برغم المناشدات العربية والدولية.. الاحتلال يصعد في غزة بـ«حارس الأسوار»!

حسام السبكي

حسام السبكي

يواصل الاحتلال الإسرائيلي الليل بالنهار، في غطرسته وعدوانه على الشعب الفلسطيني، غير عابئ بحرمة الشهر الفضيل، ولا المناشدات العربية والدولية، بضبط النفس على الأقل، فضلًا عن رفع يد الطغيان عن كاهل الشعب الفلسطيني الأعزل.

فبعد جريمة حي الشيخ جراح، الجرح الدامي الجديد في قلب الأمة العربية، راح جيش الاحتلال يواصل استفزازاته للمقدسيين في المسجد الأقصى وساحاته، ومنعهم من أداء الصلوات، فضلًا عن الحيلولة دون وصولهم أصلًا إلى المسجد، حتى تم كسر القيود بالقوة والمقاومة بصدور عارية، والذي اختُتم بما تم تسميته عبر مواقع التواصل بـ”اقتحام 28 رمضان”.

وفي غزة، لم يكن الوضع أفضل حالًا، حيث اتخذ الاحتلال القصف الصادر عن القطاع بما دأب الاحتلال نفسه وساساته على تسميتها بـ”الصواريخ العبثية”، التي تأتي بالأساس دعمًا من الغزاويين لذويهم المقدسيين، فراح الاحتلال الغاشم يكيل الضربات الصاروخية والجوية، والتي أوقعت حتى كتابة السطور التالية ما يزيد عن 21 شهيدا، بينهم أطفال.

ولم يكتف الاحتلال بهذا، فقد أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال عن إطلاق عملية عسكرية جديدة، منحها اسم “حارس الأسوار”، ولم يتم الكشف عن تفاصيل أكثر حول ما إذا كانت عملية خاطفة، أم اجتياح كامل للقطاع الذي يقطنه ما يزيد عن مليون ونصف مواطن!.

اشتباكات متجددة

الاشتباكات العنيفة في القدس

مع حلول صبيحة، أمس الإثنين، اندلعت مجدداً مواجهات بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية، على ما أفادت (وكالة الأنباء الفرنسية).

وألقى مئات الفلسطينيين مقذوفات باتجاه قوات الشرطة التي ردت بإطلاق قنابل صوتية في محاولة لتفريقهم، موقعةً إصابات عدة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 275 فلسطينيا أصيبوا في أعمال العنف، نُقل 205 منهم على الأقل إلى المستشفيات وحالة بعضهم حرجة، بينما قالت الشرطة الإسرائيلية إن 12 شرطيا أصيبوا.

واحتشد مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع المستوطنين من الدخول إليه إذ أحيا كيان الاحتلال الإسرائيلي الإثنين ذكرى “يوم توحيد القدس” أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967.

وأفادت “وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)” بأن عشرات الفلسطينيين الموجودين بالمسجد الأقصى أصيبوا صباح الإثنين بالرصاص المطاطي وبالاختناق بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية لباحات المسجد وإغلاقه البوابات المؤدية له.

ونقلت عن شهود عيان أن القوات الإسرائيلية “دفعت بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة الغربية من المسجد الأقصى، ونشرت القناصة في أماكن متفرقة من المسجد وباحاته، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المرابطين”. وأشاروا إلى أن القوات اعتقلت عددا من المصابين لدى محاولة إخراجهم عبر باب الأسباط.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية منعها المستوطنين الذين بدأوا بالتجمع عند حائط البراق القريب، من الدخول إلى الباحات. ويُسمح لليهود بزيارة الموقع خلال أوقات محددة، ولكن تُمنع عليهم الصلاة فيه لتجنب التوترات. ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب رفض الفلسطينيين دخول اليهود إليه، معتبرين هذه الخطوة استفزازا لمشاعرهم.

وشهدت باحات المسجد الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط أكثر من 200 جريح. وأشعل فتيلها بحسب الشرطة الإسرائيلية إلقاء شبان فلسطينيين حجارة وزجاجات فارغة على عناصرها، في حين اتّهم شبّان فلسطينيون قوات الأمن الإسرائيلية بأنّها هي من بادر إلى الاعتداء على مجموعة منهم عند مدخل الأقصى.

هذا وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسجد الأقصى بعد مواجهات أسفرت عن عدد كبير من الإصابات بين صفوف المتظاهرين الفلسطينيين، حسبما ذكر المركز الفلسطيني للإعلام.

وأفاد المركز عبر حسابه على موقع تويتر، أن انسحاب القوات الإسرائيلية جاء بعد تهديد جديد من كتائب القسام، لقوات الاحتلال بانتظار ردًا عنيفًا حال عدم انسحابها من المسجد الأقصى.

والحائط الغربي أو حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع جنوب باحة الأقصى هو آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد، وهو أقدس الأماكن لدى اليهود. وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، عاصمتها “الموحدة”، في حين يتمسك الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة الدولة التي يطمحون لإقامتها. ولم يعترف المجتمع الدولي بضمّ إسرائيل للقدس الشرقية.

غزة.. المقاومة والصمود

صواريخ المقاومة الفلسطينية

وردًا على الإجرام الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية، أعلنت سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إطلاق صواريخ تجاه مدينة تل أبيب وسط إسرائيل.

وقالت السرايا في بيان لها إنها أطلقت عدة صواريخ على تل أبيب، وعددا من الصواريخ وصاروخ بدر 3 على مدينة عسقلان.

وقالت القناة 13 الإسرائيلية إنه تم سقوط وابل من الصواريخ نحو عسقلان، فيما لم ترد معلومات إسرائيلية عن استهداف تل أبيب.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد 7 صواريخ واعتراض أحدها في حين سقطت البقية في مناطق مفتوحة.

فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، البدء بهجمات على أهداف في قطاع غزة، ونقلت محطات التلفزة الإسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي أن العملية قد تستمر عدة أيام.

وشنت طائرات الاحتلال عدة غارات أخرى متفرقة في وسط القطاع، وجنوبه.

وبدأ تحرك جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد جلسة للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت» برئاسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن «الكابينت» أعطى الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي لتنفيذ هجمات قوية في قطاع غزة.

gaza

في غضون ذلك، استشهد 21 فلسطينيا بينهم 9 أطفال، مساء الإثنين، في غارات إسرائيلية على بيت حانون شمال قطاع غزة.

وأوضحت مصادر فلسطينية – وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية – أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بغارتين شرق بيت حانون، وتواصل استهداف أبناء شعب فلسطين في القطاع، ما أدى إلى استشهاد 21 مواطنا بينهم 9 أطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 70 مواطنا.

وأفادت المصادر بأن غارات عنيفة من الطيران الحربي الإسرائيلي استهدفت منازل وممتلكات مدنية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، أُطلق خلالها عشرات الصواريخ والقذائف.

وأكدت المصادر، أن الغارات استهدفت مجموعة من الفلسطينيين ومركبة ودراجة نارية ومنزلين في بيت حانون شمال قطاع غزة، إضافة إلى سقوط قذيفة صاروخية إسرائيلية في ساحة خلف المسجد العمري ببلدة جباليا شمال القطاع، وسقوط قذيفة على منزل لعائلة في منطقة الجرن بالبلدة، واستهداف أرض شرقها.

حارس الأسوار

في إطار التصعيد الإسرائيلي أيضًا، أعلن جيش الاحتلال ، في الساعات الأولى صباح الثلاثاء، إطلاق عملية عسكرية على قطاع غزة تحت اسم “حارس الأسوار”، وشنت طائرات الاحتلال غارات استهدفت محيط ميناء خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وبلغة استفزازية لمشاعر المسلمين، مستعينًا بآية قرآنية كريمة، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فيديو عبر حسابه على تويتر، لغارات إسرائيلية استهدفت “أهدافًا” في قطاع غزة.

وفي وقتٍ سابق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، في تغريدة عبر «تويتر»: “«حارس الأسوار».. هذا هو اسم العملية التي جلبها عدوان حماس علينا. سنحرس الجدران والسماء وندافع عن إسرائيل”.

ربما يعجبك أيضا