ألمانيا.. مركزًا لمبيعات التكنولوجيا المحظورة لإيران – الوسائل والأساليب

جاسم محمد

رؤية – جاسم محمد

إن ألمانيا لا تزال مركزًا لمبيعات التكنولوجيا المحظورة لإيران والتي يتم استخدامها في برنامج إيران النووي. يذكر أن اتفاق العمل الشاملة المشتركة، خمسة زائد واحد ، فرض قيودًا صارمة على الأنشطة النووية الإيرانية المصممة للحصول على المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي. وما زاد الأمر تعقيدا، هو سحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية التي رفعها الاتفاق. 

رغم فرض العقوبات الأميركية، فقد استمرت إيران بخرق الاتفاق، بإنتاج يورانيوم مخصب أكثر مما هو مسموح به وتخصيبه إلى مستويات نقاوة أعلى ، في الآونة الأخيرة إلى درجة قريبة من الأسلحة وتواصل إيران أنشطتها لامتلاك أسلحة دمار شامل ، بحسب تقرير وكالة المخابرات الحكومية الألمانية في 02.06.2018. يغطي التقرير الاستخباراتي تهديدات إيران الأمنية لولاية بادن فورتمبيرغ جنوب ألمانيا والتي أصبحت منطقة خصبة إلى شبكات عمل الاستخبارات الألمانية. وتحظى ولاية بادن فورتمبيرغ  باهتمام الاستخبارات الإيرانية للحصول على التكنولوجيا المتقدمة، بسبب العديد من شركات الهندسة والتكنولوجيا المتقدمة.  

استراتيجية إيران للتحايل على قيود التصدير

تقارير الاستخبارات الألمانية ، كشفت ، استراتيجية إيران للتحايل على قيود التصدير والحظر الخاصة بألمانيا ،  وتمكنت بالفعل شراء التكنولوجيا المتقدمة  من داخل ألمانيا وأوروبا بمساعدة واجهات تجارية من اجل الحصول على السلع ذات الاستخدام المزدوج. التقارير حددت الصين وتركيا وبعض الدول الآسيوية الأخرى، لتكون دولة ثالثة، لإعادة تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى إيران.

ارتفع حجم التجارة الألمانية الإيرانية بنسبة 6 في المائة إلى حوالي 1.8 مليار يورو في عام 2020. وهذا تطور، رغم انه أقل بكثير من رقم 2017 البالغ 3.4 مليار يورو وبعيدًا عن حجم التبادل عام 2010 البالغة 4.7 مليار. يورو. ذكرت الاستخبارات الداخلية الألمانية، إن إيران واصلت بذل الجهود للحصول على السلع والمعرفة لاستخدامها في تطوير أسلحة الدمار الشامل ولتحسين أنظمة إيصال الصواريخ المتطورة  وأن أنشطة إيران غير القانونية، تركزت بشكل كبير على الولاية الواقعة في جنوب ألمانيا، ولاية بادن فورتمبيرغ، والتي تضم العديد من شركات التكنولوجيا والهندسة المتخصصة.

كشفت استخبارات بادن فورتمبيرغ أن إيران جمعت معلومات استخباراتية مكثفة حول أنشطة وكالات التجسس الإيرانية وأصدرت وكالة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية تقريرًا يعرض بالتفصيل التهديدات الأمنية التي واجهتها ألمانيا عام 2020، بدءًا من سعي إيران للحصول على تكنولوجيا غير مشروعة لبرنامج أسلحتها النووية إلى محاولاتها المتزايدة لتأمين مواد لبرنامجها الصاروخي.  وكشف التقرير عن زيادة كبيرة في عضوية ودعم حماس وحزب الله المدعومين من إيران، الناشطين في ألمانيا. 

هجمات السيبرانية من أجل الحصول على التكنولوجيا

بالتوازي مع أنشطة الاستخبارات الإيرانية  التقليدية داخل إيران، فهي تستخدم أيضا الهجمات السيبرانية من اجل الحصول على التكنولوجيا المتقدمة من الشركات والمصانع والمختبرات الألمانية. وفي هذا السياق حذر التقرير السنوي الصادر عن مكتب حماية الدستور الألماني عام 2020  من ارتفاع مستوى التهديد من الهجمات الإيرانية. وجاء في التقرير أن الفاعلين السيبرانيين الإيرانيين قد رفعوا بشكل كبير من قدرتهم التكنولوجية على تنفيذ العمليات السيبرانية.  وإن الهجوم كان جزءًا من جهد أوسع من قبل عملاء إيرانيين للوصول إلى معلومات حساسة في ألمانيا. في الخرق الأخير ، تلقى العمال في الشركات الألمانية رسائل بريد إلكتروني تصيدية يزعم أنها رسائل تعرض عليهم وظيفة.  

أكد جهاز المخابرات والأمن العام الهولندي  النتائج التي توصلت إليها الوكالات الألمانية والسويدية حول أنشطة إيران غير المشروعة في أوروبا. وبحسب التقرير الهولندي ، فإن جهاز الأمن حقق في شبكات حاولت الحصول على المعرفة والمواد لتطوير أسلحة دمار شامل. لقد تم إحباط العديد من محاولات الاستحواذ بسبب تدخل الخدمات. وأضافت الاستخبارات الهولندية أن أجهزة المخابرات في هولندا تحقق في كيفية محاولة الدول الحصول على المعرفة والسلع التي تحتاجها لصنع أسلحة دمار شامل. 

التقييم

ـ تستخدم إيران كل الوسائل إيران للتغطية على نشاط الأسلحة غير المشروع في أوروبا ويشمل ذلك إنشاء شركات وهمية ، واستخدام وسطاء ، وتقسيم الصادرات إلى معاملات صغيرة عديدة حتى لا تثير الشبهات.

ـ بات متوقعا أن الجهات الاستخبارات الإيرانية ستواصل تعزيز أنشطتها، وبشكل تقني متقدم وان  هناك مستوى عالٍ من التهديد المستمر ضد المؤسسات الألمانية من الهجمات الإلكترونية الموجهة من قبل الدولة الإيرانية  إن الهجمات السيبرانية الإيرانية، ستبقى تستهدف الشركات الألمانية من خلال خداع موظفيها لتثبيت برامج ضارة.  

ـ يبدو أن الاستخبارات الإيرانية ، تعمل بشكل مكثف، لاستثمار وجود جالية إيرانية أو ربما أفغان، أو أشخاص يعيشون في ألمانيا من جنسيات متعددة، ولديهم علاقة عمل تجارية أو علاقات عائلية، ذلك بالضغط عليهم من اجل استخدامهم وسيلة للتجسس والحصول على التكنولوجيا المتقدمة. ويحصل ذلك بعد توفير الأغطية أو الواجهات التجارية، إن كان على شكل شركات يتم تسجيلها في ألمانيا، أو من خلال وفود تجارية تصل ألمانيا من دول أخرى من اجل الاتصال بالشركات الألمانية بطرق قانونية لتحقيق الصفقات التجارية.

ـ حصلت على الخبرات في إدارة الأزمات وتأقلمت مع العقوبات الأميركية والدولية، بالالتفاف على تلك العقوبات من خلال استراتيجية التحايل على القيود، من خلال وجودها السياسي والاقتصادي واذرعها في عدد من دول العالم.

ما ينبغي العمل عليه، أن تفرض ألمانيا ودول أخرى رقابة أكثر على صادرات السلع ذات الاستخدام المزدوج، والتحقق من أن خلفية الشركات العاملة وتسجيلها. ألمانيا مطلوب منها أيضا أن لا تقدم السياسة الربحية مع إيران على حساب الأمن الإقليمي والدولي.

ربما يعجبك أيضا