أسدل الستار على «مسرحية الانتخابات».. «رئيسي» رئيسا لإيران

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أسدل الستار على «مسرحية» الانتخابات الرئاسية في إيران، والتي جاء بطلها هذه المرة، المرشح المحافظ و المقرب من خامئني، إبراهيم رئيسي الذي فاز وفق التليفزيون الإيراني بنسبة 62% من إجمالي الأصوات حاصدا 17.8 مليون صوت من أصل 28 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات من إجمالي 59 مليون ناخب مسجل.

فوز المرشح المتشدد في المسرحية الانتخابية، كان محسوما حتى قبل أن تبدأ فصولها، لذلك لم يكن مستغربا أن يتهافت منافسوه على تهنئته حتى قبل الإعلان الرسمي للنتائج، معربين عن تفاؤلهم بحكومة تحقق الرفاهية والازدهار تحت قيادة «الزعيم» علي خامنئي.

ايرن

الأطول في تاريخ الانتخابات

اعتبر مراقبون أن يوم الانتخابات هو الأطولَ في تاريخ الانتخابات الإيرانية بعد أن مددت طهران للمرة الثالثة موعد إغلاق صناديق الاقتراع بسبب عزوف الإيرانيين عن الإدلاء بأصواتهم، إذ تؤكد المعارضة الإيرانية وجود مقاطعة شعبية كبيرة.

أما وكالة فارس الإيرانية للأنباء، فبادرت بنشر إحصاءات تقول فيها إن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 50% . وأيا كانت النسبة سواء المشاركة أو المرجحة، فإن النتيجة لا تغيّر جوهريا في السياسة التي يرسمها المرشد الأعلى الحاكم الفعلي، وفق المادة 5 من الدستور هو الولي الفقيه .

عزوف الإيرانيين عن مسرحية الانتخابات كان متوقعا، حتى أن التوقعات قبل إجرائها كانت تقول بأنها ستشهد أدنى مشاركة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في البلاد، في السباق الذي خاصه 4 من المرشحين السبعة الذين نالوا الأهلية من مجلس صيانة الدستور، حيث واجه المجلس انتقادات بعد استبعاده أسماء بارزة تقدمت بترشيحها، ما أثار هواجس من تأثير ذلك سلبا على المشاركة.

وهو ما اشتكى منه الرئيس الحالي حسن روحاني، والذي لا يحق له الترشح بحسب الدستور لدورة رئاسية ثالثة، مما وصفه بالاستبعاد الجماعي لعدد من المرشحين قبيل الانتخابات الرئاسية في الشهر المقبل. داعيا في رسالة أرسلها إلى خامنئي، إلى التدخل لتوفير «منافسة أكبر» وإلا ستتحول الانتخابات إلى «جثة هامدة»، بحسب تعبيره.

دعوة لم تجد آذانا صاغية لدى مرشد النظام علي خامنئي الذي بادر باكرا بالاقتراع، ودعوة الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة في عملية الاقتراع والقيام بهذا «الواجب». من جانبها، قال زعيمة المعارضة الإيرانية بالخارج، مريم رجوي، إن الانتخابات الإيرانية هي مجرد مهزلة لعملية انتخابية هندسها الولي الفقيه ومجلس صيانة الدستور الذي عينه، والتي تجري للتغطية على اغتصاب سيادة الشعب.

من هو الرئيس الجديد ؟

إبراهيم رئيسي الفائز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، كان أحد طلاب الدروس الحوزوية في مشهد وقم، حصل على الماجستير في الحقوق الدولية، والدكتوراه في الفقه والحقوق الخاصة، قبل أن يلتحق بالسلك القضائي عام 1980.

خلال الفترة من 1989 إلى 1994 تولى رئيسي منصب مدعى العام بطهران، ومن العام 1994 إلى 2004 شغل منصب رئيس دائرة التفتيش العامة، قبل أن يصبح النائب الأول لرئيس السلطة القضائية في الفترة من 2004 إلى 2014. فضلا عن كونه عضوا بمجلس خبراء القيادة منذ عام 2006 إلى الآن.

وفي عام 2015 شغل رئيسي منصب مدعي العام في إيران حتى عام 2017، قبل أن يصبح رئيسا لسلطة القضاء في البلاد منذ عام 2019. ترشح رئيسي لرئاسة الجمهورية في عام 2017 وحصل وقتها على 38.3 % من الأصوات وخسر أمام الرئيس الحالي حسن روحاني.

هناك حالة من الانسجام الواضح بين رئيسي والمرشد علي خامنئي، فمتشدد أعلى يحكم، ومتشدد تنفيذي على رأس الحكومة، وهو ما يعتبره مراقبون «وحدة» لم تكن موجودة في عهد روحاني، ضمن خطة جديدة تقودها إيران في المرحلة المقبلة.

بحسب مراقبين فإن إيران لن تكون لقمة سائغة في فم الأمريكيين، وسيكون شاغلها البحث عن مصالحها قبل كل شيء، مستدلين في ذلك على أنه جرى إعداد رئيسي ليكون رئيسا لإيران بعد خسارته في انتخابات 2017، ووضعه في «الفاترينة» ليكون رئيس لإيران في 2021.

لذلك يتوقع محللون بأن تكون المرحلة المقبلة بعد انتخاب رئيسي، هو تعزيز قدرات إيران النووية وتجاوز مسألة العقوبات الأمريكية، الأمر الذي يزيد من غموض المشهد في المنطقة، لا سيما في ظل التدخلات الإيرانية الفجّة في عدة عواصم عربية، وزعزعتها استقرار وأمن المنطقة.

رئيس

رئيسي.. المرشد الأعلى القادم

مسرحية الانتخابات الإيرانية مهزلة لا تصدّق واستخفاف بعقول الناخبين. فلا فرق بين مرشح مجلس صيانة الدستور أو الإصلاحيين أو المحافظين، فكلهم بالنهاية يحملون ألقاب فارغة وسيخدمون أجندة الملالي الإرهابية التوسعية ويستمرون بإهمال الشعب الإيراني الذي يرزح تحت الفقر والقمع. يقول محللون

بالنسبة لــ”رئيسي”، فإن فوزه في الانتخابات يضعه أيضاً على مقربة من الوظيفة العليا الحقيقية في إيران، فبحسب المجلس الأطلنطي، من المتوقع أن يعمل رئيسي على ترسيخ موقعه في مراكز القوة الرئيسية، بما في ذلك القوات العسكرية والأمنية.

أنصار رئيسي يقولون إن الفائز هو من ضمن حلف المقاومة وستنتهي حقبة روحاني «المعادي للمقاومة» ومرحلة ما بعد روحاني ليس كما قبلها، وأن ما يسمونه بـ«الاقتدار الشيعي» سينتصر بالمنطقة. بل ذهب البعض إلى أكثر من ذلك، بالقول أنه في حال فوز المرشح إبراهيم رئيسي في الانتخابات فانه سيصبح لاحقا المرشد الأعلى في إيران!

قد تكون الانتخابات الإيرانية آخر وأسوأ مهزلة في هذا البلد منذ 42 عاما، والذي تحول إلى مشكلة لدول المنطقة والعالم بسبب سياسات قادته العشوائية ومطامعهم غير المشروعة، التي تتجاهل القوانين والمواثيق الدولية، واليوم بات رئيسها الجديد أحد أعضاء لجنة الموت الذين نفذوا الإعدامات بحق أكثر من 33 ألف معتقل في السجون الإيرانية ، والسؤال متى تتحول إيران من إيران الثورة إلى إيران الدولة؟

ربما يعجبك أيضا