أزمة سد النهضة.. تحرك دبلوماسي مصري لجمع التأييد الأفريقي

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – بدأت مصر مرحلة جديدة لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، من خلال لقاءات مع عدد من الدول الأفريقية ذات التأثير الكبير في القارة السمراء، لشرح تطورات الأزمة والموقف المصري في هذا الشأن، والتأكيد على تطلع القاهرة إلى العمل مع الدول والأطراف المعنية لإيجاد حل للأزمة والتوصل لاتفاق، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة.

وفشلت اجتماعات مصر والسودان وإثيوبيا التي عقدت في كينشاسا، يومي 4 و5 أبريل، في التوصل إلى اتفاق حول إعادة المفاوضات بشأن أزمة سد النهضة، إذ رفضت أديس أبابا الاقتراحات التي قدمتها القاهرة والخرطوم، لتنتهي الجولة الجديدة من المفاوضات دون إحراز أي تقدم.

“جولة أفريقية”

وزارة الخارجية المصرية، أعلنت مساء أمس الأحد، وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الكينية نيروبي في مستهل جولة تتضمن عدداً من الدول الأفريقية ، تشمل “كينيا وجزر القُمُر وجنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس”، حاملاً رسائل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أشقائه رؤساء وقادة هذه الدول حول تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري في هذا الشأن.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، أن الجولة تأتي انطلاقاً من حرص مصر على إطلاع دول القارة الأفريقية على حقيقة وضع المفاوضات حول ملف سد النهضة الإثيوبي، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث، وذلك قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية، فضلاً عن التأكيد على ثوابت الموقف المصري الداعي لإطلاق عملية تفاوضية جادة وفعّالة تسفر عن التوصل إلى الاتفاق المنشود.

“مصر وكينيا”

وفي مستهل الجولة، التقى وزير الخارجية اليوم، أوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا، حاملاً رسائل من الرئيس المصري، والتي تضمنت وضع المفاوضات حول سد النهضة والموقف المصري في هذا الصدد، آخذاً في الاعتبار الدور الكيني على الساحة الأفريقية في العديد من المجالات، وفي ضوء عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن ممثلة عن القارة الأفريقية.

وأوضح متحدث وزارة الخارجية، أن الوزير شكري حرص في هذا السياق على استعراض مجريات اجتماعات كينشاسا الأخيرة التي استضافتها جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي شاركت فيها مصر بإرادة سياسية صادقة بهدف الاتفاق على إطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ حقوق الدول الثلاث ويحقق مصالحهم المشتركة.

وأعرب شكري عن تطلع مصر إلى العمل مع الدول والأطراف المعنية لإيجاد حل لهذه الأزمة والتوصل لاتفاق، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة، مشددا على عمق العلاقات المصرية الكينية، مثمناً الإرادة السياسية القائمة لدى الجانبين لتطويرها واستغلال ما تشهده حالياً من زخم.

وأكد وزير الخارجية المصري في بيان عبر صفحة الوزارة بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، اهتمام مصر بدعم المشروعات التنموية في كينيا في المجالات التي تمثل أولوية لدى الجانب الكيني، فضلاً عن الإعراب عن حرص الجانب المصري على دعم الأشقاء في كينيا في شتى المجالات.

“مصر وجزر القمر”

وفي ثاني محطاته، التقى وزير الخارجية، عثمان غزالي رئيس دولة جزر القمر والتي تتمتع حالياً بعضوية هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي، والتي سلم خلال اللقاء رسالة الرئيس المصري، بشأن مفاوضات سد النهضة واستعراض الموقف المصري في هذا الصدد.

وقدم شكري للرئيس القمري عرضاً حول أهم ما دار في اجتماعات كينشاسا الأخيرة، حيث أبرز الإرادة السياسية الصادقة التي تحلت بها مصر خلال الاجتماعات للعمل على إطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، يحفظ حقوق ومصالح الدول الثلاث، فضلاً عن تأكيده تطلع مصر إلى العمل مع مختلف الدول والأطراف المعنية بهدف التوصل إلى حل لهذه القضية على نحو يحول دون المساس بالأمن والاستقرار الإقليمي.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إلى أن المقابلة تطرقت أيضاً إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد وزير الخارجية على اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تجمعها بجزر القمر، معرباً عن تطلع مصر إلى تدعيم هذه العلاقات في شتى المجالات بجانب استشراف مجالات جديدة للتعاون، فضلاً عن مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ربما يعجبك أيضا