تركيا في مطار كابول.. عين أردوغان على الامتيازات

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بعد ما يقرب من 20 عامًا على التدخل في أفغانستان، الجيش الأمريكي يغادر قاعدة «باغرام» الجوية التي تعد الأكبر في البلاد وتقع على بعد 50 كلم شمال العاصمة كابول، مع استمرار التفاوض بشأن حماية مطار كابول. بحسب تقارير تقترب تركيا والولايات المتحدة من اتفاقية فنية لتأمين مطار كابول بعد انسحاب الناتو، ستقدم الولايات المتحدة الدعم العسكري والاستخباراتي للقوات التركية، ولن تشارك تركيا في مهام عسكرية خارج المطار، فيما تتحمل الولايات المتحدة والناتو التكاليف.

وبينما كانت الولايات المتحدة تنسحب من أفغانستان، كان أمن مطار كابول أيضاً على جدول الأعمال خلال الاجتماع بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس رجب طيب أردوغان خلال قمة الناتو.

أردوغان.. عين على الامتيازات

أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تعد مسألة حماية مطار كابول أمرا بالغ الأهمية لأولئك الذين يريدون الحفاظ على وجود استراتيجي في أفغانستان، لكنها من المخاطرة بمكانٍ لم يجرؤ أحد على تقديم عرض الحماية إلا أنقرة.

تحت عنوان «الرئيس أردوغان يضع عينيه على الامتيازات» قالت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية في مقال : إنه في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لمغادرة قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان بعد 20 عاماً، فإنّ تركيا حليفة الناتو اقترحت تأمين مطار حامد كرزاي على بعد 65 كيلومتراً جنوب العاصمة كابول.

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بأن «تشغيل مطار كابول مهم جداً لمستقبل أفغانستان وتوفير احتياجاتهم، حيث تعمل تركيا على تشغيل مطار كابول منذ ست سنوات». وحذر الوزير التركي حذر من توقف مطار «حامد كرزاي» في كابول مشيرا إلى أن أفغانستان قد «تتحول إلى دولة معزولة» وسينجم عن ذلك مشاكل على صعيد العلاقات الدولية.

لماذا القوات التركية ؟

السؤال الذي يطرح نفسه دائما: لماذا القوات التركية ؟ هل الأمر يتعلق باحتضان تركيا للجماعات التكفيرية وخبرتها بنقل وتسهيل وصول الدواعش والجماعات التكفيرية من الدول الأخرى حسبما يردد البعض.

أردوغان يرى أن عرضه بتأمين مطار كابول بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يمثل فرصة نادرة لعقد صفقة مع إدارة بايدن تخفف أي انتقاد أو إجراء عقابي في المستقبل من قبل الولايات المتحدة.

إنّ تأمين مطار كابول طريقة للتوصل إلى حل وسط مع واشنطن، بعدما فقدت تركيا أصدقاءها في كل زاوية بسبب سياساتها العدوانية، إنها تحتاج إلى أن تكون وجهاً جيداً للأسواق المالية، وتأمل في كسب تأييد الولايات المتحدة وأوروبا. يقول محللون

تراوغ تركيا كالمعتاد في ملف استمرارها في أفغانستان نزولاً عند رغبة الولايات المتحدة لتأمين بعض المواقع الحيوية وفي مقدمتها مطار كابول، فبعدما ترددت أنباء عن محاولات تركيا استغلال الملف من أجل رفع العقوبات الأمريكية الخاصة بصفقة إس 400، طفا على السطح مؤخراً الملف الليبي.

رغم أنّ أردوغان أكد حينها أنّ بلاده مستعدة لتولي حماية مطار كابول، إذا ما قدمت الولايات_المتحدة الدعم المالي والدبلوماسي واللوجستي المناسب، لكن يبدو أنّ تركيا أعادت النظر في موقفها، وخاصة أنها تتعرض لضغوط من أجل سحب قواتها من ليبيا، إثر عقد مؤتمر برلين 2.

طالبان تتوعد

لكن ماذا عن موقف حركة طالبان من التواجد التركي على الأراضي الأفغانية ؟ المتحدث باسم حركة طالبان سهيل شاهين، صرح: إنه في إطار اتفاق انسحاب القوات الأجنبية الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة في شباط (فبراير) 2020، يتعين على تركيا أيضاً سحب قواتها، وبالتالي رفض اقتراح أنقرة بتأمين مطار كابول بعد انسحاب قوات الناتو التي تقودها الولايات المتحدة.

حركة طالبان – التي تمتلك علاقات جيدة مع قطر وباكستان وهما حليفتان لأنقرة – رفضت وجود قوات تركية على الأراضي الأفغانية ووصفتها بـ«الاحتلال»، وهو ما يعكس حجم المخاطر الهائلة التي تهدد الأتراك.

إذ إن رفْض حركة طالبان اقتراح أنقرة بحماية مطار كابول، من شأنه أن يجعل الوجود التركي في أفغانستان بخطر، ويهدد حياة جميع الأتراك على الأراضي الأفغانية، ويجعلهم هدفاً للحركة المسلحة المتشددة.

وتعرض المطار لقصف متكرر بالقنابل والهجمات الصاروخية على مر السنين الماضية. كان أحد أكثر الحوادث دموية في عام 2018 عندما استهدف هجوم انتحاري نائب الرئيس الأفغاني آنذاك عبد الرشيد دوستم أثناء عودته من تركيا. نجا دوستم، لكن ما يقرب من 80 شخصًا جاءوا للترحيب به، قتلوا أو أصيبوا.

ربما يعجبك أيضا