لماذا يدعو السيسي الفصائل الفلسطينية للاجتماع بالقاهرة؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ضوء التحركات المصرية المكثفة إزاء القضية الفلسطينية، لا سيما تثبيت الهدنة بشكل دائم، أكدت مصر دعوتها الفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل الأسبوع المقبل في القاهرة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية، اليوم الثلاثاء.

يهدف الاجتماع إلى التوصل لرؤية موحدة حول عدد من الملفات، من بينها تثبيت الهدنة، وبدء الحوار الوطني.

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتحرك مصري سريع في كافة الملفات الفلسطينية بصوره متوازية لتحقيق الاستقرار في المناطق الفلسطينية بالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

بدوره، ثمّن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.

وأشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن حركة حماس في قطاع غزة كانت قد طلبت من رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل عقد اجتماع للأمناء العاميين للفصائل بالقاهرة برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.

وجددت الفصائل الفلسطينية تأكيدها على مساندتها ودعمها للجهود المصرية للتهدئة والتزامها بوقف إطلاق النار.

وأفادت مصادر لـ«العربية نت»، إن الوفد الأمني المصري الذي زار الأراضي الفلسطينية سابقا حصل على موافقة على عقد اجتماع مباشر بين حركتي فتح وحماس، وأن هناك توافقًا مبدئيًا على تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة.

لافتات السيسي في قطاع غزة

دور مصري حيوي

كان الرئيس المصري قد أكد أمس الإثنين، أن بلاده تقوم بجهد كبير من أجل تثبيت التهدئة والعمل إلى إفساح المجال للعودة إلى العملية السلمية بالتعاون مع القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، موجها دعوة إلى كافة القوى الاقليمية والدولية لدعم جهود مصر لإعادة الإعمار في قطاع غزة.

في هذا الصدد، وصل اللواء عباس كامل، مدير المخابرات المصرية، أمس قطاع غزة للقاء قادة الفصائل الفلسطينية وبحث الهدنة ووقف النار وإعادة الإعمار، في زيارة هي الأولى لرئيس مخابرات مصري إلى القطاع منذ أوائل القرن الحالي.

فيما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط مساء الأحد، أن الرئيس المصري وجه المسؤولين بمواصلة الجهود والاجتماعات لحل مشكلة الأسرى والمفقودين بين إسرائيل وحركة حماس.

وخلال الأسابيع الماضية، دخلت مصر بقوة على خط التهدئة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الأخير الذي اندلع في العاشر من مايو واستمر 11 يوما، وسط غضب فلسطيني بسبب مداهمات شرطة الاحتلال في محيط مجمع المسجد الأقصى في القدس، وخطط لطرد الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالمدينة لصالح مستوطنين.

القضية الفلسطينية هو المدخل الرئيسي لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط

من جانبه، أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن القيادة المصرية على قناعة بأن حل القضية الفلسطينية هو المدخل الرئيسي لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط.

وشدد إبراهيم – في مقال له بعنوان «قراءة في زيارة السيد رئيس المخابرات العامة إلى إسرائيل وفلسطين» نشره موقع المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اليوم الثلاثاء – على أن مصر تتحرك في القضية الفلسطينية بأسلوب إيجابي متدرج في إطار خطة أشمل تأخذ في اعتبارها كافة المستجدات الناجمة عن الأحداث الأخيرة.

وأشار إلى أن كافة الجهود المصرية تهدف في النهاية إلى توفير المناخ الملائم نحو استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي لابد أن تبدأ وتتوصل إلى تنفيذ الحل المتفق عليه فلسطينياً وعربياً وإقليمياً ودولياً وهو حل الدولتين.

وقال اللواء محمد إبراهيم: «قبل أن أتعرض إلى الأبعاد الخاصة بالزيارة شديدة الأهمية التي قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل إلى كل من إسرائيل وفلسطين يومي 30 و31 مايو، أرى ضرورة الإشارة إلى نقطة رئيسية من المهم توضيحها حتى تكون الصورة متكاملة ومفادها أن الدولة المصرية منحت القضية الفلسطينية الأولوية الأولى في تحركاتها خلال هذه المرحلة نظراً لحساسية التطورات الأخيرة وإرتباطها بالاستقرار في المنطقة، ولعل من أهم مميزات هذه المرحلة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود ويتابع بنفسه هذا الملف وتطوراته المتلاحقة من أجل أن يمنحه الزخم المطلوب خاصة وأن الأمر يتعلق بقضية معقدة ومتعددة الجوانب ومرتبطة تمامًا بالأمن القومي المصري».

ربما يعجبك أيضا