إنتاج اليورانيوم المعدني.. عودة إيران إلى الضغط النووي

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

في ظل تعثر المفاوضات النووية الجارية بين إيران والمجموعة الدولية في فيينا؛ عادت طهران إلى سياسة خفض الالتزام النووي، بإنتاجها وقود السيليسيد، وهو ما يستلتزم التخصيب حتى مستوى 20%.

حيث أبلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالخطوة، وقالت إن العملية تهدف إلى إنتاج وقود نووي لمفاعل بحثي.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان صدر، الثلاثاء: “أبلغت إيران الوكالة اليوم أن أكسيد اليورانيوم المخصب بدرجة 20 بالمئة سوف ينقل إلى مختبر الأبحاث والتطوير في مركز تصنيع الوقود في إصفهان حيث سيتم تحويله إلى يورانيوم تترافلوريد ومن ثم إلى يورانيوم بدرجة تخصيب تبلغ 20 بالمئة قبل استخدامه لصناعة الوقود”.

لكن معدن اليورانيوم يمكن أن يستخدم لإنتاج نواة قنبلة نووية، وهو ما يثير مخاوف عدة دول في المنطقة، منها إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فضلا عن مخاوف لدى الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

تحذير أمريكي

وقد حذرت الولايات المتحدة، إيران، من “سياسة حافة الهاوية” النووية، قائلة إن جهود البلاد الأخيرة لتخصيب اليورانيوم قد تعقد عودتها إلى المحادثات الهادفة إلى استئناف الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين: “نواصل حث إيران على وقف سياسة حافة الهاوية هذه، والعودة إلى فيينا مستعدين لمحادثات حقيقية، وأن تكون في وضع يسمح لها بالاستعداد لإنهاء العمل الذي بدأ في أبريل/ نيسان”، بحسب “فرانس برس”.

وقال برايس: “من المقلق أن تختار إيران الاستمرار في تصعيد عدم تنفيذ التزاماتها في خطة العمل الشاملة المشتركة، خاصة مع التجارب التي لها قيمة لأبحاث الأسلحة النووية. إنها خطوة أخرى مؤسفة إلى الوراء بالنسبة لإيران”.

كما تحدثت القوى الأوروبية، حيث أعرب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن “قلقهم البالغ” وحذروا من أن الخطوة الإيرانية تعرض المحادثات في فيينا للخطر.

وبينما تصر طهران على أنها مهتمة فقط بالتكنولوجيا النووية لأغراض الطاقة، فقد ابتعدت تدريجيا عن شروط الاتفاق الذي وقعته مع القوى العالمية في عام 2015.

محادثات فيينا

كانت المفاوضات بين إيران والمجموعة الدولية، قد استؤنفت بداية نيسان/أبريل الماضي بين الأطراف الدولية وطهران لضمان عودة الولايات المتحدة للصفقة بعد انسحابها منها أحادياً عام 2018، وضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل من قبل جميع الأطراف. ولكن لم تنته هذه المحادثات إلى نتيجة رغم مضي ست جولات منها، أخرها في20 يونيو/حزيران.

وقد أكد المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن موعد استئناف محادثات فيينا الهادفة لإحياء الصفقة الموقعة بين المجموعة الدولية و ايران بشأن أنشطتها النووية سيعلن في الوقت المناسب.

وأشار بيتر ستانو، إلى أن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بوصفه منسق الاتفاق، يجري مشاورات مع كافة الأطراف المعنية لإنجاز التنسيق وتحديد موعد جديد.

لكن ستانو أضاف قائلاً: “النشاط الدبلوماسي الذي نقوم به مع الأطراف المعنية يذهب إلى ما هو أبعد من تحديد موعد الاجتماعات الرسمية في فيينا”.

وقد حاولت إسرائيل التأثير على مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، لكنها فشلت حسب مسؤول إسرائيلي نقلت عنه صحيفة هآرتس، الذي أضاف أنه لم يعد بمقدور إسرائيل التأثير على موقف واشنطن.

ربما يعجبك أيضا