وسط دعوات للتهدئة.. هل يتحول البحر الأسود لساحة مواجهة روسية غربية؟

حسام السبكي

حسام السبكي

توتر جديد، يشهده البحر الأسود، الذي تعتبره روسيا أشبه بـ”ملكية خاصة” لها، في حين تنظر إليه الولايات المتحدة والناتو، بصفته واقعًا ضمن المياه الإقليمية الدولية، وبين هذا وذاك، تسعى تركيا لاستخدام نفوذها وعلاقاتها، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، من أجل تهدئة الأزمة الحالية بين الأطراف سالفة الذكر، في حين تبقى الأزمة الأوكرانية والقرم، عنوانًا عريضًا لحالة عدم الثقة الحاصلة بين روسيا والغرب في الفترة الأخيرة.

آخر المستجدات

wP1t9e

بالأمس، أعلن أسطول العمليات السادس الأمريكي أن سفينة دوريات “هاميلتون” التابعة لخفر السواحل الأمريكي بدأت في عبور مضيقي البوسفور والدردنيل في طريقها إلى البحر الأسود، مشيرا إلى أنها ستتعامل أثناء وجودها في البحر الأسود مع سفن دول الناتو وشركاء الولايات المتحدة.

وجاء في بيان للأسطول السادس أن “هاميلتون” أجرت تدريبات مشتركة يوم الاثنين مع سفينتي “روزفلت” و”دونالد كوك” الأمريكيتين اللتين كان من المقرر أن تدخلا مياه البحر الأسود أواسط أبريل، لكن واشنطن قررت في اللحظة الأخيرة عدم توجيههما إلى هناك تجنبا لتصعيد التوتر مع موسكو في المنطقة.

في المقابل، وفي ردٍ سريع، أعلن أسطول البحر الأسود الروسي، الثلاثاء، أن حاملة الصواريخ “موسكو” ستجري رمايات تدريبية في البحر الأسود، تزامنا مع توجه سفينة حربية أمريكية إلى المنطقة.

وأشار بيان عن الأسطول الروسي إلى أن طراد “موسكو” سينفذ جملة من التدريبات البحرية والمناورات المشتركة مع سفن أسطول البحر الأسود ومروحيات تابعة للطيران البحري ووسائل الدفاع الجوي.

وأوضح البيان أن طاقم الطراد سيتدرب على استخدام منظومة الصواريخ الرئيسية التي يحملها الطراد وضرب هدف بحري يحاكي سفينة للعدو المفترض.

وذكر المكتب الإعلامي للأسطول الروسي أن منطقة التدريبات سيتم إغلاقها أمام ملاحة السفن لضمان الأمن هناك.

خلفيات الأزمة

1472189485 2533

على ذكر منطقة البحر الأسود تحديدًا، فقد أثار إعلان موسكو قبل نحو أسبوع، عن نيتها إغلاق أجزاء من البحر الأسود أمام السفن العسكرية وسفن الشحن الأجنبية لمدة ستة أشهر، حفيظة المجتمع الدولي.

وهذه الخطوة في حال دخولها حيز التنفيذ يمكن أن تؤثر على وصول السفن للموانئ الأوكرانية في بحر آزوف الذي يرتبط بالبحر الأسود عبر مضيق كيرتش، عند الطرف الشرقي لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

في غضون ذلك، قالت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدث باسمها نيد برايس في بيان “هذا يمثل تصعيدا آخر بلا مبرر في حملة موسكو المستمرة لتقويض أوكرانيا وزعزعة استقرارها”.

وأضاف أن “هذا التطور مثير للقلق بشكل خاص وسط تقارير موثوقة عن حشد روسيا لقواتها في شبه جزيرة القرم المحتلة وقرب الحدود الأوكرانية الآن إلى مستويات لم نشهدها منذ الغزو الروسي عام 2014”.

بدوره، دعا الاتحاد الأوروبي، روسيا إلى إعادة النظر في قرارها إغلاق جزء من البحر الأسود في منطقة القرم حتى 31 أكتوبر، وتقييد الوصول إلى المجال الجوي فوق منطقة شبه الجزيرة.

وقال المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو: “قرار روسيا بإغلاق مناطق معينة من البحر الأسود حتى 31 أكتوبر، وتقييد الوصول إلى المجال الجوي فوق شبه جزيرة القرم التي تم ضمها بشكل غير قانوني (لا يعترف الاتحاد الأوروبي بالاستفتاء في شبه جزيرة القرم)، هو انتهاك آخر للمعايير الدولية ويزعزع استقرار الوضع في المنطقة، وندعو روسيا إلى إلغاء هذه القرارات”.

تصعيد آخر

غربيًا أيضًا، أفادت صحيفة ” ذا تايمز” البريطانية، قبل نحو 10 أيامًا، ونقلا عن مصادر في الأسطول البحري البريطاني بأن لندن سترسل سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود في مايو المقبل، على خلفية الوضع على الحدود الروسية – الأوكرانية.

وبحسب المصادر فإن إرسال بريطانيا لسفن حربية هو مبادرة تهدف إلى التعبير عن الدعم لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي في المنطقة، على خلفية الوضع على الحدود الروسية – الأوكرانية.

وأوضحت الصحيفة أن بريطانيا سترسل مدمرة وفرقاطة، تابعتين  لمجموعة حاملة الطائرات في البحر الأبيض المتوسط، ​​وستعبران مضيق البوسفور إلى البحر الأسود.

وقالت الصحيفة إن القرار اتخذ دعما لأوكرانيا بعد أن تخلت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق عن التخطيط لإرسال مدمرتين إلى البحر الأسود.

وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا مستعدة لإرسال معدات عسكرية أخرى في حال وجود تهديد لأوكرانيا من جانب روسيا.

دعوة للتهدئة

oglo 2

وبين حالة التصعيد المتبادل، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الجمعة الماضي، إنه من الضروري ضمان بقاء البحر الأسود خاليا من التوترات.

وذكر في الاجتماع الثلاثي مع نظيريه البولندي والروماني: “منطقة البحر الأسود هي موطننا المشترك ويجب أن نتأكد من أن هذه المنطقة بعيدة عن التوترات”.

كما أعرب وزير الخارجية التركي في عن قلقه بشأن التطورات الأخيرة في أوكرانيا والبحر الأسود.

وقال تشاووش أوغلو: “نتمنى استمرار السلام وتخفيف التوتر المتصاعد في البحر الأسود. ندعم وحدة أراضي وسيادة جورجيا وأوكرانيا”.

ربما يعجبك أيضا