية أدى لقاح أسترازينيكا إلى حدوث حالة واحدة من بين كل 250 ألف حالة وهو رقم قليل للغاية بمقارنته مع أدوية كثيرة ينجم عنها تجلطات، وربما يتوافق السبب إلى الأمور الصحية للحالات التي تتناول أسترازينيكا.

البحث عن بديل أسترازينيكا.. والدنمارك تستبعده نهائيًا!

في الآونة الأخيرة، وجد كل من منظمي الأدوية الأوروبيين والبريطانيين أن هناك صلة بين لقاح أسترازينيكا وجلطات الدم، لكنهم قالوا إن الفوائد لا تزال تفوق المخاطر.

وجرى التطعيم بملايين الجرعات من لقاح “أسترازينيكا” بشكل آمن حول العالم، إلا أن بعض الحكومات حذرت استخدامها من قبل الفئات العمرية لكبار السن كإجراء احترازي لحين حسم الجدل حول حالات الإصابة بجلطات.

وفي ضوء ذلك، رشحت بعض الدول، مثل؛ أستراليا واليونان، بدائل عن استخدام لقاح “أسترازينيكا” لصغار السن، بعد مخاوف من جلطات دم محتملة، في حين أخرت هونج كونج تسلم طلبياتها من اللقاح، أما فرنسا فوجّهت بإعطاء من تلقى جرعة أولى من هذا اللقاح الجرعة الثانية من نوع آخر من التطعيمات.

ومن شأن تطعيم صغار السن بلقاحات بديلة أن يؤخر حملات التطعيم بنحو شهر في أستراليا وفرنسا وبريطانيا، طبقًا لبيانات وتحليلات شركة “إيرفينيتي” بعد تحليل الأرقام من تلك البلدان.

بينما أصبحت الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تسقط لقاح أسترازينيكا من برنامج التطعيمات الخاص بوباء كوفيد-19، وسط مخاوف من آثاره الجانبية الخطيرة.

وأكدت هيئة الصحة الدنماركية في بيان، يوم الأربعاء 14 أبريل 2021، أن هناك صلة بين الآثار الجانبية النادرة والخطيرة وبين اللقاح الذي طورته الشركة البريطانية ضد فيروس كورونا، وسردت مخاطر الإصابة بجلطات الدم والنزيف وانخفاض عدد الصفائح الدموية، وفقاً لما أوردته وكالة “بلومبيرج”.

ومن المقرر أن تعلن النرويج، الجارة الاسكندنافية للدنمارك، والتي أبقت أيضاً على أسترا منذ الشهر الماضي، قرارها الخميس 15 أبريل الجاري.

كما قالت السلطات الدنماركية إن الأشخاص الذين تلقوا بالفعل جرعة أولى من أسترازينيكا، سيُعرض عليهم حقنة ثانية من منتج آخر، مثل فايزر أو مودرنا.

مصير مجهول لـ”جونسون آند جونسون”

وبسبب الأعراض الجانبية ذاتها، فرضت عدة دول في الاتحاد الأوروبي وكذلك دولة جنوب أفريقيا قيودًا على استخدام اللقاح الأمريكي جونسون آند جونسون، وذلك في أعقاب رصد حالات مماثلة بعد تناول جرعات من لقاح “أسترازينيكا”.

وهذا ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى التوصية بتعليق الاستخدام مؤقتا “بدافع الحذر الشديد”، بعدما أكدت وفاة مريض من مضاعفات تجلط الدم ومريض آخر في حالة حرجة، كما أفادت وكالة “بلومبيرج”.

وكانت إدارة الغذاء والدواء قد رصدت ست حالات إصابة من بين أكثر من 6.8 مليون جرعة من اللقاح، وجميعها لسيدات تتراوح أعمارهن بين 18 و48 عاما، وظهرت أعراض الإصابة بعد فترة من 6 إلى 13 يوما من التطعيم.

ورغم تلك التداعيات والأعراض الجانبية، أكد مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، أن لقاح جونسون آند جونسون آمن.

كما خرج البيت الأبيض ليعلق على استخدام جونسون آند جونسون، قائلا:” لن يؤثر بشكل كبير على خطة التطعيم الوطنية”. فهل هذا يرجح كفة الرأي التي أرجعت الصراع والتنافس الشديد بين القوى الكبرى المصنعة للقاحات المضادة لفيروس كورونا وحرصها الشديد على توزيع أكبر حصص ممكنة منه داخليًا وخارجيًا بغض النظر عن ما ثبت طبيًا من تداعيات وأعراض قد تؤدي للوفاة حتى وإن كانت نادرة، إلى المطامع السياسية المنتظر حصدها؟!.

ربما يعجبك أيضا