بعد انسداد المشهد السياسي الإسرائيلي.. الاحتلال يوجه ضربات خاطفة لغزة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لليوم الثاني على التوالي تشن طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة المحاصر بزعم الرد على إطلاق صواريخ انطلقت من غزة نحو الغلاف.

غزة تحت القصف

قصف ليلي مع موعد السحور امتد من رفح جنوب القطاع مرورا بمخيم البريج وسط المدينة، وصولا إلى الغرب، غير آبه بحرمة شهر رمضان الكريم، ولا عابئ بمآلات القصف المتوالي على منطقة مكتظة كقطاع غزة، الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني وخاض ثلاث حروب مع الاحتلال بين عامي 2008 و2014.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فقد قصف الاحتلال بعدة صواريخ موقعاً للمقاومة غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما قصفت طائرات الاحتلال بصاروخين على الأقل أرضاً زراعية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وجنوب مدينة غزة قصفت طائرات الاستطلاع بصاروخ واحد على الأقل موقعاً للمقاومة، ثم أغارت الطائرات الحربية على نفس المكان بصاروخ واحد على الأقل.

إصابات بالمواطنين وأضرارا بمنازلهم

قصف أوقع إصابات بالمواطنين وأضرارا جسيمة بمنازلهم، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي، عبر الوسطاء الدوليين وبشكل مباشر عبر وسائل الإعلام، أن كل محاولات للتشويش على سير العملية الانتخابية، وملفات أخرى لن تنجح، وأنه لن يمكن القبول بأي وسيلة من وسائل الضغط على الشعب الفلسطيني في أي ملف من الملفات.

وكشفت الفصائل الفلسطينية أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار الاعتداءات على الفلسطينيين، وأنها سترد في المكان والزمان المناسبين.

مزاعم إسرائيلية

في المقابل أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر بيان رسمي له على حساب تويتر: أن طائراته الحربية شنت عدة غارات على مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، على حد زعمه.

وبحسب بيان الاحتلال الإسرائيلي، فإن الغارات طالت منشأة تدريب وموقع إطلاق صواريخ مضادة للطيران قيد التطوير، ومصنعا يستخدم لإنتاج الخرسانة لحفر الأنفاق وتخزين الأسلحة ونفقا هجوميا، وكل ذلك بحسب مزاعم الاحتلال.

بينما قالت مصادر فلسطينية إن الهجمات الإسرائيلية استهدفت مواقع رصد وتدريب تابعة للجناح العسكري لحركة حماس إضافة إلى أراضي زراعية في جنوب ووسط القطاع.

وقبلها بيوم شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات على مواقع في قطاع غزة، حيث زعم جيش الاحتلال أنها جاءت ردا على إطلاق صاروخ من القطاع باتجاه المستوطنات القريبة من غزة، سقطت في منطقة غير مأهولة ولم تخلف ضحايا أو خسائر، على حد زعمه.

اعتداءات إسرائيل على الضفة والقدس المحتلة

ويرى المراقبون أن عملية إطلاق الصواريخ من غزة رسالة غضب فلسطيني على استمرار اعتداءات العدو بالضفة والقدس المحتلة، ورسالة واضحة بأن الانتخابات ستجرى بالقدس في موعدها مهما حاول العدو منعها.

ويعكس القصف المتبادل حالة التوتر على الحدود في ظل استمرار العدو الصهيوني على تنفيذ اعتداءاته في القدس والضفة، واستمراره في حصار غزة.

الاعتداء على المصلين في القدس

وتقوم قوات الاحتلال ومنذ بداية شهر رمضان بالاعتداء على المواطنين الخارجين من المسجد الأقصى المبارك قرب بابي العامود والزاهرة بشكل يومي.

وقالت مصادر محلية وجمعية الهلال الأحمر إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت والرصاص المطاطي ضد جموع المصلين، وإنها اعتقلت عددا منهم، وأصابت آخرين، حيث نقلت طواقم الجمعية 6 مصابين إلى المستشفيات، واصفة إصابة 4 منهم بالمتوسطة، بحسب الوكالة الفلسطينية الرسمية.

تحذيرات فلسطينية

وحذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني أحمد التميمي من عواقب تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها في مدينة القدس المحتلة .

وقال التميمي في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن الاعتداء على المصلين ليلا ونهارا في المسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان الفضيل يمس بشكل خطير بحرية العبادة وبحرمة المسجد الأقصى .

محاولة لصب من الزيت على برميل البارود

وذّكر التميمي هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأن شعارات حرية العبادة وحق الشعوب في تقرير مصيرها وحفظ حقوق الإنسان تنطبق على الفلسطينيين أيضا، ولا يجوز أن يتم التعامل معها بشكل انتقائي، والكيل بمكيالين، عندما يتعلق الأمر بكيان الاحتلال الإسرائيلي.

بين احتقان ملفات المنطقة التي أصبحت على صفيح ساخن وانسداد المشهد السياسي الإسرائيلي، تبدو غارات الاحتلال على القطاع محاولة لصب من الزيت على برميل البارود الذي باتت المنطقة تربض عليه.   

ربما يعجبك أيضا