لمواجهة نقص الإمدادات.. تعاون وشيك لتوريد الغاز السوري إلى العراق

كتبت – سهام عيد

فيما تسعى بغداد لتأمين احتياجاتها من الطاقة لتشغيل محطات الكهرباء، في محاولة لحل أزمة ضعف ضخ الغاز الإيراني، قبل فصل الصيف إذ ترتفع فيه الأحمال، كشف وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار عن «اتفاق وشيك» لتزيد بلاده بالغاز السوري.

وقال دون التطرق لتفاصيل «هناك اتفاق وشيك مع الجانب السوري لتوريد الغاز السوري إلى العراق»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في بغداد عقده مع نظيره السوري بسام طعمة، اليوم الخميس.

ولفت عبدالجبار إلى أن ملف الغاز تصدر مناقشات الاجتماع المشترك مع الوفد السوري برئاسة وزير النفط والثروات المعدنية السوري بسام طعمة.

يذكر أن العراق قد ألغى في أكتوبر الماضي، عقدا وقعه مع مجموعة تركية بقيادة تباو لتطوير حقل المنصورية الغازي قرب الحدود الإيرانية.

الغاز العراقي

بدأ العراق إنتاج الغاز الطبيعي بالتزامن مع إنتاج النفط وذلك عام 1927، عندما تدفق النفط من حقل «بابا كركر» في كركوك، إلا أن الغاز العراقي المصاحب يهدر دون الاستفادة منه، منذ ذلك الوقت.

وتفيد تقارير، بأن العراق يهدر حوالي 62 بالمئة من إنتاجه من الغاز أي ما يعادل 196000 برميل من النفط الخام يوميا، وفي هذا هدر مالي كبير، وهو كاف لبناء صناعة غاز جديدة بالكامل.

وتشير الإحصائيات، إلى أن احتياطي العراق من الغاز الطبيعي بلغ أكثر من 110 تريليونات قدم مكعب، يحرق منه 700 مليون قدم مكعب، بحسب التقرير، الذي يوضح أن هذه الكمية تهدر حرقا لعدم وجود بنية تحتية ولسوء الإدارة والتخطيط.

في سياق متصل، أعلنت وكالة الأنباء العراقية أن متوسط صادرات النفط الخام من موانئ البصرة بالعراق بلغ 2.7 مليون برميل يوميا في أبريل.

بدوره، قال مدير شركة نفط البصرة العراقية إن إنتاج النفط يتماشى مع اتفاق أوبك+.

التعاون بين العراق وسوريا

أكد وزير النفط والثروات المعدنية السوري بسام طعمة خلال المؤتمر على أهمية التعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

وقال: «إن هناك رؤى مستقبلية للتعاون بين العراق وسوريا».

في هذا الإطار يأتي «الاتفاق الوشيك» مع سوريا على استيراد الغاز، إلى جانب زيارة مرتقبة سيُجريها وزير الكهرباء العراقي ماجد مهدي حنتوش، إلى إيران الأسبوع المقبل، لبحث تداعيات ملف تقليل نسبة الغاز المصدر إلى بغداد، وحسمه.

وحسب المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد موسى، فإن زيارة حنتوش إلى طهران من المفترض أن تُجرى بداية الأسبوع المقبل، حيث «تأتي بتكليف حكومي، وتتمحور في بحث موضوع زيادة إطلاقات الغاز بالنسب المتفق عليها، كون العراق يحتاج إلى 50 مليون متر مكعب يومياً شتاءً، و70 مليون متر مكعب يوميًا صيفًا، لمواجهة زيادة الطلب».

وأضاف المتحدث في تصريحات أمس الأربعاء، أن «الحديث الآن يُجرى عن 20 مليون متر مكعب يزوَد به الجانب العراقي، ولذلك ستكون زيارة الوزير إلى إيران.. لكي تتمكن محطات الإنتاج من إدامة زخم العمل بالنحو الذي يواكب زيادة الطلب وتوفير ساعات الكهرباء».

وتواجه الحكومة العراقية اختبارًا صعبًا في ظل نقص الإمدادات بالطاقة، وأجواء شديدة الحرارة، إذ تراجع تزويد العراق بالغاز الإيراني خلال فصل الشتاء، مما تسبب في أزمة طاقة عمت مناطق البلاد للمرة الأولى منذ سنوات عدة، وجعل الحكومة العراقية تُفكر جدياً بالبحث عن بديل.

وترى بغداد أن استمرار العقوبات الأمريكية على إيران في ظل عدم قدرتها على سداد الديون المتوجبة عليها لطهران والبالغة نحو 6 مليارات دولار، وتعتبر قيمة استيراد الغاز لفترة جاوزت السنة، يصعّب الاعتماد مستقبلاً على الغاز الإيراني، كون رفع العقوبات عن طهران يحتاج فترة طويلة، مما يسبب إحراجًا كبيرًا للدولة العراقية في إدارة ملفات اقتصادية مهمة تعتمد على إنتاج الطاقة الكهربائية.