الانتخابات المحلية الفرنسية.. هل تتغير الخريطة السياسية؟

محمود رشدي

توجه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع الأحد لخوض الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية، قبل أقل من عام على الانتخابات الرئاسية في فرنسا المزمع إقامتها عام 2022. ويعد هذا الاستحقاق الذي يجري متأخرا بسبب تفشي وباء فيروس كورونا بمثابة مؤشر محتمل لتلك الانتخابات، حيث يحرص بعض المتنافسين على وضع حجر الأساس لانطلاقة أكبر للفوز بمنصب رئيس الجمهورية.  

نتائج أولية

شهدت الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية التي شهدتها فرنسا الأحد عزوفا كبيرا لدى الناخبين إذ قدرت نسبة الامتناع عن التصويت بنحو 68 %حسب تقديرات أولية. من جهة أخرى، تصدر حزب “الجمهوريون” (اليمين الجمهوري) النتائج كما حل أولا في عدة أقاليم على غرار إقليم “أو دو فرانس” و”رون ألب” و”إيل دو فرانس”.

بالمقابل، لم يحقق التجمع الوطني اليميني المتطرف النتائج المتوقعة له إلا في إقليم “بروفونس ألب كوت دازور” حيث جاء تييري مرياني في المرتبة الأولى بـ34.4 بالمئة من الأصوات. أما حزب الرئيس إيمانويل ماكرون “الجمهورية إلى الأمام”، فلم يحقق نتائج جيدة قبل أقل من سنة من الانتخابات الرئاسية.

وعلق جوردان بارديلا، نائب رئيسة التجمع الوطني، متحدثا لشبكة “تي إف 1” التلفزيونية، أن “انتفاضة لا تزال ممكنة” قبل الدورة الثانية الأحد المقبل.

ولم يتصدر حزب التجمع الوطني في أي من المناطق الست من أصل 13، التي توافرت تقديرات بشأنها بعيد الساعة 18,00 ت غ.

أما حزب الرئيس إيمانويل ماكرون “الجمهورية إلى الأمام”، فلم يحقق نتائج لافتة قبل أقل من سنة من الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو 2022.

اليمين المتطرف يتصدر

التجمع الوطني اليميني المتطرف يتصدر النتائج في “بروفونس ألب كوت دازور”، أما في إقليم “بروفونس ألب كوت دازور” جنوب شرقي فرنسا، فجاء مرشح حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف تييري مرياني في مقدمة الترتيب بحصوله على 34.4 بالمئة من الأصوات مقابل 33.6 بالمئة لصالح منافسه رئيس المنطقة المنتهية ولايته، رونو موزولييه. ويتوقع أن يحتدم الصراع بين الرجلين في جولة الإعادة الأحد المقبل، فيما يملك حزب مارين لوبان الحظوظ بالفوز للمرة الأولى بإقليم في تاريخ فرنسا المعاصر.

وقال موزولييه -في تصريح صحفي عقب إغلاق مكاتب التصويت- “لقد اخترنا استراتيجية وحدة الصفوف ضد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي غالبا ما يتحصل على نتائج مرضية في إقليمنا. لكن لم أكن أعتقد ولو دقيقة واحدة أن هذا الحزب سيتقدم بعدد كبير من النقاط علينا. فيما دعا موزولييه كل سكان منطقة “ألب كوت دازور” إلى التصويت بكثافة الأحد المقبل.

أما في إقليم “إيل دو فرانس” فتصدرت رئيسة المنطقة المنتهية ولايتها فاليري بيكراس نتائج الدورة الأولى بتحصلها على 36.4 بالمئة من الأصوات. فيما جاء في المرتبة الثانية جوردان برديلا من حزب “التجمع الوطني” المتطرف بـ13.7 بالمئة. ويتوقع أن تترأس فاليري بيكراس لعهدة ثانية هذا الإقليم نظرا للنتائج المرضية التي حققتها خلال الجولة الأولى.

خريطة الانتخابات

يختار 14 إقليما فرنسيا – 12 في البر الرئيسي، بالإضافة إلى غوادلوب في جزر الأنتيل ولاريونيون في المحيط الهندي 1757 منتخبا من إجمالي 19084 مرشحا – لملء مقاعد المجالس الإقليمية يومي 20 و27 يونيو، ثلاث مناطق أخرى – كورسيكا ومارتينيك في جزر الأنتيل وغويانا الفرنسية في أمريكا الجنوبية – ستصوت لملء مقاعد المجالس الإقليمية الخاصة بها.

من ناحية أخرى، يتنافس 15786 مرشحا على إجمالي 4108 مقاعد في معظم المقاطعات الإدارية الفرنسية. بما في ذلك أقاليم ما وراء البحار، يوجد في فرنسا 103 مقاطعات، ولكن هناك بعض الأقاليم الاستثنائية التي لن تجري انتخابات المقاطعات، مثل العاصمة باريس ومنطقة ليون الكبرى.

ويقضي النواب الفائزين مدة ست سنوات في ولايتهم. ولكن مع ازدحام جدول عام 2027 بالانتخابات، فسيقضي الفائزون المحظوظون هذه المرة فترة أطول قليلا، حتى مارس 2028.

ربما يعجبك أيضا