استعادة الثقة.. بايدن في جولة أوروبية لإصلاح تصدعات ترامب

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

بعد قرابة الخمسة أشهر من وصوله إلى الحكم، يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن بجولة أوروبية لتكون بدايتها من بريطانيا قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لاستعادة الثقة مرة أخرى بين الحلفاء الغربيين بعدما أفسدتها فترة الرئيس السابق ترامب، وكذلك مناقشة الملفات الرئيسية مع أوروبا وعلى رأسها الاستفزازت الروسية في الجانب الشرق منها، وصعود الكتلة الصينية.

بريطانيا.. المحطة الأولى

سيحضر الرئيس الأمريكي الديمقراطي الذي ترافقه زوجته جيل قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كورنوال، التي ستكون من أولوياتها قضيتا جائحة “كوفيد-19” والمناخ.

وستكون المحطة الأولى قاعدة ميلدنهال في شرق بريطانيا التي سيتحدث فيها الرئيس إلى أفراد من القوات الجوية الأمريكية.

وسيعقد لقاء على انفراد بعد ظهر الخميس مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وسيقوم بزيارة قصر ويندسور الأحد والملكة إليزابيث الثانية التي تعتلي عرش المملكة المتحدة منذ 69 عاماً.

عودة أمريكا

وقال بايدن الذي يؤكد منذ وصوله إلى السلطة أن “أميركا عادت” وتنوي المشاركة بالكامل في كل قضايا العالم، إن “رحلتي إلى أوروبا هي فرصة لأميركا لتعبئة ديمقراطيات العالم أجمع”. وسيشارك بايدن في قمة مجموعة السبع من 11 يونيو إلى 13 منه في بريطانيا، ثم في قمة قادة دول الحلف الأطلسي في بروكسل في 14 منه.

وحول استعدادات الرئيس بايدن لهذه الرحلة التي تستغرق ثمانية أيام وستقوده إلى بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وتتخللها اجتماعات ثنائية، قالت الناطقة باسمه جين ساكي، إنه “يستعد لها منذ خمسين عاماً”، في إشارة إلى الحياة السياسية الطويلة للرئيس الذي يبلغ من العمر 74 سنة، وأصبح في 1972 عضواً في مجلس الشيوخ عندما كان يبلغ 29 سنة.

وأكدت أنه “يعرف بعض هؤلاء القادة بمن فيهم الرئيس بوتين، منذ عقود”.

يواجه البيت الأبيض انتقادات شديدة بسبب تأخره في تقاسم اللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ مع بقية العالم، ويحاول الآن تولي قيادة هذا الملف، ويؤكد جو بايدن أن “الولايات المتحدة مصممة على العمل على التطعيم الدولي بنفس شعور ضرورة الأمر الذي عملنا به في بلدنا”.

اللقاء المرتقب

أما الاجتماع المنتظر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين المزمع عقده في 16 من الشهر الجاري في جنيف، فهو يعدّ تتويجا للرحلة، لا سيما في ظل وجود قضايا ساخنة وشديدة التعقيد بين الجانبين، على رأسها ملفأوكرانيا وبيلاروسيا ومصير المعارض المسجون أليكسي نافالني والهجمات الإلكترونية.

ويصرّ البيت الأبيض الذي يطلق بالتناوب رسائل تصالحية وتحذيرات على أن سقف توقعاته منخفض، وأن هدفه الوحيد المطروح في جعل العلاقات بين البلدين أكثر “استقرارا وقابلية للتكهن” بتطورها. لكن هذا ما “لا يريده” بوتين كما يتوقع الدبلوماسي الأمريكي ألكسندر فيرشباو، الرجل الثاني السابق في الحلف الأطلسي.

ولم تنشر الرئاسة الأمريكية سوى القليل من التفاصيل عن هذا اللقاء. وقد ألمحت فقط إلى أنه وخلافا لما حدث مع دونالد ترامب في هيلسنكي في 2018، لا يشمل برنامج العمل عقد مؤتمر صحافي مشترك بين الرجلين.

هل يخيم شبح سنودن على الجولة؟

تخيم ظلال كثيفة على رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة إلى أوروبا بعد فضيحة تجسس على قادة القارة العجوز من حلفاء واشنطن. وقبل أسبوعين من زيارة بايدن لأوروبا كشفت وسائل إعلام دنماركية قيام وكالة الأمن القومي الأمريكي بالتجسس على قادة أوروبا.

يعيد شبح سنودن الأوروبيين إلى أيام عام 2013 القاتمة، عندما كشف محلل الاستخبارات الأمريكي إدوراد سنودن عن برنامج مراقبة أمريكي ضخم تضمن التنصت على الهواتف المحمولة الخاصة بقادة دول حليفة بينهم ميركل. فى ذلك الوقت، اضطر الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإجراء محادثات صعبة مع القادة الأوربيين بشأن التجسس على الحلفاء.

يأتي التقرير في وقت بالغ الصعوبة بالنسبة لبايدن، فواشنطن وبروكسل تخوضان مفاوضات حول اتفاق جديد لنقل البيانات عبر الأطلسي لتحل محل صفقة سابقة أوقفتها المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي بسبب مخاوف بشأن التجسس الأمريكي. ولاشك أن الكشف الأخير سيؤدي إلى زيادة تركيز الاتحاد الأوروبي على سلطات التجسس الأمريكية والقيود القانونية والضمانات لبيانات الأوروبيين، والتي قضت المحكمة بعدم توفرها جميعا.

ربما يعجبك أيضا