بعد تسريبات «ظريف».. موسكو غاضبة من طهران

يوسف بنده

رؤية

كشف وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، في تسريبه الصوتي الذي تحدث فيه عن هيمنة العسكريين على قرارات السياسة الخارجية في إيران، عن وجود تعاون بين الحرس الثوري وروسيا لإفشال الاتفاق النووي، وتأكيده على أن السياسة الخارجية لإيران يحددها الحرس الثوري، مشيرا إلى أنه وقبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015 بـستة أشهر، قام المتشددون بخطوات كثيرة لعرقلة الاتفاق، بدأت بسفر سليماني إلى موسكو دون التنسيق مع الخارجية، وانتهت باحتجاز سفينة أمريكية، والهجوم على السفارة السعودية في طهران.

وقد أثار التسريب الصوتي جدلا واسعا داخل وخارج إيران؛ فقد أقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رئيس المركز الرئاسي للدراسات الاستراتيجية حسام الدين آشنا .

يذكر أن مقابلة ظريف، التي تم تسريبها، كانت جزءًا من سلسلة من المقابلات التي أجريت تحت إشراف حسام الدين آشنا. وقد أجراها الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، سعيد ليلاز.

وكانت مقابلة ظريف جزءًا من مقابلات تحت عنوان “خارج الحكومة” تهدف إلى توثيق أداء فترتي حكم حسن روحاني، مشيرًا أنه كان من المقرر نشر “مقتطفات” فقط من هذه المقابلة للجمهور.

وفي هذه المقابلة، تحدث ظريف عن حجم وعمق التدخلات المكثفة للحرس الثوري وقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، في دبلوماسية وسياسة البلاد.

غضب روسي

حسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، أوضح مصدر مطلع أن موقف موسكو فيها قد تغير بعد تسريبات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والتي اتهم فيها روسيا بعرقلة توصل طهران إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2015.

وقال المصدر: إن الوفد الإيراني، برئاسة كبير المفاوضين عباس عراقتشي، صُدِم من الاجتماع الثنائي، الذي جرى الخميس الماضي بين روسيا وأمريكا في العاصمة النمساوية، مضيفاً أن اتصالات ومشاورات أخرى جرت بين الطرفين دون أي تنسيق مع الإيرانيين.

وأوضح أن الانزعاج الروسي لم يقتصر على اللقاء مع الأمريكيين فقط، فقد أبلغت موسكو طهران أن أموالاً إيرانية موجودة في روسيا تبلغ نحو 50 مليار دولار كانت إيران قد حوّلتها إليها قبل فرض العقوبات المصرفية؛ لتكون في مأمن، يجب سحبها أو تحويلها إلى الروبل الروسي، لأنه، حسب القرارات الروسية الأخيرة، فإن موسكو لم تعد تتعامل بالدولار الأمريكي، ولا تستطيع الاحتفاظ بهذا المبلغ من الآن فصاعداً.

وذكر أنه إذا ما لم يتم الاتفاق على رفع العقوبات المصرفية واتصال إيران بنظام «سويفت» الأمريكي، فإن طهران لن تتمكن من سحب هذه الأموال، وستضطر لتحويلها إلى الروبل بالتسعيرة الرسمية الحكومية، مما يعني خسارة نحو 20% من قيمتها، مشيراً إلى أن هناك تخوفاً إيرانياً من أن تبادر الصين إلى خطوة مماثلة، علماً بأن طهران كانت أودعت مبلغاً مشابهاً في بكين.

وأضاف أن هناك تخوفاً جدياً لدى الوفد الإيراني من أن الروس يعدون «طبخة» خلف الكواليس مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأن تضحي موسكو بدعمها لطهران على مذبح قمة بايدن مع الرئيس فلاديمير بوتين.

ربما يعجبك أيضا