على خلفية «غزو المهاجرين».. بوادر أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد

محمد عبدالله

رؤية- محمد عبدالله

بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين مدريد والرباط على خلفية استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، التي تدعمها الجزائر للعلاج قبل شهر واحد، وما أعقب ذلك من أمواج من المهاجرين الأفارقة الذين انطلقوا من شواطئ طنجة في اتجاه سواحل جنوب إسبانيا والغضب الإسباني مما أسماه بـ «محاولة لي الذراع» من الجانب المغربي.

بدورها، أفادت السلطات المغربية بأنها ستتحرك لمنع وصول مهاجرين إلى إسبانيا، مؤكدة عودة 2000 مهاجر غير قانوني من المستعمرة الإسبانية في شمال المغرب. كما بدأت الرباط تشديد المراقبة على مداخل الفنيدق شمال البلاد وإعلان حالة الطوارئ فيها.

مهاجرين

عودة 2700 مهاجر

من جهته، أعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غرانده-مارلاسكا، أن إسبانيا أبعدت إلى المغرب 2700 مهاجر دخلوا إلى جيب سبتة. وأشار الوزير في مؤتمر صحافي تلى اجتماع مجلس الوزراء الذي طغى عليه موضوع الأزمة بين إسبانيا والمغرب إلى «عودة (إلى المغرب) 2700 شخص دخلوا في الساعات الأخيرة بطريقة غير شرعية». فيما تتحدث الصحافة الإسبانية عن 5000 من المهاجرين غير القانونيين، دخلوا في يوم واحد إلى مدينة سبتة.

وفي أول شكل من أشكال الاحتجاج الإسباني على الرباط، قالت وسائل إعلام إسبانية إن وزيرة خارجية إسبانيا استدعت سفيرة المغرب في إسبانيا على خلفية ما حدث ويحدث في سبتة . وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية، أعلنت الحكومة الإسبانية أنها على تواصل مع الرباط، حول موجة المهاجرين غير القانونيين.

وأكدت «العربية/ الحدث» أن مهاجرين غير قانونيين قاموا بتنفيذ سباحة جماعية عبر البحر الأبيض المتوسط، لأقل من 100 متر، لتجاوز الحاجز الحدودي البحري بين مدينة الفنيدق المغربية، وبين المستعمرة الإسبانية في شمال المغرب.

بدوره، دعا الحزب الشعبي الإسباني وزير الداخلية إلى تقديم استقالته وطالب حكومة بيدرو سانشيز بالتواصل مع المغرب لإنهاء أزمة اجتياح سبتة.

قلق أوروبي

المفوضية الأوروبية اعتبرت الأمر «مقلقا» وحضت بدورها المغرب على منع العبور «غير القانوني» للمهاجرين. وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، إيلفا جوهانسون إن تدفّق نحو ستة آلاف مهاجر إلى جيب سبتة الإسباني أمر «مقلق» داعيةً المغرب إلى مواصلة منع العبور «غير القانوني» للمهاجرين من أراضيه.

وقالت جوهانسون أمام البرلمان الأوروبي «الأهم الآن هو أن يواصل المغرب التزام منع العبور غير القانوني (للمهاجرين) وأن تتمّ إعادة الأشخاص الذين لا يحقّ لهم البقاء، بشكل منظّم وفعال. الحدود الإسبانية هي حدود أوروبا».

ويجذب جيبا سبتة ومليلة الإسبانيين على الشاطئ الشمالي من المغرب منذ فترة طويلة المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل.

تطورات الأزمة

التوتر الحاصل اليوم بين مدريد والرباط، زادت حدته على ما يبدو على خلفية علاج زعيم جبهة البوليساريو في مدريد، وقتها أصدرت الخارجية المغربية بياناً شديد اللهجة يعبّر عن استياء الرباط من «قرار مدريد قبول غالي بهوية مزيفة بدون إعلام المغرب»، وقالت إن القرار الإسباني «سيكون له تبعات على علاقتهما».

بينما ردّت غونزاليس لايا في تصريحات إذاعية إن قبول غالي في إسبانيا كان بناء على أسباب إنسانية وأعربت عن اعتقادها بأن تدفق المهاجرين «لم يكن انتقاما» بشأن مصير زعيم جبهة البوليساريو، مضيفة أنه «لا يمكن أن أتحدث باسم المغرب، لكن ما قالوه لنا منذ ساعات قليلة مضت هو أن هذا ليس بسبب الخلاف (بشأن غالي)». وشددت غونزاليس لايا بأن «إسبانيا كانت واضحة جدا بشأن القضية. إنها ببساطة مسألة إنسانية».

ربما يعجبك أيضا