بعد تسريبات زعيم المافيا التركية.. «صويلو» ينفي و«أردوغان» يتوعد

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

بعد مرور 3 أسابيع على نشر زعيم المافيا التركي سادات بكر سلسلة مقاطع فيديو، اتهم فيها مسؤولين وشخصيات سياسية بحزب العدالة والتنمية الحاكم بارتكاب جرائم وبشبهات فساد وممارسات غير مشروعة، إلا أنها لا تزال تثير ضجة واسعة في أنقرة.

أربكت فيديوهات بكر، التي نشرها على قناته الخاصة على يوتيوب، الحكومة التركية حيث  تطرقت المقاطع إلى وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو، ووزير المالية السابق، بحسب صحيفة “أحوال تركية”.

وأمس الثلاثاء، نشر بكر مقطع فيديو جديدًا زعم فيه أن وزير الداخلية سليمان صويلو كان يطالبه بشكل دوري بانتقاد وزير المالية السابق وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان بيرات البيرق.

وفي الأسابيع الماضية، اتهم بكر صويلو ومسؤولين آخرين، بغض الطرف عن تهريب المخدرات، وإسقاط التهم الموجهة إلى العديد من الأشخاص المرتبطين بحركة رجل الدين التركي المقيم في أمريكا، فتح الله غولن، المتهمة بتدبير محاولة الانقلاب عام 2016.

وفي العام الماضي، كان بكر(49 عاما) أصدر عدة مقاطع فيديو انتقد فيها وزير المالية آنذاك بيرات البيرق، قائلا: “عندما طلب مني سليمان صويلو التوقف عن انتقاد بيرات البيرق، توقفت عن تحميل مقاطع فيديو عنه”.

وفي نوفمبر الماضي، قدم البيرق استقالة مفاجئة عزاها لأسباب صحية، لكنها جاءت بعد يوم من تعيين أردوغان، والد زوجته، لوزير المالية السابق ناجي إقبال محافظا للبنك المركزي بدلا من مراد أويسال.

ويشير زعيم المافيا إلى أن قريبا له يُدعى رشات حجي أوغلو عمل كرسول بينه وبين وزير الداخلية، وقال أنه حجي أوغلو أنه سيتوقف عن انتقاد البيرق حينما يطلب منه وزير الداخلية القيام بذلك.

وأكد بكر أن صويلو وفر له الحماية و”سرب له” في العام الماضي معلومة سرية مفادها أن القضاء فتح تحقيقا بحقه، الأمر الذي سمح له بالفرار من تركيا والإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية.

صويلو ينفي

من جانبه نفي وزير الداخلية سليمان صويلو هذه الاتهامات ورفع دعوى جنائية ضد بكر متهما إياه بالتشهير، إلا أنه وجد نفسه يواجه ضغوط من المعارضة التي طالبته بالاستقالة، وهو ما رفضه صويلو، أحد أقوى أعضاء حكومة إردوغان.

كما هاجم وزير الداخلية التركي، من يشاهدون فيديوهات زعيم المافيا، قائلا: «يشاهدون أشياء سخيفة».

أمس الثلاثاء، دخل زعيم حزب الحركة القومية ونائب رئيس وزراء تركيا السابق دولت بهجلي على الخط، معلنا، عن دعمه لوزير الداخلية عقب فيديو بكر.

فيما أعلن بكر إنه سيرد على تصريحات صويلو خلال مقابلة “هابرتورك”، في مقطع فيديو آخر، لافتا إلى أن صويلو هو من “دق إسفينا” بينه وبين البيرق.

كما ذكر بكر أن صويلو يراقب ويتنصت على المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، ومدير مكتب الرئيس، حسن دوغان، بل وقال كذلك إن أنغين صويلو نجل وزير الداخلية، متورط في تجارة المخدرات.

وأوضح أيضًا أن أركان يلدريم نجل بن علي يلدريم آخر رئيس للوزراء في تركيا قبل التحول للنظام الرئاسي في 2018، متورط في تجارة الكوكايين.

أردوغان يرفض ادعاءات الفساد ويتوعد

رفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ادعاءات الفساد التي أثارها زعيم للمافيا في وصف مسؤولين حكوميين بارزين وحلفاء له، وأصر في خطاب ألقاه أمام أعضاء بحزب العدالة والتنمية، على أنه يقود حربا على عصابات الجريمة المنظمة وسيقدم زعماءها إلى العدالة.

ودافع أردوغان كذلك عن وزير داخليته، سليمان صويلو، قائلا: “لقد كنا مع وزير الداخلية في معركته ضد المنظمات الإجرامية وسنكون معه”.

وأضاف: “ما تنعم به تركيا من أمن وسلام يزعجان المنظمات الإرهابية والمتربصين ببلادنا، لذلك يستهدفون وزير داخليتنا، والهدف ليس صويلو بل تركيا الكبيرة والقوية“.

كم دافع الرئيس التركي أيضا عن بن علي يلدريم، آخر رئيس وزراء لتركيا، بعد أن اتهم زعيم المافيا، نجله أركان يلدريم بتهريب المخدرات أيضًا، قائلا: إن “استهداف صديقنا بن علي يلدرم الذي خدم الدولة كوزير وكرئيس وزراء، من خلال ابنه هو علامة أخرى تدل على استهداف تركيا، بحسب صحيفة “جمهورييت” التركية.

وخلال كلمته وجه أردوغان رسالة إلى رموز المعارضة في البلاد، بعدما طالبته بالتحقيق في قضايا الفساد التي فضحها بكر وطالبوا وزير الداخلية بالاستقالة من منصبه، قائلًا «أوجه ندائي لكمال قليجدار أوغلو زعيم المعارضة، رئيس حزب الشعب الجمهوري وميرال أكشنار رئيسة حزب الخير، لا تتعبوا أنفسكم عبثًا، فلن يفيدكم ذلك”.

وبعد أن انتشرت فيديوهات بكر، خرج قادة المعارضة مطالبين أردوغان بعدم الصمت، والأمر بالتحقيق فيما أثير من اتهامات، غير أن الرئيس التركي خرج، وعلى عكس المتوقع أعلن دعمه لرموز نظامه بدلًا من التحقيق معهم؟“.

والعام الماضي غادر زعيم المافيا سادات بكر تركيا، لكنه أطلق حملته الأخيرة ليكشف المستور من العلاقات المثيرة بين كل من السلطة والسياسة والمافيا والصراع الذي يدور حول مراكز القوى في البلاد، وذلك عقب عملية أمنية استهدفت 48 من رجاله في تركيا في أبريل الماضي.

ومنذ أكثر من عام، أصبح وسادات بكر، مطلوب أمنيًا وفق نشرة حمراء عممتها السلطات التركية، بتهم تتعلق بـ”الجريمة المنظمة” وتجارة وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى استهداف شخصيات أكاديمية ومدنية.

ربما يعجبك أيضا