التخصيب 60%.. تكتيك إيراني للضغط على إدارة بايدن

يوسف بنده

رؤية

بدأت الجولة الثانية من المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1، الخميس الماضي، في فيينا، وتهدف إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وفي المقابل، يجب على طهران العودة إلى كامل التزاماتها بموجب هذا الاتفاق.

وأمس الجمعة، أكد مسؤول بالاتحاد الأوروبي لوكالة رويترز، أن محادثات فيينا ستستمر لعدة أيام ثم تتوقف، وذلك من أجل عودة وفدَيْ إيران والولايات المتحدة إلى بلديهما لإجراء المناقشات الداخلية؛ أجل “تلقّي تعليمات دقيقة”. وبعد ذلك، لم يتضح حتى الآن توقيت بدء المباحثات مجددًا.

وأكد أيضًا  أن القرار الإيراني الأخير برفع مستوى التخصيب إلى 60 في المائة، وكذلك الانفجار الأخير في منشأة نطنز النووية “لن يسهّلا المباحثات”.

التخصيب 60%

كانت إيران قد أعلنت في 13 أبريل/نيسان الحالي، وعقب التفجير الذي وقع في موقع نطنز، عن بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.

أكد علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الأنباء التي أعلنها رئيس البرلمان الإيراني حول إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60 في المائة في منشأة نطنز.

وفي تصريح أدلى به إلى وكالة “تسنيم” للأنباء، أمس الجمعة 16 أبريل/نيسان، أضاف “صالحي” أن التخصيب جارٍ بنسبة 60 في المائة في منشأة نطنز، والآن نملك نحو 9 غرامات منه.

كما لفت رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة و20 في المائة في آن واحد، واصفًا هذا الإجراء بـ”التحول الفني”.

قلق دولي

مساء أمس الجمعة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني: “ما زال من السابق لأوانه التعليق على نتائج المحادثات النووية”، مضيفًا: “تحرك إيران للتخصيب بنسبة 60 في المائة مخالف للاتفاق ولا يخدم القضية النووية”.

كما وصف بايدن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بأنه “مخالف للاتفاق النووي”. وأضاف: “يسعدنا أن إيران وافقت على محادثات غير مباشرة معنا ومع شركائنا حول كيفية المضي قدمًا، وما يتعين علينا القيام به للعودة إلى الاتفاق النووي، هو الاستمرار دون تقديم تنازلات لا نريدها”.

كما شدد بايدن على أنه “في رأيي ما كان يجب أن نغادر الاتفاق النووي إطلاقا، وبالتالي فإن المفاوضات جارية”، وقال حول نتائج جولتي المحادثات في فيينا: “أعتقد أنه من السابق لأوانه الحكم على النتيجة النهائية لهذه المحادثات، لأن الأطراف ما زالت تتفاوض”.

بعد الإعلان عن التخصيب 60%، اعتبرت 3 دول أوروبية هذا الإجراء بأنه خارج إطار الاحتياجات المدنية لطهران، فيما أعلنت السعودية أن هذا الأمر لا يمكن اعتباره برنامجًا مخصصًا للاستخدامات السلمية.

ووصف أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، الأربعاء 14 أبريل/نيسان، عزم إيران البدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بأنه “استفزازي”، وقال إن اتخاذ مثل هذه الخطوة من شأنه التشكيك في جدية طهران في المحادثات النووية في العاصمة النمساوية فيينا.

وردًا على المخاوف الأوروبية والأميركية بشأن رفع التخصيب بنسبة 60 في المائة في إيران، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: “إذا أردنا أن نقوم برفع نسبة التخصيب إلى 90 في المائة اليوم، سنفعل ذلك”، مشددًا على أن البرنامج النووي للبلاد “سلمي”.

تكتيك للضغط

هدف طهران من العودة إلى طاولة المفاوضات، هو رفع العقوبات عن كاهلها. وهدف واشنطن هو تراجع طهران عن خرقها للاتفاق النووي، فيما يسمى سياسة خفض الالتزام النووي التي اتبعتها طهران للضغط على المجتمع الدولي. ولذلك يأتي تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% للضغط أكثر على المفاوضين الغربيين؛ لتلبية رغبات إيران في رفع أكبر قدر من العقوبات.

ولهذا، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي: يجب على الجانب الغربي أن يعد قائمة بالعقوبات التي من المتوقع رفعها، وبدون هذه القائمة لن يكون هناك تقدم في المفاوضات.

وأضاف: “عليهم رفع كل العقوبات، ونحن بحاجة إلى قائمة العقوبات، وهذا يجب أن يكون عملنا في هذه الجولة من النقاش، لأنه بدون قائمة لا أعتقد أنه يمكننا إحراز تقدم”.

وشدد نائب وزير الخارجية الإيراني على أن قائمة العقوبات يجب أن تشمل أيضًا أطرافًا ثالثة تمت معاقبتهم لتعاونهم مع إيران.

وبحسب “عراقجي”، فإن طهران مستعدة لتقديم قائمة مماثلة بالإجراءات النووية التي يتعين عليها القيام بها.

وقال عن المحادثات: “لا أستطيع أن أقول إنني متفائل، لكنني أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح”.

وكان “عراقجي” قد قال في 10 أبريل إن الولايات المتحدة يجب أن تلغي أكثر من 1500 عقوبة على الأفراد والمؤسسات من أجل العودة إلى الاتفاق النووي.

وسبق أن قالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لإلغاء العقوبات “غير المتوافقة مع الاتفاق النووي” حتى تتمكن إيران من العودة إلى التزاماتها.

وفي صحيفة “جهان صنعت” الإيرانية، قال الخبير في العلاقات الدولية، حسن بهشتي، إن ما قامت به طهران من رفع نسبة التخصيب لا يعد إنجازًا ولا حدثًا غريبًا، بل هو مجرد تكتيك تقدم عليه طهران من أجل تعزيز موقفها في المفاوضات الجارية في فيينا.

وعن مدى نجاح المفاوضات من عدمها قال بهشتي بور: إن ذلك يرتبط بموقف المرشد ورأيه النهائي حول الموضوع، مندهشًا من فرح وسرور رئيس البرلمان من رفع نسبة التخصيب، وأكد أن رفع أو خفض نسبة التخصيب ليس إنجازًا جديدًا لكي يطرب له رئيس البرلمان.

ربما يعجبك أيضا