ظلم وظلام.. غزة على بعد أيام من انقطاع تام للكهرباء

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

بعد أعنف قصف إسرائيلي منذ حرب 2014، انقطع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة من مدينة غزة وتسبب في أضراراً جسيمة أصابت خط (j4) الناقل للكهرباء من محطة التوليد باتجاه مدينة غزة مرورا بشارع رقم (8) وشارع رقم (10).

وفي غضون يومين سينفد الوقود في غزة لتشغيل محطة توليد الكهرباء، وحذر مسؤولين من أن المنازل والمستشفيات ستغرق في الظلام.

غرق في الظلام

تحصل الأسر في معظم أنحاء القطاع الصغير المحاصر على أربع ساعات فقط من الكهرباء يوميًا بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم مع الاحتلال الإسرائيلي الذي تحصل غزة من خلاله على الوقود.

كما ألحق القتال أضرارا بخطوط الكهرباء الممتدة من المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن خطوط الجهد العالي التي تزود غزة بالكهرباء تضررت إثر القصف وانقطعت عن أكثر من 230 ألف فلسطيني.

ومن المتوقع أن يكون هناك انقطاع تام للتيار الكهربائي، إذا لم يتم جلب وقود جديد إلى القطاع لتشغيل آخر توربينات متبقية في محطة توليد الكهرباء في غزة.

وفقًا لإحصاءات هيئة الطاقة الفلسطينية وشركة توزيع الكهرباء في غزة، فإن الوقود المستخدم حاليًا، والذي تم تحويله بالفعل من الشركات الخاصة، سوف ينفد في غضون يومين فقط.

يقول محمد ثابت، المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في غزة ، إن “كل هذا سيؤثر على الحياة في غزة، خاصة في القطاع الطبي، نحن نتحدث عن آلات غسيل الكلى ومعدات التصوير الطبي وأجهزة التنفس الصناعي ووحدات العناية المركزة، كما سيتأثر قطاع المياه أيضًا، وستتأثر جميع المرافق الحيوية”.

وأكد أن طواقم الشركة ستباشر بإجراء التحويلات اللازمة للخطوط المتضررة تمهيدا لإصلاحها، علما بأن الخطوط تعرضت للعطل وتم إصلاحها أكثر من مرة خلال أيام العدوان.

وتأتي تلك الأضرار وسط أيام من التصعيد الإسرائيلي للعمليات العسكرية على غزة، مقابل إطلاق صواريخ من القطاع على مدن إسرائيلية، وأشار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى أن القتال سيستمر على الرغم من الجهود الدولية للتوسط في وقف إطلاق النار.

ومنذ مساء يوم الإثنين 10 مايو2021 حتى اليوم، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من خلال غارات جوية وبرية وبحرية على مختلف مناطق القطاع، أدت إلى تدمير 90 مبنى، بينها 6 أبراج سكينة، منها 3 أبراج دمرت بالكامل.

على الرغم من المحاولات الغاضبة للتوسط في وقف إطلاق النار من قبل وسطاء دوليين، بما في ذلك المبعوث الأمريكي الذي وصل إلى القدس المحتلة أمس الأحد، لا يبدو أن هناك بوادر أمل.

وعقد مجلس الأمن الدولي وعدا من الدول العربية اجتماعات طارئة يوم الأحد للمطالبة بوقف إراقة دماء المدنيين، لكن في الوقت الحالي لا توجد مؤشرات تذكر على حدوث انفراج، وقال نتنياهو -في خطاب متلفز يوم الأحد- إن الهجمات مستمرة “بكامل قوتها” و”ستستغرق وقتا”.

وفي استعراض للوحدة، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، محاطًا بوزير دفاعه ومنافسه السياسي، بيني غانتس، إن إسرائيل “تريد دفع ثمن باهظ” من حركة حماس التي تحكم غزة.

أحياء خارج الحياة

الآن يتعين على سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة أن يتعاملوا مع انقطاع التيار الكهربائي، يقول شعبان جبارين، من منظمة الحق الفلسطينية الحقوقية: “إن غزة تحتاج إلى حوالي 520 ميغاواط لتزويد القطاع بالطاقة”.

ونقلاً عن إحصاءات سلطة الطاقة الفلسطينية، قال إن غزة تحصل فقط على 45 ميغاواط من الاحتلال بسبب الخطوط المتضررة، و25 ميغاواط من واحد من أربعة توربينات لا تزال تعمل، بكميات أقل من المولدات الخاصة والطاقة الشمسية.

تتطابق الإحصائيات مع تلك التي قدمها ثابت في غزة، بمجرد نفاد الوقود، ستتوقف محطة الطاقة عن العمل تمامًا، قائلا: “معظم غزة لديها بالفعل أربع ساعات فقط من الكهرباء في اليوم وبعضها لا كهرباء على الإطلاق، وهذا لا يؤثر فقط على المنازل، بل سيؤدي إلى نقص المياه، حيث ستتوقف مضخات المياه عن العمل”.

ولطالما كان انقطاع التيار الكهربائي لمدة 8 ساعات في الأقل حدثا يوميا في غزة، ومع عدم عمل محطة الطاقة بقدرة منتظمة زاد انقطاع التيار الكهربائي إلى 12 وأحيانا 15 ساعة يوميا مؤخرا.

ومع أحدث أضرار لخطوط الكهرباء، من المتوقع حدوث مزيد من الانقطاعات.

وتزامن هذا العدوان مع مواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال بالضفة الغربية المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة جراء اعتداءات وحشية ترتكبها قوات الاحتلال ومستوطنيه، منذ 13 أبريل الماضي، في القدس، وخاصة منطقة “باب العمود” والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي “الشيخ جراح”، إثر مساع (إسرائيلية) لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح المقدسي وتسليمها لمستوطنين.

ومنذ مساء الإثنين الماضي، تشن طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، لا تزال مستمرة حتى اللحظة، أسفرت عن استشهاد 197 فلسطينياً من بينهم 58 طفلا و34 سيدة وإصابة 1235 مواطن بجراح مختلفة.

ربما يعجبك أيضا