فرح القيسية تكتب لمامز وورلد| أيتها الأم.. عيشي الحياة بحب

مراسلو رؤية

رؤية

كتبت – فرح القيسية

لم أعد أستطيع إحصاء عدد المرات التي قلت فيها لنفسي “إنني أم سيئة”؛ سواء كان ذلك بسبب شعوري بأنه كان بإمكاني تقديم المزيد أو لأنني اخترت أن أفعل شيئًا لنفسي بدلاً من الجلوس مع أولادي.

وأعتقد أنه طالما أني أشرت إلى “الأم السيئة”، فبإمكاني في النهاية أن أكون “أمًّا جيدة”. فنحن نحاول دائمًا أن نكون قدوة ومثالا يحتذى، كوننا مقدمي الرعاية الأساسيين لأطفالنا. وهو ما يؤدي تلقائيًا إلى أن نبذل قصارى جهدنا لنكون أفضل نسخة من ذاتنا بالنسبة لهم. ومع ذلك، ففي عملية كوننا “أفضل نسخة من ذاتنا”، فإننا نميل أيضًا إلى نسيان أننا بشر – بغض النظر عن نسخة ذاتنا التي نحن عليها الآن أو تلك التي نطمح أن نكون عليها.

إننا، كبالغين، نستطيع التمييز بين “الجيد” و”السيئ”؛ والذي بدوره يترجم ما نعلمه لأطفالنا عن الحياة، فالأطفال، وخاصة من هم دون السنوات الأربع، لم يتطور لديهم الإدراك الكامل بعد. مما يعني أنهم لا يعرفون معنى “الجيد” أو “السيئ” فيما وراء ما نعلمهم إياه. ولذلك فإن كونك أم “جيدة” أو “سيئة” هو تصور يعتمد على ما تعلمناه أثناء تنشئتنا بالإضافة إلى تأثيرات الدين والمجتمع والثقافة. ومع غياب هذا الشرط، لا يزال يتعين على الأطفال تطوير مفهوم “الآباء الجيدون”.

وبحكم طبيعتنا البشرية، فإننا معرضون لارتكاب بعض الأخطاء هنا وهناك. وما حياتنا إلا رحلة تجربة وخطأ. وكلما كنا صبورين ومتفهمين، كانت المحاولة التالية أوضح وأنجح. ولكن من الناحية المفاهيمية، فإن القدرة على تحديد ما أخطأنا فيه تتيح لنا تحسين الأداء في المحاولة التالية. ومع ذلك، فإننا نميل إلى أن نركز فقط على الأشياء السيئة، بينما نمر على الأشياء الجيدة مرور الكرام.

ومن خلال هذه الرحلة “محاولة أن أصبح النسخة الأفضل من ذاتي”. أدركت أن ما أنا عليه اليوم مناسب تمامًا لهذا اليوم. وهو ما ساعدني في تعديل طريقة تفكيري من الشعور الذاتي بالذنب إلى التعاطف مع الذات على تحويل واقعي إلى الأفضل.

ولم يجعلني هذا التعاطف مع الذات أكثر صبرًا وتفهمًا لنفسي كأم فقط، بل إنه جعلني أفكر أيضًا في القدوة التي أقدمها لأطفالي. لم أعد أرغب في أن يشعروا بالضغط من أجل إرضاء الآخرين، فأنا أريدهم أن يكون لديهم شعور بالوعي الذاتي وأن يدركوا أن كل خطأ هو فرصة للتعلم والنمو وليس هزيمة أو خسارة.

إننا نميل إلى أن نكون أكثر لطفًا مع الآخرين مما نحن عليه مع أنفسنا. ونسعى جاهدين لنحب أطفالنا بكل ما نملك، ومع ذلك فنحن غير قادرين على إظهار هذا الحب في الداخل. وبهذا -وبدون إدراك منا- نحرم أنفسنا من الحب الذي نحمله في قلوبنا.

لذلك، من أجل التغيير، دعونا نظهر لأنفسنا بعض الحب والرحمة التي نمنحها لأطفالنا دون قيد أو شرط. نرجو أن نحيا دائمًا بالحب والرحمة في جميع معاملاتنا، بدءًا من ذواتنا.

إلى كل أم تكافح من أجل رؤية الجانب المشرق من أمومتها، إنني أراك وأسمعك، وأنت تقومين بأفضل ما لديك بما لديك. كوني متألقة.

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا