بعد 12 عامًا في الحكم.. هل باتت أيام نتنياهو معدودة على كرسي الرئاسة؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

أيام نتنياهو على كرسي رئاسة الوزراء في إسرائيل أصبحت معدودة بعد اثني عشرة عامًا ظل فيها المقيم الوحيد في ديوان رئاسة الوزراء، وذلك بعد أن قطع زعيم «يمينا» اليميني المتطرف نفتالي بينيت الشك باليقين، معلنا قراره عدم الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو.

عدم الانضمام لحزب نتنياهو

وأعلن زعيم حزب “يمينا” أنه قرر الانضمام إلى زعيم حزب “يوجد مستقبل”، يائير لبيد، لتشكيل حكومة وحدة تحل مكان حكومة رئيس وزراء الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو.

وأضاف بينيت -في تصريح أدلى به أمس الأحد- أنه اتخذ قراره؛ لأن هذه الحكومة ستكون حكومة وحدة وطنية، تضم أحزابا يمينية ويسارية ومن الوسط، وهدفها إنقاذ إسرائيل من الدوامة التي تعيش فيها بسبب الانتخابات المتكررة.

يروج لأكاذيب ويمارس التحريض

وهاجم بينيت بنيامين نتنياهو، زعيم الليكود ورئيس الوزراء، وقال إنه يروج لأكاذيب ويمارس التحريض، وهو ما تسبب بشلل لإسرائيل.

وأضاف زعيم «يمينا» اليميني المتطرف أن أحزاب اليسار المشاركة في هذه الحكومة قدمت تنازلات هائلة، وأن باقي الأحزاب ملزمة بتأجيل تحقيق أحلامها.  

اتهامات متبادلة

قرار بينيت دفع نتنياهو إلى اتهامه بسرقة أصوات اليمينيين للانخراط في حكومة ضعيفة وخطيرة.

من جانبه، قال نتنياهو: أدعو الأعضاء الذين صوتوا لصالح اليمين الإسرائيلي ومن لهم ضمائر ولم يتبين لهم السبيل، أن يسلكوا هذا النهج لا تنشدوا حكومة يسار لأنها خطر على أمن الاحتلال، على حد زعمه.

وأضاف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي: استمعت إلى نفتالي بينيت، وللأسف الشديد هو يضلل الجمهور بنفس الأكاذيب والشعارات الفارغة المهترئة.

أنصار نتنياهو يتظاهرون

أنصار نتنياهو تظاهروا أمام منازل قادة أحزاب اليمين الثلاثة، «يمينا» و«أمل جديد» و«إسرائيل بيتنا» والتي ستكون جزءًا أساسيا من حكومة الوحدة الوطنية التي تحدث عنها، وتضم حزبين من الوسط ومثلهما من اليسار.

ورفع المتظاهرون صورا لقادتها يرتدون الكوفية الفلسطينية، وهو ما ذكر باغتيال رئيس وزراء الاحتلال العمالي إسحاق رابين، على خلفية تقدمه في عملية السلام مع الفلسطينيين.

كما تجمع حوالي 300 شخص أمام منزل شاكيد في تل أبيب ورفع بعضهم لافتات «خونة يسار» بينما أظهر البعض الآخر صورًا لأبرز اثنين في الحزب، وشدد عليها نص «متعاونو لبيد».

أنصار يتظاهرون أمام منزل أييليت شاكيد في تل أبيب في 30 مايو 2021 ، رافعين لافتة "عملاء لبيد"

تهديدات وتحريضات

وقررت دائرة الأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس الأحد، تعزيز أمن النائبة في الكنيست رقم 2 في حزب “يمينا” أيليت شاكيد، بعد تهديدها من قبل نشطاء اليمين بعد قرار نفتالي بينيت تشكيل ائتلاف مع الوسط يائير لبيد.

من جهتها، نقلت القناة «12» الإسرائيلية أنه تم  تعزيز الحراسة والأمن حول زعماء أحزاب اليمين المعارض لنتنياهو، بعد التهديدات والتحريض ضدهم من أنصار نتنياهو.

سيناريو الكابيتول هيل

وحذرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية من قيام أنصار نتنياهو من أعمال عنف، وقالت صحيفة هآرتس: “ستخبرنا الأيام كيف ستبدو الطريقة الإسرائيلية لاستبدال مثل هذا الشخص العاصف والمثير – ما إذا كانت ستكون هناك أعمال شغب على غرار الكابيتول هيل أم لا؟”

أما الفلسطينيون فيخشون ألا تشكل نهاية حقبة نتنياهو، بداية عهد أقل دموية وتطرفا، وانحصارا للموجة اليمينية الفاشية.

حقبة أكثر ظلامية وعدائية

ويرى المحللون في الشأن الفلسطيني، أن حقبة نتنياهو ربما تستبدل بحقبة أكثر ظلامية وعدائية لحقوق الشعب الفلسطيني.

تحولات تسارعت في إسرائيل قبل نفاد المهلة الرئاسية الممنوحة لزعيم المعارضة «لابيد»، وإذا لم تقع مفاجآت خلال الأيام الثلاثة المتبقية، فسيجد نتنياهو نفسه على مقاعد المعارضة إلى جانب كرسي الاتهام.    

تحولات دراماتيكية

وأرجعت وسائل إعلام إسرائيلية هذه التحولات الدراماتيكية في إسرائيل، إلى أن بنيامين نتنياهو – الذي يُتوقع أن تتم الإطاحة به من خلال ما يسمى “معسكر التغيير” – يدفع عمليا ثمن استهتاره بحلفائه في اليمين من أمثال نفتالي بينيت وإيليت شاكيد وجدعون ساعر.

استهتار نتنياهو بخصومه

وأشارت إلى أن سلوك نتنياهو السياسي الذي كان من خلاله يتذاكى على كل من يتفق معه أو يعقد معه شراكة أو ائتلافا كما في حالة بني غانتس، أدى لحالة من عدم الثقة به وبوعوده، وبالتالي رفض كثيرون مقترحاته الأخيرة.

وأوضحت أنه لو كان نتنياهو يتصرف بقليل من الاحترام مع شركائه في اليمين، لكان قد تجنب الانخراط في صراعات ومناكفات مع أشخاص مثل أفيغدور ليبرمان، وجدعون سار، ونفتالي بينيت وإيليت شاكيد، لكان بإمكانه الحفاظ على ولائهم.

ربما يعجبك أيضا