مع اقتراب الانتخابات الليبية.. دعوات متجددة لإنهاء التدخل الأجنبي وأمريكا تتدخل

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تقترب الانتخابات في ليبيا والمقرر لها في ديسمبر 2021، ويستمر أيضًا تواجد المرتزقة والتدخل الأجنبي في “أرض المختار” ما يؤثر سلبًا على حالة الاستقرار والسلام والانتعاش الاقتصادي، فيما تجددت الدعوات لإنهاء التواجد الخارجي في ليبيا والتخلص من كابوس المرتزقة، آخر تلك الدعوات، دعوة مجلس السلم والأمن الإفريقي في اجتماعه اليوم حول ليبيا، إلى تنسيق الدعم لجميع أصحاب المصلحة في ليبيا، منددًا بالتدخلات الأجنبية. وأوضح مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، السفير بانكول أديوي، في الكلمة التي ألقاها (عن بُعد) نيابة عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، أنه شدد على توطيد الاستقرار والسلام والانتعاش الاقتصادي.

وأشار السفير أديوي -من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”- إلى أن مجلس السلم والأمن الإفريقي ندد بالتدخل الأجنبي، ودعا إلى خروج المرتزقة من الأراضي الليبية، وأكد جاهزية الاتحاد الإفريقي لتقديم المساعدة الفنية إلى ليبيا في الانتخابات المزمع إجراؤها في ديسمبر 2021.

الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن، يبدو أنها تتجه هي الأخرى للتخلص من المرتزقة ومساعدة الليبيين في هذا الملف، اتضح هذا في زيارة خاطفة أجراها وفد أمريكي رفيع المستوى إلى ليبيا، منذ ساعات، تحمل في ظاهرها رسائل دعم لحكومة الوحدة الوطنية وخارطة الطريق، إلا أنها تركز بالأساس على ملف إخراج المليشيات المسلحة من البلاد. وزار وفد أمريكي برئاسة النائب الأول لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جوي هود، طرابلس، أمس الثلاثاء، حيث التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

إنهاء التدخلات الخارجية

وفي سياق متصل، دعا مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة طاهر السني إلى إنهاء كافة أنواع التدخلات الخارجية في بلاده، وقال السني -بحسب بوابة أفريقيا أمام مجلس الأمن في الجلسة الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية، أمس الثلاثاء- إنه من الضروري استكمال توحيد مؤسسات الدولة وإصلاح المنظومة القضائية في ليبيا وتطويرها، وهذا الأمر يحتاج دعم الحكومة واستقرار البلاد وأهم من ذلك إنهاء كافة أنواع التدخلات الخارجية.

وأضاف: “لقد شهدت ليبيا تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة تمخض عنها سلطة تنفيذية موحدة، انتهت بها أزمة الشرعيات التي كانت لسنوات أحد أهم أسباب الصراع، هذا الواقع السياسي الجديد من أهم أولوياته قيادة البلاد خلال المرحلة التمهيدية حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة نهاية هذا العام”، داعيًا إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي لإنجاح هذه الاستحقاقات حتى نصل بالبلاد إلى الاستقرار، الذي من شأنه أن يساهم في تأصيل قيم الحرية والعدالة وسيادة القانون”.

وتابع “السني”: “الشعب الليبي حريص كل الحرص على بناء الدولة المدنية الحديثة رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وإرساء مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، وهذا لن يتأتى إلا عند تفعيل مسار المصالحة الوطنية الشاملة، والتي تبدأ بالعدالة وإظهار الحقيقة والمصارحة وجبر الضرر”، مبينًا أن هذه الخطوات هي أساس مسار العدالة الانتقالية، وبها فقط نستطيع طي صفحة الماضي المؤلمة والتي عانى فيها الشعب الليبي على مدار عشر سنوات.

الشهر الجاري، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن ليبيا “لم تشهد أي تراجع في عدد المقاتلين الأجانب أو أنشطتهم”، لا سيما في وسط البلاد، وبعد تحسن ساد ليبيا بداية العام الجاري مع تأليف حكومة وحدة وطنية جديدة، عاد الغموض ليطغى على المشهد. فيما حذر خبراء من اضطرابات وقعت أخيرًا من شأنها عرقلة إعادة التوحيد السياسي، وتعريض العملية الانتخابية للخطر.

تحرك أمريكي

لا شك أن التحركات الأخيرة للتخلص من التواجد الأجنبي في ليبيا وإنهاء تواجد المرتزقة، بات مطلبًا ملحًا، بعد متاعب جمة تسببوا فيها في البلد العربي، ومنذ أيام، اقتحمت ميليشيا مسلحة في الغرب فندق كورنثيا بطرابلس الذي يجتمع فيه المجلس الرئاسي الجديد، احتجاجًا على تصريحات وزيرة الخارجية المطالبة بطرد المرتزقة من ليبيا، مما عرض خريطة الطريق إلى خطر استشعرته واشنطن.

زيارة الوفد الأمريكي الأخيرة إلى طرابلس، جاءت بعد أيام من تعيين السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، مبعوثًا أمريكيًا خاصًا إلى البلاد، بالإضافة إلى مهمته كرئيس للبعثة الدبلوماسية، بهدف تعزيز الدعم الدولي لإيجاد حل سياسي وشامل ومتفاوض عليه يقوده الليبيون وتيسره الأمم المتحدة، بحسب بيان سابق للخارجية الأمريكية.

وخلال مؤتمر صحفي جمع الوزيرة مع هود، جددت نجلاء المنقوش مطالبتها بخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادها. وأكدت وزيرة الخارجية الليبية أنها اتفقت مع المسؤول الأمريكي على “ضرورة الحفاظ على بلادها موحدة وخاضعة للسيادة الوطنية، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة” في البلد الذي مزقته سنوات من الاقتتال الداخلي.

كما أن الزيارة تأتي بعد الهجوم المليشياوي على مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي، ورفض كيانات مليشياوية قرارات المجلس الرئاسي بشأن التعيينات في أجهزة أمنية حساسة، في محاولة من هذه العناصر للسيطرة عليها، بحسب تصريحات لكامل المرعاش، المحلل السياسي الليبي.

ويقدّر عدد المقاتلين والمرتزقة الأجانب في ليبيا، بحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة، بـ”أكثر من 20 ألفا، من بينهم 13 ألف سوري”.

ربما يعجبك أيضا