وسط صراع الساسة.. لبنان يصل إلى مشارف الانهيار الشامل

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

الجميع في لبنان يحذر من الانهيار الشامل، حتى من هم في السلطة، والغريب أن الساسة الذين حكموا لبنان لعقود هم من يحذر دون أن يتحركوا ليمنعوا تلك الكارثة أن تقع، فهم يتحدثون وكأنهم يحللوا الأمر سياسيا وأنهم مجرد مراقبون للمشهد وليس لهم دخل فيما يجري.

ولا شك أن المسؤول الرئيسي عما وصل إليه لبنان اليوم، هو تحالف التيار العوني مع مليشيات إيران في لبنان بزعامة حسن نصرالله، ذلك التحالف الذي تسبب في الحصار الدولي الذي يعاني منه لبنان، فذلك التحالف يتمسك بالحصول على “الثلث المعطل” بما يسمح لهما التحكم بقرارات الحكومة وهو ما ترفضه الدول العربية والمجتمع الدولي الذي يطالب بحكومة تكنوقراط.

وقدم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري للرئيس اللبناني ميشال عون، في 9 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تشكيلة حكومية من 18 وزيراً لم يقبل بها الرئيس.

حتى قائد الجيش اللبناني أطلق قبل أسابيع، صرخة في وجه سياسيي بلاده في ظل استمرار احتجاجات شعبية، وتساءل: “إلى أين نحن ذاهبون، ماذا تنوون أن تفعلوا، هل تريدون جيشا أم لا؟”، وتابع: “إنهم لا يكترثون للجيش ولا لمعاناة العسكر الذين يعانون ويجوعون مثل الشعب”.

بدورها قالت وزيرة الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، زينة عكر، إن بلادها تواجه “تهديدًا غير مسبوق لوجوده وكيانه”، محذرة من “الانهيار الشامل” جراء تراكم الأزمات في البلاد.

الحريري

وأعلن سعد الحريري، قبل قليل، أن تشكيل الحكومة المقبلة “أولوية” له مع بقاء اعتذاره عن التكليف “خيارا مطروحا إذا كان يسهّل ولادة حكومة جديدة”، وأضاف أن الاعتذار عن التكليف “ليس هروباً من المسؤولية بقدر ما هو عمل وطنيّ، إذا كان يسهّل عمليّة تأليف حكومة جديدة، يُمكن أن تساهم في إنقاذ البلد”.

وعقب لقائه مفتي لبنان عبد اللطيف دريان، وأوضح الحريري: “وضعت المفتي في أجواء ما حدث خلال الفترة الماضية، وعيني وعين المفتي على البلد وما يهمّنا هو البلد (..) لبنان يتدهور اقتصاديا واجتماعيا كل يوم”.

بري وعون

وحمل رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الرئيس ميشال عون مسؤولية استمرار معاناة الشعب نتيجة لرفضه مبادرته لحل أزمة تشكيل الحكومة، معتبرا أنه ليس من حق الأخير رفض الحريري.

وقبل أيام أطلق بري مبادرة لحل أزمة تشكيل الحكومة، تقوم على تشكيلة اختصاصيين من 24 وزيرا، من دون أن يحصل أي من الفرقاء السياسيين على “ثلث معطل”.

جاء ذلك في بيان تعقيبا على بيان آخر لعون، دعا فيه من وصفها “المرجعيات التي تتطوع للمساعدة في تأليف الحكومة اللبنانية” إلى “التقيد بأحكام الدستور وعدم التوسع في تفسيره لتكريس أعراف جديدة ووضع قواعد لا تأتلف معه”، وقال بري، في بيانه، إن “قرار تكليف رئيس حكومة خارج عن إرادة رئيس الجمهورية بل هو ناشئ عن قرار النواب أي السلطة التشريعية، والذي يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة هو الرئيس المكلف (الحريري) وفق المادة 64 من الدستور”، وأضاف أن المطلوب “حلا وليس ترحالا” للحريري.

الجيش يحذر

وحذر الجيش اللبناني، من انهيار المؤسسات ومن ضمنها المؤسسة العسكرية حال استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.

جاء ذلك وفق قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال كلمة له في مؤتمر دولي عقد افتراضيا لدعم الجيش اللبناني، وقال عون إن “استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتما إلى انهيار المؤسسات ومن ضمنها المؤسسة العسكرية والتالي فإن البلد بأكمله سيكون مكشوفا أمنيا”، وأشار عون إلى أن “العسكريين يواجهون الظروف الصعبة بعزيمة وإصرارٍ وانضباط رغم تدني قيمة رواتبهم بنسبة تقارب 90 في المائة بسبب تدهور قيمة الليرة، لافتا إلى أن “النسبة عينها تنسحب على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وقطع غيار الآليات (العسكرية)”.

بدورها، قالت وزيرة الدفاع اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر: إن “الجيش اللبناني يرزح تحت العبء نفسه مع الشعب اللبناني، وهو يحتاج إلى دعم فعلي لكي يستمر في أداء مهامه”.

الأمم المتحدة

فيما قدرت مسؤولة أممية، حاجة لبنان إلى 300 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الأساسية لمليون ونصف مليون شخص خلال الأشهر الثمانية المقبلة، وقالت نجاة رشدي، نائبة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان: “من الواضح أن عدم تشكيل الحكومة، كان له تأثير هائل على الثقة، فلن يكون هناك مستثمر واحد مستعد للقدوم إلى لبنان، ما لم يكن هناك على الأقل ثقة بالنظام المصرفي والمؤسسات”.

ربما يعجبك أيضا