«توك شو».. خبراء: سد النهضة قضية وجودية ويحق لمصر اتخاذ البدائل المناسبة إذا فشل مجلس الأمن

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

رصدت شبكة «رؤية» الإخبارية، خلال الأيام الماضية، آراء الخبراء والمحللين السياسيين، حول أزمة سد النهضة والتعنت الإثيوبي ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع على مصر والمجتمع الدولي، من خلال استعراض برامج التوك شو المصري، وذلك في التقرير التالي:

وزير الخارجية المصري عن سد النهضة: قضية وجودية

أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن الدولة المصرية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي تولي قضية سد النهضة الإثيوبي أهمية قصوى لاتصالها المباشر بالأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أنها قضية وجودية لمصر.

وقال شكري، خلال لقاء خاص مع قناة «إكسترا نيوز»، إنه أجرى اجتماع مع وزيرة الخارجية السودانية، عقب البيان الإثيوبي بخصوص البدء في الملء الثاني للسد الإثيوبي، وتم تداول الرسالة التي تلقاها وزيري الري في مصر والسودان لافتا ً إلى أن إثيوبيا خالفت اتفاق المبادئ ولذا صدرت البيانات عن خارجية مصر والسودان الرافض لهذا التصرف الأحادي.

«الري»: إثيوبيا لم تخطرنا بكميات المياه المتوقع حجزها بالملء الثاني

فيما قال محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية المصري: “ما زلنا نشهد الإجراءات الأحادية من الجانب الإثيوبي، وذلك بعد إخطارها الجانب المصري ببدء الملء الثاني لسد النهضة”.

وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أنه غير مسموح اتخاذ هذه الإجراءات على نهر مشترك مع دول أخرى، ولا يحق لإثيوبيا تنفيذ مشروعات عليه تلحق ضررًا بالدول الأخرى، مضيفًا أن بيان الملء الثاني وصل إلى مصر منذ ساعات، وأعدت وزارة الري المصرية خطابًا ردت فيه على انتهاك إثيوبيا للمواثيق الدولية، وتم إرسال نسخة من الخطاب لمجلس الأمن، للوقوف على تعنت إثيوبيا وسياساتها الأحادية التي تعد تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

السفير أحمد حجاج: إثيوبيا تحاول وضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع

وأشار السفير أحمد حجاج، الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، إلى أن إثيوبيا تحاول وضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع، مقترحًا أن تقوم مصر بإرسال صورة من رد وزير الري على البيان الإثيوبي بشأن بدء الملء الثاني لسد النهضة بالإضافة لمجلس الأمن لرئيس الاتحاد الأفريقي الذي يرعى المفاوضات والتي فشلت في إقناع إثيوبيا بالتوصل لاتفاق ملزم لتشغيل السد الإثيوبي.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية فى برنامج “هذا الصباح” عبر فضائية “إكسترا نيوز”، أن إثيوبيا تركز على الدول الأفريقية أعضاء مجلس الأمن للوقوف بجانبها.

أستاذ موارد مائية: الملء الثاني اعتراف رسمي بانتهاك القوانين الدولية

وأكد عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن التخزين الثاني لبحيرة سد إثيوبيا بدأ رسميا منذ أمس، مشيرًا إلى أنّ مصر تتابع وتعلم أن أديس أبابا تنوى تخزين المياه.

وأضاف «شراقي» خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع على «صدى البلد»، أن بحيرة سد النهضة استعادت الـ5 مليارات متر مكعب من المياه التي كانت تفتقدهم، خلال الـ10 أيام الماضية.

وتابع أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة أن بحيرة السد وصلت إلى سعة 5 مليارات و200 مليون متر مكعب مياه حتى الآن، بينما بلغ حجم التخزين اليومي للسد الإثيوبي 300 مليون متر مكعب من المياه، مشيرا إلى أن صب خرسانة السد الإثيوبي يعني حجب إجباري للمياه، وإخطار مصر وقت الملء لا يعد إخطارًا، بل انتهاك للأعراف والمواثيق الدولية.

لماذا تخشى إثيوبيا من الوصول إلى اتفاق لحل أزمة سد النهضة؟

وأوضحت الدكتورة أماني الطويل مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن هناك عدة أسباب واضحة تعود لإصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة، أهمها أنه يتم النظر لنهر النيل منذ الأزل بأنه مورد قابل للاستغلال بغض النظر عن الحقوق المصرية.

وأضافت “أماني الطويل”، خلال مداخلة هاتفية على قناة “إكسترا نيوز الإخبارية، أن هناك ذهنية غريبة لبعض الدول معادية تاريخيا لمصر بسبب الاستفادة من نهر النيل، وهناك ذهنية إثيوبية ممتدة من عدم استفادتها من نهر النيل رغم أنها لديها 1000 مليار متر مكعب من المياه.

وأكدت أن إثيوبيا تخشى من الوصول لحل أزمة سد النهضة، لأنها تسعى إلى تسعير المياه وجعلها سلعة قابلة للبيع والشراء بالمخالفة للقانون الدولي، لافتة إلى أنها كانت هناك محاولة لها عام 2007 لتحقيق ذلك، ولكن مصر أحبطت جهودها لأنها لا تسمح لها بالتأثير على مصر.

مساعد وزير الخارجية الأسبق: قضية سد النهضة تحولت لتهديد للأمن والسلم الدوليين

وأوضح السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أزمة سد النهضة مسألة شديدة التعقيد، حيث إن مصالح بعض الدول تلعب دورًا في الأزمة.

وتابع حجازي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة “صدى البلد”، أن المسعى المصري في أزمة سد النهضة عادل ومنطقي.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن سامح شكري، وزير الخارجية يقوم بترتيب وتوضيح للمشهد وموقف مصر والسودان وذلك قبل جلسة يوم الخميس المقبل، مشيرا إلى أن قضية سد النهضة تحولت إلى تهديد للأمن والسلم الدوليين بسبب التعنت الإثيوبي، وهذا يجعل التعامل مع الملف يتطلب حساسية شديدة.

السفير علي الحفني: جلسات التفاوض مع إثيوبيا تحولت إلى مسلسل “هزلي”

وأشار السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية، إلى أن الإجراء الإثيوبي والتصرفات الأحادية في ملف سد النهضة يمثل مشهدا جديدا من عدم حسن النوايا وتضليل الرأي العام الداخلي في إثيوبيا.

وأضاف السفير علي الحفني، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “هذا الصباح” على فضائية “إكسترا نيوز”، أن مصر والسودان تكثفان جهودهم لفضح التصرفات الإثيوبية أمام المجتمع الدولي، مؤكدا أن مصر لن تقبل سياسة الأمر الواقع.

وأشار إلى أن جلسات التفاوض مع إثيوبيا تحولت إلى مسلسل “هزلي” ولا يمكن أن تستمر، خاصة في ظل وجود  سوء نوايا واضحة لعدم الامتثال للقواعد والأعراف الدولية بشأن تقاسم مياه نهر النيل.

هاني سويلم يكشف نية إثيوبيا من إنشاء سد النهضة

قال هاني سويلم، أستاذ إدارة المياه والمدير الأكاديمي لقسم المياه بجامعة أخن الألمانية، إن إثيوبيا بدأت تعنتها ومراوغتها في أزمة سد النهضة منذ شروعها في عمليات الإنشاء في 2011، حيث لم تجر دراسات مشتركة مع مصر والسودان.

وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير»، المذاع على قناة صدى البلد، أن إثيوبيا واصلت المراوغة من خلال اتخاذها قرار الملء الأول والثاني للسد من جانب أحادي.

ولفت هاني سويلم، أستاذ إدارة المياه والمدير الأكاديمي لقسم المياه بجامعة أخن الألمانية، إلى أن أديس أبابا تريد استخدام السد سياسيا لإحداث الوحدة الداخلية وتجميع الشعب حول آبي أحمد في ظل الإخفاقات المتواصلة.

وزير الري الأسبق: مصر تسعى لضمان نهاية سلمية لسد النهضة

وأكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق أن الموقف المصري من قضية سد النهضة، واضح منذ البداية، و الدبلوماسية المصرية اتخذت كل الطرق الممكنة لحل القضية بإعطاء دور لاتحاد الإفريقي، والوساطة الأمريكية، ثم التصعيد لمجلس الأمن.

وأضاف خلال اتصال هاتفي مع فضائية إكسترا نيوز، أن مصر والسودان يأملان من مجلس الأمن الذي يعد أعلى مجلس أممي ينظر في النزاعات الدولية التي تهدد السلم الدولي، وبالتالي يتوقع من الدول الخمس الأعضاء حفظ الأمن الدولي.

أشار إلى أن مصر والسودان استعانتا بالاتحاد الأفريقي، ولكن أخفقت المحاولات في التوصل إلى حل، بسبب الهروب الدائم لإثيوبيا من أي مسئوليات دولية، لذلك  فمصر ترغب في ضمانة حقيقية تضمن جدية المفاوضات، وهو ما تنتظره مصر من المجتمع الدولي، لضمان نهاية سلمية بدلا من النزاعات التي لا تتحملها المنطقة.

مفيد شهاب: يحق لمصر اتخاذ البدائل المناسبة إذا فشل مجلس الأمن في إنهاء أزمة سد إثيوبيا

فيما استبعد مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي، أن يحيل مجلس الأمن ملف سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي، لأنه يعلم أن الملف كان في جعبته طيلة عامين، ولم يقدم جديدًا ولم تكن هناك نتائج سلبية، مردفًا «يمكن أن يقرر مجلس الأمن مجموعة من المبادئ بشأن سد النهضة».

وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن القلق المصري مشروع بشأن سد النهضة، لطول أمد المفاوضات إلى جانب كونه يمثل قضية أمن قومي للشعب المصري، مضيفا «ما ضاع حق وراء مطالب».

وأشار إلى أن مصر ماضية على الطريق الصحيح في مفاوضات سد النهضة منذ بدايتها، مؤكدا أن مصر ستنتصر في النهاية لأنها صاحبة حق ولم تقصر في السعى نحو الوصول إلى حقها.

واختتم مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي، أن الوفد المفاوض المصري والخبراء والدبلوماسيين على قدر عال من الكفاءة والخبرة وعلى أعلى مستوى.

أماني الطويل: الوزن السياسي لإثيوبيا انخفض بسبب أزمة تيجراي

وقالت الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مسألة الملء الثاني مقررة ولم يكن القرار بسبب أزمات داخلية، لكن رئيس الوزراء الإثيوبي يستثمر هذا الملء في أزماته الداخلية ويحاول أن يوسع رقعة تأثيره السياسي بعد هزيمة الجيش الفيدرالي في تيجراي، وتوترات في تحالفه مع أمهرة، والتحديات الأمنية التي يواجهها في بني شنقول، وعدم قدرته على إعلان نتائج الانتخابات التي جرت قبل أسبوعين.

وأضافت الطويل خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، أن معظم معطيات المشهد الداخلي الإثيوبي معقدة ومشتبكة، لافتةً إلى أن إثيوبيا تسعى إلى أن تكون المياه من آليات الثروة الاقتصادية لديها وأن تمارس هيمنة إقليمية وتعلم أن هناك مقاومة مصرية.

وتابعت مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: “إثيوبيا تواصل السعي وتراهن على انقسام نصفي في المجتمع الدولي قائم على صراع بين أطراف النظام الدولي، لكنها حتى الآن لم تنجح في ذلك وعموما فإن الوزن السياسي الإثيوبي انخفض بسبب إدارة أزمة تيجراي وطبيعة إدارة أزمة سد النهضة”.

ربما يعجبك أيضا