إشارات إسرائيلية لإيران.. تطوير «الشبح الجبار» و«نظام البرق»

محمد عبد الدايم

كتب – د. محمد عبدالدايم

بدأت مركز اختبار الطيران التابع لسلاح الجو الإسرائيلي في تجارب تهدف لتطوير خزانات وقود قابلة للفصل أثناء التحليق، بما يساعد على تخفيف حمولة الطائرات المقاتلة وإكمال المهمات دون الحاجة للتزود بالوقود، وهو ما يسمح للطائرات بإكمال مهمات بعيدة المدى، والتحليق لأوقات طويلة.

تأتي هذه التجارب بهدف زيادة قدرات الطائرة المعروفة لوكهيد مارتين إف 35 (F-35) وهي نوع من الطائرات الأمريكية المقاتلة متعددة المهام ذات المقعد الواحد، المعروفة باسم “الشبح”، التي تسمح بالتفوق الجوي والهجوم، لقدرتها على توفير قدرات الحرب الإلكترونية وجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع.

مركز اختبار الطيران (5601) هو السرب الذي يقوم بجميع اختبارات الطيران في سلاح الجو الإسرائيلي ، ويقع مقره في قاعدة تل نوف الكائنة في مدينة رحوفوت جنوبي تل أبيب، ويروج المركز لتجاربه التي تهدف لتطوير خزانات وقود قابلة للفصل بالطائرة (F-35) تحديدا، بما يسمح لها بطلعات جوية “طويلة المسافات”، مع إمكانية الإقامة الطويلة في الجو، لتتمكن من الوصول لأهداف بعيدة ثم العودة إلى قواعدها في إسرائيل بدون التزود بالوقود.

تشارك في التجارب كل من وزارة الدفاع الإسرائيلية وسلاح الجو والصناعات الدفاعية، كما يشارك فرع “الإستراتيجية والدائرة الثالثة”، وهو قسم تابع لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، والذي تم إنشاؤه في عام 2020 كجزء من برنامج “تنوفا” متعدد السنوات لتطوير إمكانيات الجيش الإسرائيلي.

كذلك نقلت مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن التجارب التي تقودها إدارة البحث وتطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية (مابات) وقسم المعدات والصناعات الدفاعية لها أيضًا إمكانات تجارية مستقبلية، مثل الخوذات وأجنحة الطائرات.

2475696 46

صفقة الشبح الجبار

وفقا للمعلومات المنشورة على الموقع الرسمي للشركة الأمريكية “لوكهيد مارتين”، المتخصصة في الصناعات العسكرية، فإن الطائرة (F-35) تمتلك أقوى محرك مقاتل في العالم، وهي طائرة طويلة المدى أسرع من الصوت، حتى مع التسليح الكامل، والتزود بالوقود، مما يمكن الطيارين من تنفيذ مهامهم، والعودة إلى قواعدهم دون انكشاف الطائرة أو التوقف للتزود بالوقود، ويبلغ متوسط مدى طيران الطائرة حوالي 1600 كيلومتر حسب ظروف الطيران ومهام الطائرات ونطاق التسلح، لذلك؛ من المفترض أن تكون تجارب الجيش الإسرائيلي لتطوير فواصل الوقود التي يمكن حذفها قبل الوصول إلى الوجهة متناسبة مع تكوين الطائرة والمواد التي تسمح لها بالمراوغة، مع الحفاظ على جسدها، وفي هذه المرحلة، الأمر يتعلق بالتخطيط ، ولكن وفقًا لمصادر الجيش الإسرائيلي؛ فإن عملية التطوير والإنتاج لن تتجاوز عامين.

منذ 2016 واصلت إسرائيل تدعيم سلاح الجو بطائرات (F-35)، حيث وقعت عقود شراء 50 طائرة من الولايات المتحدة، مما يرفع قدرات إسرائيل من الطائرات الشبحية “الجبارة” إلى 75 طائرة بحلول عام 2024، وكانت إسرائيل قد حصلت العام الماضي على طائرة اختبار من الطراز نفسه، للتمييز بين الطائرات الإسرائيلية والطائرات التي تم بيعها إلى دول أخرى.

رفائيل تحقق تقدما في الصواريخ السرية

ليست التجارب قاصرة على تطوير قدرات الطائرة “الجبارة” فحسب، بل إن مصادر عسكرية إسرائيلية نقلت أن شركة “رفائيل الدفاعية المتقدمة” قد حققت تقدما ملحوظا في تطوير الصواريخ “السرية” التي صنعتها سابقا، بهدف تكييفها لتكون مُلحقة بالطائرة (F-35)، مما يعزز قدراتها الهجومية بشكل فارق.

شركة “رفائيل” هي قسم سابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية، قبل أن تصبح “مؤسسة حكومية مستقلة” تعمل في تطوير الأسلحة والتقنيات العسكرية الإسرائيلية، وتقدم تقنياتها للجيش الإسرائيلي، كما تقوم بتصديرها للخارج، ويغلب على نشاطها الإطار السري.

عملت رفائيل منذ سنوات على تطوير صواريخ جو- جو تستطيع إصابة أهدافها من مدى بعيد، وذلك بعدما طورت الصين منظومة صواريخ قادرة على ضرب طائرات من مسافات بعيدة جدا دون أن تُكتشف الطارة التي أطلقت الصاروخ.

Python 5 press 5 scaled 1

تطوير منظومة الاعتراض برق

على جانب آخر؛ أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق سلسلة تجارب لتطوير نظام “برق”، وهو نظام اعتراض صاروخي بحر- أرض- جو، بهدف تمكينه من اعتراض مدى يصل إلى 150 كيلومتر، ووفقا لهيئة صناعة الطيران، فإنه تم إطلاق 35 تجربة ناجحة على صاروخ الاعتراض من من طراز “برق 8”.

تسعى إسرائيل لتطوير نظام الاعتراض الصاروخي لتوفير “حماية” أكبر لمياهها الاقتصادية، حيث يستجيب المعترض لمجموعة متنوعة من التهديدات مثل الطائرات المقاتلة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار والمروحيات وغيرها.

3165744 46

التفوق على إيران

تتحرك إسرائيل لإجراء تطويرات على الطائرات “الجبارة” (F-35)، كي تحقق أفضلية على الدول الأخرى التي تملك هذا الطراز، كما أن الجيش الإسرائيلي يعطي “إشارات” على قدرة إسرائيل على اختراق مجالات جوية، بخروج طائرة “شبح” مقاتلة من إسرائيل، للقيام بمهمات عسكرية فوق مناطق بعيدة، وتحديدا إيران، حيث من المستهدف أن تستطيع الطائرات المقاتلة الضخمة أن تخترق المجال الجوي الإيراني، لتجمع المعلومات الاستخباراتية.

قلق إسرائيل من حصول طهران على منظومة الصواريخ الصينية؛ دفع شركة رفائيل لتطوير منظومتها الخاصة من الصواريخ السرية التي تُدمج بالطائرات الشبح وتصل إلى مدى بعيد، إلى قلب إيران حتى.

وبخصوص تجارب تطوير منظومة الاعتراض “برق 8″، فإنها على ما يبدو تأتي ردا على التجارب الإيرانية لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، والتي أعلن الحرس الثوري عن إنهائها خلال المرحلة الأخيرة من المناورات التي حملت اسم “الرسول الأعظم”، وشهدت إطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى مضادة للسفن.

ربما يعجبك أيضا