وفا الخضراء.. عضو في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية تثير جدلًا في الأردن ‎‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق  

عمّان – أثارت عضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في الأردن، وفا الخضراء، جدلا واسعا في المملكة، بلغ حد المطالبة بإقالتها ومحاسبتها بسبب منشور لها على فيسبوك انتقدت فيه أضاحي العيد ما دفع بدائرة الإفتاء العام للرد عليها.  

وعلقت الكاتبة والناشطة المجتمعية الخضراء، حول أضاحي العيد في منشور لها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك قائلة إن ” تقديم الأضحية في عيد الأضحى غير مبرر والإسلام بريء من هذا الطقس”. 

كما اعتبرت في منشورها، الذي قوبل بحالة من الجدل والغضب الواسعين، ان تقديم الأضحية “منافية للرحمة والرأفة والتوازن البيئي والطقوس الحقوقية والعقد البيئي”. 

وتصدر اسم “وفا الخضراء” مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، وسط مطالبات بإقالتها ومحاسبتها على انتقاصها من شعيرة دينية في بلد مسلم.  

وعلق الناشط أيمن الغنيمين قائلا ” وفا الخضراء تنتقص من شعيرة يؤديها ٩٧٪ من الأردنيين، وبعبارات ساخرة”. 

وكتب عبر صفحته على تويتر” وفا الخضراء نموذج للشخصيات المستوردة التي تم اختيارها في قائمة لجنة الإصلاح، لا نأمن على بلادنا أن يقود الإصلاح فيها من لا يؤمن بها ولا يتقبل أهلها”. 

أما الناشط سامي الحويطات فعلق قائلا ” وفاء عوني الخضراء تستحق المحاكمة بتهمة ازدرائها  الدين الإسلامي والسخرية من شعيرة إسلامية”. 

وعلى إثر حالة الجدل التي أثارتها الكاتبة الخضرا، خرجت في تصريحات صحفية تؤكد أنها لم تقصد في حديثها عن الأضاحي ما نقل على لسانها وأخرج عن سياقه. 

وصرحت لوسائل إعلام محلية “معاذ الله أن يُشكك أحد منا في أهمية هذه الشعائر والغايات النبيلة التي تحققها، دينيا من باب الواجب والدروس المستفادة واجتماعياً من باب التكافل”، مشددة على أن موقفها هذا لا يختلف عليه أي مسلم يفتخر بدينه ويدافع عنه. 

وأشارت إلى أن ما قالته حول بعض الممارسات التي يقوم بها البعض في طريقة الذبح والتعامل مع الأضاحي والتي لا تراعي الأصول الشرعية المعروفة القائمة على الرأفة والذبح السريع وغير المؤلم وفي الأماكن المخصصة لذلك. 

الإفتاء ترد  

من جانبها، أكدت دائرة الإفتاء العام، أنه لا يجوز لمن لا يدرك المعاني السامية للأضحية، أن تقوده العاطفة الخادعة، والانسياق وراء المزاج الواهم، لإطلاق صوت نشاز يثير الفتنة في المجتمع بانتقاد شعيرة من شعائر الله لشبهة طرأت على ذهنه. 

وأشارت الدائرة في بيان لها حصلت “رؤية” على نسخة منه اليوم الخميس، إلى أن شعيرة الأضحية من شعائر الله العظيمة، التي تتضمن معاني التضحية في سبيل الله، وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، والتعاون بين الناس من خلال الحفاظ على النفس البشرية وإطعام الفقراء والمحتاجين ونشر المحبة بين الناس لقوله تعالى (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ) . 

وأوضحت، أن الإسلام هو دين الرحمة والرفق اللذين أوجبهما الله تعالى ونبيه الكريم في التعامل مع جميع عناصر الحياة، فقال صلى الله عليه وسلم ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته” صحيح مسلم. 

وأكد بيان الإفتاء، أن الله سبحانه وتعالى الذي شرع الأضحية هو الرحمن الرحيم، فلا أحد أرحم منه سبحانه بخلقه، وهو سبحانه الحكيم العليم، فلا يجوز لأحد التعدي على أحكامه والخوض فيها دون علم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ). 

ولفتت الدائرة في بيانها، أن ما يقوم به بعض من يذبح الأضاحي دون مراعاة لقواعد الرفق والرحمة عند ذبح الأضاحي مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، ومخالف لقواعد عظيم شعائر الله تعالى، لقوله تعالى : (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). 

هل تلحق الخضرا بالرنتاوي؟  

في أواخر حزيران يونيو الماضي، قدم الكاتب الصحفي الأردني عريب الرنتاوي، استقالته من عضوية اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في الأردن بعد أيام من تعرضه لانتقاد حاد بسبب مقالة له.   

وقبل رئيس اللجنة الملكية رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، على الفور استقالة الرنتاوي، بعد مطالبات واسعة بذلك، وهو ما يشبه لحد كبير المطالبات بإقالة الكاتبة وفا الخضراء.   

وكان الرنتاوي، قد نشر مقالا قبل أيام، تحدث فيه عن مشاركة مقاتلي حركة فتح في معركة الكرامة التي خاضها الجيش الأردني مع إسرائيل.   

ورغم اعتذار الكاتب، إلا أن الجدل حياله ما زال مستمرا، إذ أعلن نشطاء أنهم بصدد التقدم برفع دعوى قضائية إلى المحكمة ضد الرنتاوي بتهمة الإساءة للوحدة الوطنية والتنكر لدور القوات المسلحة في مواجهة الجيش الاسرائيلي في معركة الكرامة.   

وتضم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في الأردن ، 91 عضوا، هم شخصيات أردنية سياسية واقتصادية وحزبية ومجتمعية بارزة ومن كافة الأطياف.   

ومثلت اللجنة في تركيبتها الكثير من ممثلي الأحزاب السياسية والشرائح الاجتماعية، وكذلك من المتقاعدين العسكريين ووجهاء العشائر، إضافة إلى كتاب صحفيين وإعلاميين.     

وخلت اللجنة من أي تمثيل حكومي أو نواب وأعيان، باستناء وزير واحد هو وزير التنمية السياسية.  

ربما يعجبك أيضا