ضمان الخصوصية أم مزيد من التدخل.. تويتر يواجه تحديات في الهند وروسيا

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

يتعرض العملاق الأمريكي لمنصات التواصل الاجتماعي لتحديات جمة في الهند وروسيا بشأن خلافات بينه وبين الحكومة تتعلق بأحكام جديدة في البلدين وقوانين للمنصات الرقمية، تهدف لمزيد من إحكام السيادة على مواطنيها في الفضاء الإلكتروني، الأمر الذي تراه شركة تويتر هو سوء استخدام للوائحها والتي تأتي على رأسها الحفاظ على سرية العملاء.  

أصدرت الهند، السبت، “تحذيرا أخيرا” لموقع تويتر بضرورة الامتثال للوائحها الجديدة الخاصة بالمنصات الرقمية والتي يرى العملاق الأميركي أنها تهدد ضمانات الحفاظ على السرية.

كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن روسيا تتعرض لرقابة صريحة مكشوفة يوميا، من جانب عمالقة التكنولوجيا المعلوماتية الأمريكية.

قوانين قمعية

أعربت وزارة تكنولوجيا المعلومات الهندية، السبت، عن “الاستياء” جراء “عدم امتثال” تويتر للوائح المعمول بها منذ 26 مايو.

وأوردت الوزارة في تحذيرها أن “رفض الامتثال يظهر ضعف جهود تويتر وقلة التزامه من أجل توفير ممارسة مأمونة الجانب للشعب الهندي على المنصات”، ونبهت موقع التواصل الاجتماعي إلى “عواقب غير مرغوب فيها، بما في ذلك إعفاء تويتر من المسؤولية لكونه وسيطا”.

وأكد الجانب الهندي أن التحذير يعكس “بادرة حسن نية” حيال تويتر بغرض حثه على احترام اللوائح “فورا”.

وتنص هذه القواعد التنظيمية الجديدة على “إمكان التعقب” لكي توفر المنصات تفاصيل عن “الكاتب الأول” لمنشور ترى الحكومة أنه ينتهك سيادة الدولة أو أمنها أو نظامها العام.

وتنص، أيضا، على أن تسمي المنصات مسؤولا يتحمل المسؤولية الجنائية عن عدم الامتثال للوائح، ومسؤولا آخر عن الشكاوى، على أن يتخذ الاثنان من الهند مقرا.

وكانت الحكومة الهندية أعلنت الأسبوع الماضي أن المنصات الرئيسة، بما يشمل كو وشيرتشات وتلغرام ولينكد-إن وجوجل وفيسبوك وواتساب، زودتها معلومات عن الأشخاص الذين يجدر التواصل معهم لهذه المهمات.

احتكار

أما في روسيا، قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، إن بلادها تتعرض لرقابة صريحة مكشوفة يوميا، من جانب عمالقة التكنولوجيا المعلوماتية الأمريكية، وخلال المنتدى الخامس للدبلوماسيين الشباب لدول مجموعة “بريكس” حسبما أفادت قناة روسيا اليوم الإخبارية اليوم الجمعة، “أحد المخاطر في هذا المجال، يتلخص في احتكار مجال الإنترنت، وهيمنة الشركات الغربية فقط، ولا سيما الأمريكية هناك، وانعدام الشفافية والقواعد العامة المعترف بها. نحن نلاحظ هذا الأمر في عملنا يوميا، ونرى أيضا رقابة صريحة من تويتر وفيسبوك، حيث يتم توجيه التهم بعدم الموثوقية لوسائل الإعلام الروسية دون محاكمة أو تحقيق، واستبعادها من البحث وحظر وحذف حساباتها”.

ووفقا للدبلوماسية الروسية، تمارس الولايات المتحدة “مطاردة الأشباح” عندما تطلق على المستخدمين العاديين والخبراء والصحفيين الذين يختلفون مع سياسة واشنطن، تسمية “بوت إنترنت والمتصيدين الروس” وتحرمهم من فرصة التعبير عن آرائهم. بحسب زعمها.

وفي وقت سابق، دعت زاخاروفا منصات الإنترنت الأمريكية، وخاصة “تويتر”، إلى إعادة النظر في مناهجها في ضوء حظر حساب يعود لمشروع “قادة روسيا”، وحسابات أخرى من روسيا.

حملة على تويتر

وتشن السلطات الروسية حملة إجراءات صارمة على “تويتر” منذ شهور. وجرى إبطاء سرعة الموقع الإلكتروني في روسيا، حتى أن هيئة تنظيم الإعلام “روسكوماندسور” هددت “تويتر” القائم على التدوينات الصغيرة بحظر كامل.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، أصدرت محكمة روسية ثلاث غرامات مالية على “تويتر” قيمتها الإجمالية 8.9 مليون روبل عن اتهامات بأنها فشلت في حذف محتوى محظور.

قانون “الإنترنت السيادي”

وفي بداية فبراير/شباط الماضي، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري مدفيديف، إنه لا يستبعد قطع شبكة الإنترنت العالمية عن بلاده.

وأضاف ميدفيديف، الرئيس السابق لروسيا، لوكالة “إنترفاكس” المحلية، إن بلاده مستعدة “قانونيا وتكنولوجيا” للانفصال عن شبكة الإنترنت العالمية إذا لزم الأمر.

 معركة واتساب الجديدة مع الهند.. خصوصية الرسائل في خطر

وتابع: ” روسيا تمتلك القدرة التقنية لضمان تشغيل الجزء الروسي من الإنترنت (Runet) بشكل مستقل، لكن لا أحد يرغب في دفع الأمور إلى هذا الحد، واصفا القرار بأنه “سلاح ذو حدين”.

ويمنح قانون “الإنترنت السيادي” في روسيا، الذي تم تمريره في عام 2019، موسكو القدرة على عزل نفسها عن شبكة الإنترنت العالمية، في وقت أعرب خبراء عن شكوكهم في قدرة روسيا على هذه الخطوة من الناحية التكنولوجية.

وبداية العام الجاري، قالت هيئة تنظيم الاتصالات الروسية إنها ستفرض غرامة على 7 شركات للتواصل الاجتماعي لعدم حذفها مقاطع فيديو تروج للاحتجاجات.

ويعتبر منتقدون هذه الإجراءات بمثابة محاولة لتقييد حق حرية التعبير على شبكات التواصل الاجتماعي في روسيا.

ربما يعجبك أيضا