بين الرياض وبغداد.. أحاديث عن المصالحة الإيرانية-السعودية

يوسف بنده

رؤية

توجه نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الثلاثاء إلى العراق، في وقت تبذل فيه مساع حثيثة للتقريب بين السعودية وإيران، خاصة مع إيفاد مبعوثين من الجانبين إلى بغداد لأكثر من مرة بهدف مناقشة سبل تحسين علاقاتهما ووضع حد للتوترات.

وقد وصل نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان العراق الثلاثاء في زيارة ذات أهمية كبرى، وتأتي بعدما أوفدت كل من طهران والرياض الخصمين الإقليميين إلى بغداد ولأكثر من مرة، مبعوثين لبحث سبل تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين.

وبحسب تصريحات للرئيس العراقي برهم صالح، فقد سبق وحصلت لقاءات بين السعوديين والإيرانيين في بغداد “أكثر من مرة”.  كما أشار مسؤول عراقي ودبلوماسي في بغداد إلى أن تلك المحادثات تترافق ومحادثات إقليمية على نطاق أوسع.

وحسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، فقد أحيطت الزيارة بالسرية، حرصاً على الترتيبات الأمنية، بينما لم يتضح ما إذا كان المسؤول السعودي سيلتقي في العاصمة العراقية أي وفود من دول إقليمية، بعد إعلان المملكة وطهران رسمياً أنهما أجرتا محادثات استكشافية بوساطة الكاظمي.

ولليوم الثاني على التوالي، تحدث مسؤولون إيرانيون، من دون تحفظ، عن المفاوضات مع السعودية. وأكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن المفاوضات الجارية مع السعودية إيجابية وفتحت «نوافذ الأمل».

وقال ربيعي، في تصريحات أمس: «جرت المفاوضات على مستوى الممثلين الخاصين في الحكومة، وستستمر حتى الوصول إلى نتيجة». وكانت تقارير أخرى أشارت إلى أن قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني هو من التقى وفداً سعودياً استخبارياً في العراق.

وأوضح ربيعي أن جولتين من المحادثات بين البلدين عقدتا حتى الآن. وتابع: «بالإضافة إلى القضايا الثنائية، تمت مناقشة القضايا الإقليمية، لكننا لا نستطيع الخوض في التفاصيل حتى تنتهي المحادثات».

وشدد على أن «نوافذ الأمل فُتحت اليوم لحل الخلافات، وفي بعض الحالات توجد بوادر إيجابية». ولم يذكر ربيعي مزيداً من التفاصيل حول «المؤشرات الإيجابية»، لكنه قال إن «التدخلات غير البناءة من اليمن إلى سورية تسببت في حدوث ارتباك وسوء تفاهم بين دول المنطقة».

وفي مقال رأي بصحيفة “الشرق” الإيرانية، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، جاويد قربان أوغلي، إن إنهاء الأزمة المستمرة بين إيران والسعودية منذ ما يقارب 5 أعوام تعد فرصة لإنهاء النزاعات بين البلدين لاسيما في اليمن، موضحا أن حصول مصالحة مع السعودية في هذا التوقيت يعد مكسبا وإنجازا لحكومة روحاني.

وذكر الكاتب أن تغيير توجه الإدارة الأميركية الحالية مقارنة مع إدارة ترامب، يعد فرصة سانحة لإيران لإبدال الخطاب الأمني بالخطاب والنهج الدبلوماسي والسياسي القائم على التعاون مع دول الجوار.

عودة العراق إلى المحيط العربي

وتهدف زيارة نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، إلى بغداد، أمس، إلى تعزيز مسار التعاون بين بغداد والرياض، في اتجاه دعم جهود حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الرامية إلى إعادة بلاده لمحيطها العربي.

وحسب تقرير قناة سكاي نيوز؛ فإن مؤشرات عودة العراق لعمقه الاستراتيجي العربي تتوالى، الأمر الذي يتفق المراقبون والخبراء في العراق ومختلف الدول العربية على أهميته وضرورته الملحة لمساعدة هذا البلد في مواجهة التحديات الوجودية الكبيرة، التي تعترضه وتهدد وحدته وسلامة أراضيه نتيجة تربصات إقليمية شاخصة ببلاد ما بين النهرين.

وبما يعيد للمنظومة العربية أحد أهم أركانها وبلدانها، فالعراق هو بلد مؤسس للجامعة العربية، وحضوره الضعيف والهزيل في الساحتين العربية والإقليمية، بقدر ما يضعفه كبلد، فإنه يضعف الموقف العربي عامة، بنفس الدرجة كما يرى المراقبون السياسيون.

وفي هذا السياق أتت زيارة نائب وزير الدفاع ونائب رئيس هيئة الصناعات العسكرية السعودي، الأمير  خالد بن سلمان بن عبد العزيز، الثلاثاء، للعاصمة العراقية بغداد، والتي يرى معلقون سياسيون وخبراء أمنيون عراقيون أنها مهمة جدا لرفع مستويات التعاون والتبادل بين الطرفين، لا سيما على الأصعدة الأمنية والعسكرية، فضلا عن ما تحمله من رسائل مفادها بأن الدول العربية مصممة على تطوير علاقاتها مع العراق وملء الفراغ الذي أحدثه الغياب العربي عن هذا البلد، ما أضعف موقفه الإقليمي وجعله محط أطماع وتعديات من قبل قوى إقليمية محيطة به.

وقد توالت في الأسابيع القليلة الماضية، زيارات كبار المسؤولين العراقيين لعدد من الدول العربية المهمة والمركزية، لا سيما الزيارتان المتتابعتان لرئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وما تمخض عنهما من جملة اتفاقيات وتفاهمات متعددة الجوانب سياسيا واقتصاديا وثقافيا.

ربما يعجبك أيضا